الخزرجي: الدعم العربي للعراق بحرب إيران 10% فقط

أنس أزرق

avata
أنس أزرق
31 مارس 2014
CE02B8C8-CF0E-4C91-A8C5-B771D4D02B9F
+ الخط -

يكشف الفريق الركن، نزار الخزرجي، لـ "العربي الجديد"، جوانب من أسرار الحرب العراقية ـ الإيرانية 1980-1988، وتفاصيل تتعلق بتعهده للرئيس الراحل صدام حسين عند تكليفه برئاسة أركان الجيش العراقي1987، بإنهاء الحرب بنصر عراقي خلال عام واحد.

ويروي الفريق الخزرجي محطات الحرب العراقية الإيرانية التي عايشها منذ بدايتها، كقائد لواء ومن ثم فرقة وأمين سر وزارة الدفاع ومعاون رئيس اركان الى نهايتها كرئيس أركان، ويوضح حقيقة التمويل الخليجي والدور العربي، لا سيما المشاركة المصرية والسودانية واليمنية والاردنية.

وفي هذا الإطار، يتحدث عن مفارقات أهمها حجم التمويل الخليجي و المشاركة العربية حيث يقول:" الدعم الخليجي للعراق في اثناء الحرب لا يتجاوز 10% من تكاليف الحرب" وإن "الفرقة الأردنية، التي وعد الملك حسين بإرسالها، تقلصت إلى ألفي متطوع بعضهم أرباب سجون"، في حين أن "اليمن أرسل ألوية للتدريب يبدلها كل ستة أشهر".

كما يتحدث عن اتفاق العراق مع مصر على تصنيع حربي، ولكن نتيجته كانت ضياع الأموال المرصودة لذلك وإرسال الحكومة المصرية دبابات مستهلكة "خردة" أمر الرئيس صدام بتسديد ثمنها حفاظا على العلاقة مع مصر.

ويكشف عن الدور الليبي من خلال سقوط أول صاروخ سكود على بغداد من الجانب الإيراني قدمه الديكتاتورمعمر القذافي لإيران.

كما يروي الخزرجي حقيقة الموقف الأميركي من الحرب، ويتهم الولايات المتحدة بأنها "كانت تريد إطالة امد الحرب، وقام الجيش العراقي بتضليلها خلال معارك تحرير الفاو وغيرها، لأنه كان يشك في تسريب الأميركيين المعلومات للجانب الإيراني".

كتب الخزرجي الجزء الأول من مذكراته بعنوان "الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988 مذكرات مقاتل"، وهي من تقديم ومراجعة الدكتور عبد الوهاب القصاب، ونشرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات 2014. ويعكف الآن على كتابة الجزء الثاني، الذي يتناول مرحلة خروجه من العراق 1996 ومن ثم لجوئه الى الدانمارك، والحكم علية بالإقامة الجبرية 2001، نتيجة اتهامه بالمشاركة في قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي مارس/آذار 1988، ومن ثم هروبه من الدانمارك ودخوله العراق سرا 2003، وما قيل عن دور له في انقلاب عسكري على صدام قبل الغزو الأميركي.


مع صدام حسين

حضور الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، قوي ومؤثر في مذكرات الفريق الخزرجي منذ اللقاء الأول بينهما في السفارة العراقية في موسكو1971، حيث كان الخزرجي نائب رئيس الملحق العسكري، وصدام نائب الرئيس القوي، وتوسط الخزرجي لعمه اللواء إبراهيم الانصاري رئيس الأركان السابق في أثناء قيام ثورة البعث 1968، ووفى صدام بوعده. والمفارقة أن صديق الخزرجي، الذي قدمه لصدام، هو من سيكون لاحقا مدير الاستخبارات العامة، فاضل براك، الذي أعدمه صدام في 1991.

ومنذ تلك اللحظة نشأت علاقة خاصة بين الرجلين شاهد خلالها الخزرجي لحظات القوة والضعف لدى صدام، ومنها رؤيته لدموع صدام مرتين، مرة، عندما اقسم خلال مناسبة عسكرية أن يمنح اوسمة كثيرة لمن يحرر الفاو، والمرة الثانية عندما انسحب الجيش العراقي من الكويت، وأصيب الخزرجي خلال انتفاضة الناصرية 1991 وزاره صدام حسين في المشفى.

وخبر الخزرجي حب صدام حسين للقيادة، حيث يروي عن زيارة صدام لقطاعه في الجبهة، وقيادته سيارة اللاند كروزر بنفسه، معتزا بذلك وقائلا "في المواقف الصعبة أتولى أنا القيادة".

ويلخص الخزرجي سبب إعفائه من رئاسة الأركان باعتراضه على غزو صدام الكويت عام 1990 من دون علم القيادة العسكرية، وعلى رأسها رئيس الأركان ووزير الدفاع، وكيف عيـّنه مستشارا في رئاسة الجمهورية، الا أنه لم يداوم ولا لحظة في الرئاسة ومن ثم أحاله إلى منظمة قدامى المناضلين.

كما يروي الخزرجي، لـ"العربي الجديد"، طبيعة العلاقات بين الحزب والمؤسسات الحكومية والجيش وعلاقات المسؤولين ببعضهم، كعلاقته السيئة بنائب صدام عزت ابراهيم الدوري، الذي كتب تقريرا عنه، وكذلك بخال الرئيس خير الله طلفاح ووالد زوجة قصي، الفريق ماهر رشيد.


رئاسة الأركان

سلمه الرئيس صدام حسين رئاسة اركان الجيش العراقي في السنة الأخيرة من حرب طويلة امتدت ثماني سنوات من 4 سبتمبر/أيلول 1980 الى 8 أغسطس/آب 1988، تقلب فيها الجيش العراقي بين انتصارات وهزائم، ولكن الوضع لم يكن في صالح العراق حين أسندت إلى الخزرجي رئاسة الأركان، وكان الايرانيون يحتلون مناطق حدودية، وتعهد الخزرجي بأن يحقق النصر للعراق خلال سنة، رغم أنه كان متشائما في بداية الحرب وخائفا من خسارتها.

وهو يعتبر ان العراق خرج منتصرا من الحرب مع إيران، رغم أن خسائره فاقت 150 ألف قتيل من القوات المسلحة و700 ألف جريح و85 ألف أسير ومفقود.

وكان الخزرجي، خلال قيادته للفرقة السابعة، قد اقترح على صدام تحويل الجيش العراقي إلى جيش نخبة، من خلال مذكرة بعنوان "بعض أفكار جندي في القادسية ".


خزانة اسرار

لا يزال الخزرجي يعيش في العراق، وإن لم يكن ذلك بالمعنى الفيزيولوجي، ولكن كل تفاصيل حياته تدور حول العراق ومعه، لا تفارقه تفاصيل حياته منذ سنوات اليفاعة الأولى في بيت عسكري عشائري "والده عميد في الجيش العراقي، نسب إلى الجيش في مدرسة أبناء العشائر لأنه ابن شيخ من مشايخ عشيرة الخزرج الانصارية".

الرجل خزان اسرار وليس من السهل أن تستنطقه، وما لا يريد ان يبوح به الآن، يبقى محتفظا به لنفسه أو لصدور الجزء الثاني من مذكراته. واللافت أنه مثير للجدل، فكيف حافظ على رأسه في وقت تدحرجت فيه الكثير من الرؤوس امامه؟

ويروي الخزرجي سيرته وعلاقته بالأكراد من خلال معرفته بالرئيس جلال الطالباني شخصيا، والذي قال له في 1984 خلال توليه الفيلق الأول، وبعد بدء المفاوضات بين الاكراد والحكومة، ألاّ يمر من قاطعه ان لم يتفق مع الحكومة.

ولا ينسى الفريق الخزرجي شهادته على بعض الاحداث، ومنها مشاركة الجيش العراقي في حرب تشرين على جبهة الجولان، ويروي مشاهداته عن دبابات سرايا الدفاع التي تركت الجبهة، وظلت تحرس دمشق خوفا من الجيش العراقي.

دلالات

ذات صلة

الصورة

منوعات

جولة على أبرز الأخبار الزائفة المتداولة في المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الحالي. كل الأخبار المذكورة أدناه غير حقيقية رغم انتشارها على نطاق واسع. وقد تحقق منها فريق "العربي الجديد".
الصورة

منوعات

جولة على أبرز الأخبار الزائفة المتداولة في المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الحالي. كل الأخبار المذكورة أدناه غير حقيقية رغم انتشارها على نطاق واسع. وقد تحقق منها فريق "العربي الجديد".
الصورة
Getty-Commemorative ceremony for Qasem Soleimani in Tehran

سياسة

القسم الثاني من السيرة الذاتية لـ"فيلق القدس"، الذراع الخارجية الضاربة للحرس الثوري الإيراني، والعنوان الأبرز في الخلافات الإقليمية والدولية مع إيران بشأن سياساتها الإقليمية.
الصورة
الغزو الأميركي/ العراق

أخبار

ككل عام لا يجد العراقيون ما يستذكرون بشأن الغزو الأميركي لبلادهم عام 2003، والساعات الأولى لدخول الدبابات الأميركية لساحة الفردوس وقصر الرحاب وسط بغداد، إلا ما فقدوه وسيرة الذكريات المرة فهم "خسروا الكثير ولا شيء يمكن أن يعيده أو يعوضه".
المساهمون