عادت الخارجية الأميركية، أمس الخميس، إلى انتقاد مخططات البناء الإسرائيلية الأخيرة في محيط القدس المحتلة، خاصة مخططات بناء 770 وحدة سكنية في مستوطنة جيلو جنوبي القدس، و500 وحدة أخرى في مستوطنة معاليم أدوميم على طريق أريحا، إلى جانب بناء 42 وحدة في مستوطنة كريات أربع جنوبي الخليل، و323 وحدة سكنية في أحياء استيطانية في قلب القدس.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن المتحدث بلسان الخارجية الأميركية، جون كيربي، أصدر أمس، بياناً شديد اللهجة تطرق فيه إلى مخططات البناء المذكورة، التي أعلنت عنها حكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة.
وقال كيربي، في بيانه، إن الولايات المتحدة الأميركية ترصد تسارعاً في وتيرة البناء في المستوطنات، متهماً إسرائيل بأنها "تتبع نمط عمل استفزازي ونشاط منهجي لتعطيل حل الدولتين".
كما أعرب كيربي، إضافة إلى تكرار موقف الإدارة الأميركية الرافض للبناء في المستوطنات، عن قلقه الكبير من مساعي ونشاط الحكومة الإسرائيلية في تبييض وشرعنة البؤر الاستيطانية غير القانونية، بموازاة تصعيد هدم المباني والبيوت الفلسطينية في المناطق (سي) من الضفة الغربية، الخاضعة للسيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية منذ مطلع العام الحالي، والتي فاق عددها عدد البيوت التي هدمتها إسرائيل على مدار العام 2015.
وبحسب الصحيفة العبرية، فقد أغضب بيان إقرار ووضع مخططات البناء الاستيطانية، الولايات المتحدة خاصة وأنها جاءت بعد أيام من صدور تقرير الرباعية الدولية، أخيراً، حول الجمود في لمسيرة السلمية.
وكان التقرير انتقد بشدة البناء الاستيطاني، إلا أن الولايات المتحدة بذلت جهوداً لتخفيف لهجة التقرير، وإدراج انتقادات ضد الطرف الفلسطيني في ملفات مثل "التحريض على العنف".
وفي هذا الصدد، قال كيربي، كما جاء في تقرير الرباعية الدولية، فإن ما يجري هو جزء من عملية استيلاء متواصلة على الأراضي، وتوسيع مستوطنات، وشرعنة بؤر استيطانية تهدد بمجملها حل الدولتين وتكرس واقع احتلال أبدي ونزاع متواصل، إننا قلقون من مواصلة إسرائيل لنهج ممارسات استفزازية ومضرة تثير تساؤلات جادة بشأن مدى التزامها بتسوية سلمية مع الفلسطينيين.