وقال الناشط الإعلامي حسين أبو محمد، لـ"العربي الجديد"، إن الحصار جاء بعد فشل قوات النظام في اقتحام بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي، حيث تمكّن الثوار من حصاد مئات القتلى من قوات النظام على الرغم من تدمير الطائرات الروسية أكثر من 60 في المائة من أحياء البلدة، إضافة لفشلها في الهجوم على قرية كيسين، بهدف فصل المنطقة عن الريف الشمالي، إذ تعد الأخيرة أحد خطوط الإمداد الرئيسية شرقي المدينة، وتصلها بمناطق الريف الشمالي، وفشلت قوات النظام في اقتحام ريف حمص، ما أدى إلى إطباقها على المنطقة.
من جهته، أكد رئيس برنامج الاستجابة والمساعدة للانتقال في سورية المدعوم من الخارجية الأميركية مارك وورد، أن قوات النظام تعيق وصول المواد الطبية الضرورية للسكان في المناطق المحاصرة على الرغم من الحصول على الموافقات المسبقة، ومنها بلدة الحولة في ريف حمص الشمالي.
وتعد الحولة من كبرى المدن الرئيسية في الريف الشمالي، وتبسط عناصر المعارضة المسلحة سيطرتها الكاملة على المنطقة، ويتجاوز عدد سكان المدينة اليوم أكثر من 80 ألف نسمة، كما تتميّز بموقعها الاستراتيجي في جوار جبال العلويين، المعقل الرئيسي للطائفة العلوية الموالية للنظام.
وأضاف الناشط الإعلامي أبو محمد، أن قوات النظام منعت أبسط المقومات الرئيسية للحياة من الدخول إلى المنطقة، "الأمر الذي وضع المدنيين داخل نيران المدافع والحصار، برعاية أممية، ووسط صمت دولي، ليصبح سيناريو مدينة مضايا هو السائد في غالبية المناطق التي تفشل قوات النظام السوري في اقتحامها"، إذ لجأ إلى مدينة الحولة أكثر من 10 آلاف نازح غالبيتهم من القرى المجاورة التي تشهد معارك مستمرة.
ويمتد سهل الحولة من مشارف ريف حماة الجنوبي حتى طريق حمص مصياف الرئيسي جنوباً، ومن مشارف جبال العلويون حتى نهر العاصي شرقاً، ومن أهم أحياء المدينة (كفرلاها، وتلذهب، وتلدو)، والمناطق المجاورة والتابعة لها، أهمها قرى (عقرب، طلف، برج قاعي، كيسين، السمعليل، حربنفسه).
وذكر الناشط الإعلامي أن أسواق المدينة التجارية في الحولة تعاني من فقدان غالبية المواد الأساسية وارتفاع أسعار ما تبقى من المواد، نتيجة تسلّط التجار، إضافة لمعاناة المدينة من انقطاع تام للمحروقات وانقطاع تام للتيار الكهربائي في عملية عقاب جماعي تمارسها قوات النظام تجاه المدينة.
وقدّر الناشط الإعلامي خسارة كل عائلة في الحولة بأكثر من 500 ليرة سورية في اليوم، بسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء، وقلة الماء، ما أجبرهم على شرائه من الصهاريج وبكلفة عالية، فضلاً عن الإمكانيات الضعيفة للمشافي الميدانية، ﻭﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ ﻭﺃﻛﻴﺎﺱ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺃﺩﻭﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ.
وتعد منطقة الحولة من المناطق الزراعية ذات الأرض الخصبة، وفي ظل الحصار، لجأ عدد كبير من المدنيين إلى زراعة الخضروات والمحاصيل الزراعية في محاولة منهم لكسره.