الحنّاء ..ما بين التخضيب والنقوش

09 فبراير 2015
صارت الحنّة للزينة برسومات ونقوشات مختلفة(Getty)
+ الخط -
عرفت "الحنّاء" أو الحنّة منذ القدم، فقد استعملها الفراعنة في أغراض شتّى، إذ صنعوا من مسحوق أوراقها معجونة لتخضيب الأيدي وصباغة الشعر وعلاج الجروح، كما وُجدت المومياوات الفرعونية مخضبة بالحنّاء، فيما اتخذ البعض عطراً من أزهارها.

كما أنّ للحنّاء نوعا من القدسية عند كثير من الشعوب الإسلامية، إذ يستعملونها في التجميل بفضل صفاتها فتخضب بمعجونها الأيدي والأقدام والشعر، وتستعمل في دباغة الجلود والصوف.

ومن فوائد الحنّاء أنها تساعد على تغذية الشعر وعلاج بعض مشاكله خاصة الشعر الدهني، حيث تعتبر هامة للتخفيف من مقدار الدهون الموجودة فيه، نظراً لوجود مواد قابضة تقاوم زيادة إفراز الدهون، وتفيد في علاج قشرة الرأس، والتهاب فروة الرأس، وتقاوم سقوط الشعر، بالإضافة إلى أنها تحتوي على مواد مطهرة تعمل على تنقية فروة الرأس من الميكروبات والطفيليات.

تُستخدم الحنّاء أيضاً في الخضاب طلباً للزينة والجمال، ولا تزال عدة نساء مولعات بالتخضب بمسحوق هذا النبات العجيب حتى يومنا هذا، حيث يتم تزيين الأيدي والأرجل بنقوش ورسومات مختلفة حسب الذوق والرغبة.

هناك رسومات هندسية وورود صغيرة وكبيرة، وقد ترسم بعض الطيور أو الأحرف الأولى من اسم العريس أو العروس داخل قلب، خاصة عند استخدامها (في ليلة الحنّة) التي تسبق ليلة الزفاف، حيث أن للحنّة شهرة ذائعة الصيت خاصة في أغلب الدول العربية والإسلامية، وسُميت الليلة التي تسبق زفاف العروسين بليلة الحنّاء وفيها يتم تخضيب أكف وأقدام العروسين بالحنّاء.

وتُستعمل الحنّاء صبغة لتغيير لون الشعر لكلا الجنسين، فراراً من بياض الشيب للرجال وطمعاً بمزيد من الجمال وكثافة اللون خاصة للنسوة، أمّا ما يُشجّع على استخدام الحنّاء لتلوين الشعر هو عدم تأثيرها بتغيير صفات الشعر الطبيعية كغيرها من الأصباغ.

تقول أخصائية التجميل سميرة بصّار لـ "العربي الجديد": "هناك إقبال على "الحنّة" من قبل الفتيات والسيدات، وذلك لرسم النقوش "التاتو" بدلاً من الوشم، وصارت "الحنّة" تستخدم أحياناً للإثارة حيث تقوم الفتاة برسم نقوش بواسطة "الحنة" في أماكن مثيرة من جسدها للفت النظر." وتفسّر: "للحنّة نوعان: الأسود الغامق، والفاتح المائل للون البرتقالي، إلا أن الأكثر استخداماً هو اللون الغامق، فبعد رسمه على الجسد يمكن أن يبقى لمدة ما بين عشرة أيام وخمسة عشر يوماً بحسب استخدام الماء".

وتُضيف بصّار: "الفتاة تختار الرسومات من خلال كتاب يحوي رسومات عدة ونحن نقوم بتنفيذ الرسم بواسطة الحنّة وفي المكان الذي ترغب فيه، فمنهن من تختار أماكن ظاهرة للرسم سواء على اليد أو القدم وحتى الرقبة، وبعضهن يخترن أماكن مخفية كالصدر والظهر، بالإضافة للرسومات هناك من يرغب بكتابة اسم أو حرف للدلالة عن حبه لشخص آخر".

في السابق كانت اليد أو باطن القدم تخضّب بالحنّة إلى أن يميل لونها إلى البرتقالي، أما في عصرنا هذا فصارت الحنة للزينة برسومات ونقوشات مختلفة.
دلالات
المساهمون