حذّر وزير التربية في الحكومة السورية المؤقتة، عماد برق، طلاب الشهادتين الثانوية والإعدادية في محافظة إدلب من "الاستجابة لفخ نظام بشار الأسد وذهابهم لأداء الامتحانات في المدن التي يسيطر عليها، لأنه قد يعتقلهم، هذا إن سمحت الحواجز لهم وذويهم بدخول المناطق الخاضعة لسيطرته أصلاً".
وقال الوزير برق لـ"العربي الجديد": "قام نظام الأسد بنقل مراكز أداء امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية، إلى مناطق سيطرته، بعد تحرير المعارضة مدينة إدلب الشهر الماضي، لذا سارعنا، ومن منطلق الحرص على مستقبل وسلامة أبنائنا، إلى دعوة جميع الطلاب في محافظة إدلب ليتقدموا لأداء الامتحانات في مراكز المناطق المحررة، التي مددنا فيها التسجيل للمرة الثالثة، ليتسنى للطلاب أداء الامتحانات التي ستبدأ في الخامس والعشرين من الشهر الجاري".
وفي حين لم يتوقع الوزير في الحكومة السورية المعارضة أن يستجيب أكثر من 10 في المائة من الطلاب، لتعميم حكومة بشار الأسد بالذهاب لأداء الامتحانات النهائية، للشهادتين الإعدادية والثانوية، طمأن الطلبة بأن المنهج الذي تدرسه المعارضة لا يختلف عن منهج النظام "إلا ببعض الأشياء التي كانت تمجد الديكتاتور الأسد، وتختزل سورية بأشخاص".
وقدّر الوزير برق لـ"العربي الجديد" أعداد الطلاب الذين سجلوا بعد تحرير مدينة إدلب وجسر الشغور، بنحو 6500 طالب ثانوي و10 آلاف طالب إعدادي، في حين لم تزد الأعداد قبل التحرير عن 4 آلاف طالب ثانوي و6 آلاف طالب إعدادي، مقدراً نسبة الذين لم يسجلوا بنحو 40 في المائة بين نازحين داخل سورية أو مهجرين لتركيا.
وعن الاعتراف الدولي بشهادة الثانوية، التي تمنحها الحكومة المعارضة، أكد الوزير برق "الشهادة التي تمنحها وزارة التربية معترف بها في الجامعات التركية والفرنسية بشكل كامل وعلني، ورغم عدم اعتراف دول كثيرة بها، لكن طلابنا يسجلون ويدرسون في الكثير من الجامعات العالمية".
وكانت بعض مراكز الامتحانات التي تعتمد منهج حكومة الأسد، قد استمرت في مناطق إدلب المحررة حتى العام الماضي، في حين أن جميع المراكز الامتحانية التابعة للأسد، قد أغلقت في المحافظة هذا العام، بحسب ما أكد التربوي السابق إبراهيم إسماعيل لـ"العربي الجديد" وصول تعميم بأسماء جميع الطلاب في محافظة إدلب، على المحافظات التي يسيطر عليها النظام "حماة، حلب، اللاذقية وطرطوس"، بهدف جذب الطلاب إلى تلك المدن لتقديم الامتحانات، وهو ما لم يجد آذاناً صاغية في محافظة إدلب، إلا لدى قلة قليلة، بسبب خوفهم من الاعتقال، أو امتداد زحف الثوار لتلك المدن، وزجهم في الخدمة العسكرية أو مليشيات الأسد التشبيحية.
الطالبة ناديا يوسف، من ريف إدلب المحرر قالت "لا يمكننا الذهاب إلى "مدن النظام"، كما أن المركز الذي تحدد لنقدم به الامتحان "قرية آفس" في ريف إدلب الشرقي، قد تعرض للقصف منذ أسبوع"، مشيرة إلى أن بعض الطلاب ذهبوا إلى حلب وحماة برفقة ذويهم، وقلة قليلة جداً ذهبت إلى مدينتي طرطوس واللاذقية خلال هروب جيش النظام وشبيحته من مدينة إدلب، لكن أغلبية طلاب الشهادتين ذهبوا إلى تركيا لتقديم الامتحانات أو سجلوا في المراكز الامتحانية بعد تمديد التسجيل.
يذكر أن الامتحانات لدى حكومة الأسد ستبدأ، بحسب ما أعلن وزير التربية هزوان الوز، في 17 مايو/أيار الجاري لطلاب شهادة التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية، في حين أن موعد امتحان شهادتي الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي والثانوية الشرعية، في الأول من يونيو/حزيران المقبل.
اقرأ أيضاً: "منتدى بنّش الثقافي" إدلب تتحدّى الدمار