قالت وزيرة الصحة الفرنسية ماريسول تورين، بعد اجتماع أزمة جرى في الإيليزيه بشأن موضوع وباء الأنفلونزا، إن "الضغط خفّ عن المستشفيات"، محذرة الفرنسيين، من احتمال تعرض البلد لوباء أنفلونزا خطير، تصل ذروته في الأسبوع القادم.
وتفكر وزارة الصحة الفرنسية في جعل التلقيح إلزامياً، خاصة بالنسبة للأطبّاء والممرضين، ما دام أن حثّ هؤلاء على فعل ذلك لم يُؤت أكله، علماً أن ما بين 25 و30 في المائة من الجسم الصحي الفرنسي قد خضع للتلقيح هذه السنة.
ورجحت وزيرة الصحة الفرنسية أن تكون حصيلة هذا الوباء، هذه السنة، ثقيلة، وهو ما جعلها تناشد تأجيل العمليات الطبية غير المستعجلة من أجل إفساح المجال لاستقبال ضحايا الأنفلونزا، لأنّ "الرهان هو ضمان توفر أَسِرّة كافية لاستقبال المرضى"، وأيضاً توفر طاقم طبي إضافي.
وعزت الوزيرة نظرتها المتشائمة إلى ارتفاع عدد الأشخاص المرضى، غير أنها طمأنت الفرنسيين بأن وزارة الصحة قادرة على استيعاب المشكلة، التي ستستمر أسابيع أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن المستشفيات الفرنسية استقبلت، منذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 627 مصاباً بحالة أنفلونزا خطيرة، توفي 52 منهم، معظمهم ممن تجاوز سن الخامسة والستين.
ومن جهة أخرى لاحظت الوكالة الصحية (الصحة العمومية في فرنسا) انخفاضاً في عدد الزيارات وأيضاً الاستشفاء في الأسبوع الأخير، وتضيف الوكالة الصحية أن "12 في المائة من المرضى هم ممن تتراوح أعمارهم بين 65 و79 سنة، في حين أن 80 في المائة منهم تزيد أعمارهم عن 80 عاماً".
ولأن القطاعات الطبية تريد مصارحة الفرنسيين، فقد أكدت بأنه خلال أربعة أسابيع من الوباء أقدم 784 ألف فرنسي على استشارة الطبيب، مقابل ثلاثة ملايين أقدموا على ذلك في العام الماضي.
وتصيب الأنفلونزا الموسمية كل عام في فرنسا، في المتوسط، مليوني ونصف المليون شخص، وتتسبب في وفاة خمسة أشخاص كل يوم. وينجم عنها وفاة ما بين 1500 وألفي شخص، سنوياً. وأحياناً تكون أكثر خطورة، كما حدث سنة 2014-2015، حين تسبّب وباء استثنائي في وفاة 18 ألفاً و300 شخص.
من جهة أخرى تمّ تطعيم أكثر من 5400 طالب في جامعة بورغوني في مدينة ديجون، الفرنسية، منذ 5 يناير/كانون الثاني الجاري، من مرض التهاب السحايا، بعد وفاة مريضين. وستشمل عملية التطعيم إلى نهايتها نحو 30 ألف شخص.