الحكومة العراقية: رحلة السطو على الإعلام

16 يونيو 2015
هل يسعى العبادي إلى فرض رقابة مشددة على الإعلام؟
+ الخط -
تسعى الحكومة العراقيّة إلى السيطرة على الإعلام بكافة مشاربه، في محاولة منها لعدم تسريب أيّة معلومات عما يدور في ساحة المعارك، فيما انتقد خبراء إعلاميون التوجه الحكومي معتبرين إياه محاولة للتضييق على حريّة التعبير ونقل الحقائق.
وقال مسؤول في مجلس الوزراء، لـ"العربي الجديد"، إنّ "رئيس الوزراء، حيدر العبادي، أمر بتشكيل خلية إعلامية خاصة تعمل على تنسيق ومتابعة التقارير العسكرية والحربية من مصادرها الرسمية في وزارتي الدفاع والداخلية وهيئة الحشد الشعبي والأجهزة والتشكيلات ذات الصلة بالعمليات العسكرية".
وأوضح أنّ "الخلية، والتي سميت "خلية الإعلام الحربي" ستعمل على إدارة المعركة الإعلامية ضد تنظيم داعش، بالتنسيق مع الجهات والوزارات، وتحاول توحيد خطابها الإعلامي من خلال الحديث عن المنجزات الأمنية، وعدم تضارب الأنباء عن الانتصارات التي تحقق في جبهات القتال".
وأضاف أنّ "الخلية ستعنى، أيضاً، بمتابعة التقارير التي تصدر عن المؤسسات الإعلامية المحليّة، وعن الإعلاميين العراقيين، وما إذا كانت تلك التقارير مجافية للحقائق أو أنّها تحاول الترويج لانتصارات داعش هنا أو هناك".
وأشار إلى أنّ "الخلية ستكتب تقارير يومية عن عمل المؤسسات الإعلاميّة ونقلها الحقائق، ومصادر المعلومة التي يستقونها وكافة التفاصيل الأخرى عن عملهم، فضلاً عن متابعة مصادر تمويل تلك المؤسسات وارتباطاتها"، مبيناً أنّ "تقارير الخلية سترسل، يومياً، إلى مجلس الوزراء لاتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المؤسسات الإعلاميّة المخالفة".
من جهته، انتقد الخبير الإعلامي، سلمان عبد الجبار، "المساعي الحكوميّة للتضييق على الإعلام والإعلاميين". وقال عبد الجبار لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة العراقيّة للأسف بدأت تنتهج نفس الأسلوب التي انتهجته الحكومة السابقة، من خلال كبت الحريات والتضييق على المؤسسات الإعلامية التي تعمل بمهنيّة وتنقل الحقيقة من دون أيّ رتوش".

اقرأ أيضاً: العراق: المواطن بدلاً من الصحافة الساخرة


وأضاف أنّه "منذ بدء المعركة ضد تنظيم داعش، سعت نقابة الصحافيين، المعروفة بارتباطها بالحكومة بشكل مباشر، إلى كسب الصحافيين إلى جانب الحكومة من خلال تكريمهم وتكريم المؤسسات التي يعملون بها، وتوجيه خطابهم إلى جانب الحكومة، فضلاً عن اعتبار أيّة مؤسسة وأيّ صحافي مستقل يعمل خارج هذا الإطار بأنّه إعلام مناهض أو إعلام داعشي".
وعدّ عبد الجبار "هذا التوجه بأنّه توجه غير مسؤول وغير مهني، ولا يبني إعلاماً حرّاً في العراق بقدر ما يخلق أبواقاً تطبل وتزمر للحكومة وللقوات الأمنية، الأمر الذي سينتهي بالتالي إلى التأسيس لإعلام غير مهني".
يشار إلى أنّ المؤسسات العراقية المحلية والقنوات الحكوميّة ومليشيات "الحشد الشعبي" تبث أخباراً يوميّة عن انتصارات تزعم تحقيقها، لكنها انتصارات وهمية لا مكان لها على الأرض. في وقت يسعى ناشطون على المواقع الإلكترونية إلى كشف زيف هذه الانتصارات، وتصوير حقيقتها، التي غالباً ما تكون مجازر إضافية ضد المدنيين، وليس انتصارات عسكرية أو تقدّماً على الأرض.
المساهمون