الحكومة العراقية تجهز مليشيا في "الحشد" بدبابات وذخيرة

17 مارس 2016
تم تزويد الحشد بدبابات ومعدات عسكرية (Getty)
+ الخط -
أعلن في بغداد اليوم الخميس عن تسليم وزارة الدفاع العراقية مليشيا علي الأكبر، أحد فصائل "الحشد الشعبي" دبابات طراز تي 72 الروسية مع ذخيرتها ومعدات عسكرية عراقية في خطوة قد تثير أزمة سياسية جديدة بالبلاد، بعد رفض الحكومة تسليح عشرات المتطوعين من العشائر العربية التي أكملت تدريبها على يد الأميركيين لقتال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وقال بيان للأمانة العامة للعتبة الحسينية بالعراق، إنّ "وزارة الدفاع سلمت لواء علي الأكبر دبابات القتال المدرّعة طراز (t -72)، لاستخدامها من قبل مقاتلي اللواء "علي الأكبر" في عمليّات تطهير قضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين".

وأوضح البيان، أنّ "الدبابات تم تسليمها الى مقر اللواء في بيجي وبرفقتها طاقم متكامل تم تدريبه في معسكر بسماية شرقي بغداد، كما تم تجهيز اللواء بالذخيرة من وزارة الدفاع".

من جهته، اعتبر ضابط في مكتب وزير الدفاع العراقي الخطوة "بالمثيرة للأطراف الأخرى"،
مبيناً أنّ "العتبة الحسينيّة تستخدم سلطتها ونفوذها في الدولة وفي التحالف الوطني للاستحواذ على سلاح من وزارة الدفاع بحجة قتال داعش".

اقرأ أيضاً احتجاجات لعناصر من "الحشد الشعبي" في بغداد لتأخر الرواتب

وقال الضابط، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "المليشيات مازالت تحاول جاهدة لأن يكون لها دور في المعارك ضدّ داعش، لذا لجأت لاستخدام علاقاتها ونفوذها بالاستحواذ على سلاح وزارة الدفاع، للاستعانة به في المعارك"، مبيناً أنّ "قادة من المليشيات والتحالف الوطني ضغطوا بشكل كبير على وزير الدفاع خالد العبيدي للحصول على تلك الدبابات، الأمر الذي أجبره على القبول بذلك، مع علمه بأنّ هكذا أسلحة ثقيلة لا يمكن أن تكون بحوزة جهات غير الجهات الأمنيّة".

وأشار إلى أنّ "العبيدي أبلغ العبادي بذلك، قبل أن يسلّم الدبابات الى المليشيات، لكنّ العبادي لم يتخذ أيّ قرار"، محذراً من "خطورة لجوء المليشيات الى الاستحواذ على أسلحة وزارة الدفاع بهذه الطريقة وتأثيرها على الشارع العراقي".
 
في السياق ذاته، قال عضو مجلس العشائر المنتفضة بوجه تنظيم "داعش" الشيخ محمد الدليمي، إن الحكومة مطالبة بتفسير سريع في تعاملها مع الذين يقاتلون داعش على أسس غير وطنية.

وأوضح الدليمي، "للعربي الجديد"، أنه "في الوقت الذي نطالب بقطع سلاح خفيف ومتوسط للعشائر التي تقاتل داعش تعتذر الحكومة عن منحنا تلك الأسلحة، لكنها تفتح أبواب مخازن الجيش أمام المليشيات".

مضيفاً أن "التعامل الذي تنتهجه الحكومة مع الفصائل التي تقاتل داعش طائفي فاضح". ورفضت وزارة الدفاع العراقية التعليق على الموضوع، حيث أبلغ العميد الركن حسين محمد العامل بديوان الوزارة الإجابة على سؤال "العربي الجديد"، حول الموضوع مبيناً أن التصريحات في مثل تلك الملفات محصورة بـ"الوزير شخصياً".

اقرأ أيضاً اشتباكات بين مسلحين تابعين لـ"الحشد الشعبي" شمال بغداد