أصدرت المحكمة المركزية للاحتلال في مدينة اللد، بعد ظهر الاثنين، حكمها النهائي ضد المستوطن اليهودي عميرام بن أولئيل، أحد أفراد عصابة الإرهاب اليهودي التي أحرقت قبل خمس سنوات عائلة أسعد ورهام دوابشة، بفرض ثلاثة أحكام مؤبد متراكمة، وبالسجن الفعلي لمدة 17 عاماً، بتهمة محاولة قتل الناجي الوحيد من الأسرة الطفل أحمد دوابشة، الذي كان في الخامسة من عمره عند وقوع الجريمة.
وفرضت المحكمة على المجرم نفسه السجن عشر سنوات بتهمة إحراق بيت العائلة في قرية دوما في الضفة الغربية المحتلة.
وكان الإرهابي الإسرائيلي المذكور قد أقدم في عام 2015، وبصحبته فتيان من المستوطنين، على إحراق بيت عائلة سعد ورهام دوابشة في قرية دوما، ما أدى إلى استشهاد الأب سعد، والأم رهام، وطفلهما علي دوابشة، فيما سبّب الحريق إصابات وحروقاً بالغة للطفل أحمد، الناجي الوحيد من الحرق، الذي رقد في المستشفى لأكثر من عامين للعلاج.
وبالرغم من إدانة المجرم بجرائم القتل الثلاثة، إلا أن محكمة الاحتلال امتنعت عن إدانته بالعضوية بتنظيم إرهابي، فيما أدانت شريكاً آخر له في الجريمة، وهو بحسب الاحتلال كان قاصراً عند تنفيذ الجريمة، بأنه عضو في تنظيم إرهابي، وأُدين بالتخطيط للجريمة.
ومن المقرر أن تصدر المحكمة قرارها بحق الشريك الثاني بالجريمة بعد غد الأربعاء.
وفي تعليقه على الحكم، أكد نصر دوابشة، الناطق باسم عائلة دوابشة، لـ"العربي الجديد"، أن حكم محكمة اللد المركزية "غير كافٍ".
واعتبرت عائلة دوابشة في قرية دوما، جنوبي نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، الحكم الذي أصدرته محكمة اللد "غير كافٍ"، مؤكدة أن "القضية بالنسبة إليها لم تنتهِ بعد، حيث ستواصل نضالها القانوني حتى ينال جميع المجرمون عقابهم".
وقال الناطق باسم العائلة نصر دوابشة إن حبس المتهم "سابقة تُعَدّ الأولى التي يحاكم فيها مستوطن لقتله فلسطينيين، حيث أفلت المئات منهم من العقاب خلال العقود الماضية، لكن ذلك كان بسبب إصرارنا على مواصلة نضالنا على الصعد كافة، رغم قناعتنا الكاملة بأن المنظومة القضائية لدى الاحتلال شريك رئيسي له في جرائمه".
ووفق ما نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فالحكم يشمل دفع تعويض مالي سيصل إلى 258 ألف شيكل للطفل الناجي أحمد دوابشة، الذي أُصيب في الجريمة (الدولار 3.4 شيكل).
وأكد نصر دوابشة أنه يجب محاكمة المنظومة الاحتلالية برمتها، التي تدعم إرهاب المستوطنين وتوفر له الغطاء، "وأنا أقصد الحكومة والنواب المتطرفين في الكنيست الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي والشرطة التي تخفي كثيراً من الأدلة على ما يفعله القتلة، ورجال الدين الذين يصدرون الفتاوى التي تبرر تلك الجرائم، والكُتّاب والإعلاميين، وكل من يدعم استمرار تلك الهجمات الدموية على الفلسطينيين العزل".
وفي يوليو/ تموز 2015، أقدم مستوطنون على إشعال الحريق في منزل عائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس وهم نيام، حيث استشهد ثلاثة منهم، وهم الرضيع علي وعمره 18 شهراً، وأصيب والداه سعد ورهام، وأخوه أحمد بجروح خطيرة، واستشهد بعد ساعات قليلة الأب، وبعد أيام لحقت بهما الأم، فيما عانى أحمد، الناجي الوحيد، ولا يزال، من جروح وحروق شديدة، تطلبت منه رحلة علاج استمرت لنحو 4 سنوات.
وفي 18 مايو/ أيار الماضي، أعلنت محكمة اللد الإسرائيلية إدانة المستوطن بن أوليئيل، الذي يسكن في مستوطنة "شيلو" القريبة من قرية دوما، بـ"الشروع بالقتل العمد والتآمر لارتكاب جريمة عنصرية"، كذلك أدانته بمحاولتي قتل أخرى وجريمتي إحراق، وبرأته من "العضوية في منظمة إرهابية متطرفة".
ورفضت المحكمة مطالبات فريق الدفاع عن بن أولئيل بإعادة محاكمته والنظر في براءته، بحجة استخدام تصريحات للطفل أحمد دوابشة تحدث فيها عن مشاركة عدد من المستوطنين في الهجوم آنذاك.
وأطلقت محاكم الاحتلال الإسرائيلي سراح جميع القتلة البالغ عددهم 17 مستوطناً، باستثناء المتهم الرئيس، بن أولوئيل.