الحشيش في كوبنهاغن... مسموح وغير مسموح

19 يوليو 2015
(تصوير ناصر السهلي/ العربي الجديد)
+ الخط -
إنه موسم الصيف، السائحون يصلون من كل العالم نحو كوبنهاغن، ومع الموسم يبدأ صداع الشرطة ولعبة "القط والفأر"، مع مروجي ومتعاطي الحشيشة في المدينة.

يظن كثير من السائحين بأن كوبنهاغن مثل أمستردام، وبعضهم لا يحتاج خرائط سياحية قديمة، بل إن "الهواتف الذكية" تقدم لهم بسرعة فائقة أقصر الطرق من شارع المشاة إلى كريستيانيا المعروفة بـ"جمهورية الكيف". ليس بعيداً عن البرلمان، حيث تنتصب "بسطات" الحشيشة.

لكن هؤلاء السائحين "يخطئون حين يظنون بأن مادة الكيف مسموح بها في الدنمارك"، هذا على الأقل ما تقوله الشرطة الدنماركية، وهي تعاني من كثرة السائحين الذين يجري توقيفهم وهم يدخنونها أو يحملونها بعد شرائها، فيؤكد نائب مفتش شرطة العاصمة الدنماركية للصحافة المحلية: "لدينا كثير من السائحين الأجانب الذين يدخلون إلى شارع الترويج في كريستيانيا، ويفاجأون حين نقول لهم بأن ذلك مخالف للقانون".

فخلال الأسبوعين الماضيين، حيث كان مهرجان روسكيلد الموسيقي في أوج نشاطه، إذ يتدفق إليه الآلاف من الشباب والشابات من دول أوروبا، باعتباره الأكبر في الشمال، كانت دوريات الشرطة تسيّر كلابها حول "جمهورية كريستيانيا"، فأوقفت 283 سائحاً اشتروا بسعادة غامرة الحشيشة، وصدموا بتوقيفهم وتحرير مخالفات لهم باقتناء مواد مخدرة ممنوعة. هذا إلى جانب اتهام 27 منهم بقيادة السيارات تحت تأثير الحشيشة.

كثير من هؤلاء السائحين يأتون إلى كوبنهاغن وبظنهم أن كل شيء مباح، بما فيه مادة الحشيش وبأن بيعها في كريستيانيا يعني بأنه مسموح بها في كوبنهاغن، وهذا أمر غير صحيح في نص القانون. فكل شخص يجري توقيفه وهو يحمل غراماً من الحشيش سيؤدي به ذلك إلى دفع مخالفة 2000 كرون (ما يعادل 300 دولار)، وفوق ذلك 3000 كرون (حوالي 430 دولاراً) مخالفة لتعاطيها.

إذاً، بالنسبة لكثير من هؤلاء السائحين الشبان تصبح القصة مكلفة جداً، وهم لذلك يتحايلون بعد أن يعرفوا بأنها ممنوعة، فيحتمون داخل "جمهورية الكيف" ليدخنوها في مقاهٍ منتشرة في شوارعها ثم يخرجون من أمام دوريات الشرطة متجهين إلى بائع سندويشات العسل والموز.

قصة تتكرر في كل سنة سياحية في عاصمة الدنمارك، لكن الشرطة الدنماركية تستفيد من تجاربها السابقة حيث تدس رجالها ونساءها بين مرتادي كريستيانيا ومناطق تجمع السائحين، لتنقض على هؤلاء وهم يتصرفون مثل "المغفلين" الذين "يسألون الشرطة المتخفية عمّا إذا أرادوا أن يأخذوا نفساً"، بحسب ما يقوله بعض هؤلاء الذين يُقبض عليهم.

وبحسب القانون الدنماركي، فحتى التدخين وراء الجدران المغلقة، أي في المنازل، يعتبر أمراً غير قانوني، ويمكن أن يؤدي إلى مخالفة مادية باهظة وملاحقة قانونية في المحاكم، لكن، وبحسب ما يقوله أحد كبار رجال التحري لـ"العربي الجديد": "لو أردنا مراجعة كل الحالات ومداهمة من يدخنونها لما كان لنا عمل سوى هذه المسألة، وليس لدينا في الواقع رجال ونساء كفاية من الشرطة لمتابعة تلك القضايا"، في إشارة إلى تفاقم تدخين الحشيشة في البلاد.

يعرف الدنماركيون كيفية التصرف مع رجال الشرطة والتهرّب منهم، بينما يقع السائحون ضحية جهلهم بقانون صارم، ولذلك بدأت شرطة العاصمة بإصدار منشورات توضح بأن تعاطي مادة الحشيشة في الدنمارك ممنوع قانونياً، حتى لو اشتُريت في كريستيانيا.

اقرأ أيضاً: أتاي وبيصر وحشيش في مقهى الحافة


المساهمون