الحركة الإسلامية... "محظورة"

26 نوفمبر 2015
إسرائيل العدو الحقيقي للحريات والحرية(نضال أشتية/ الأناضول)
+ الخط -

"محظورة" (أو "محضورة" بلهجة أكثر رقة) هو مصطلح يستخدمه بعض أبناء الداخل الفلسطيني إذا أرادوا تفسير عدم تطرقهم لأمر ما، لأن شخصا ثالثا يسمع. "محظورة" تعني أن هذا الثالث قد يعترض على الحديث أو يحوله إلى مشكلة ما. "محظورة" كانت إحدى الكلمات المركزية في فلسطين المحتلة عام 1948، بعد أن تم حظر الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني- الجناح الشمالي بقرار من الحكومة الإسرائيلية حيث سبب القرار بلبلة أدّت إلى تأخر الردود الفعلية والتي تمثلت في إضراب عام يوم الخميس ومظاهرة قٌطرية الجمعة بمشاركة حاشدة.

ويسود في هذه الأيام استنكار شديد في المجتمع الفلسطيني في الداخل للقرار، حيث الحركة الإسلامية فعالة في أوساطهم منذ ثمانينيات القرن الماضي اجتماعياً وسياسياً، فكان قرار الاحتلال الإسرائيلي بحظر الحركة، قرارا بحظر جزء من مكونات الهوية الجماعية في الداخل الفلسطيني.

وعلى الصعيد السياسي، فقد استنكرت جميع الحركات والأحزاب السياسية العربية القرار مدعية أنه يستهدف الجماهير العربية جميعاً، وأنه قرار عنصري بامتياز. وأعرب رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح عن استمرار نشاطه، وأنه "سيبقى رئيسا للحركة الإسلامية انتصر لاسمها وانتصر لكل ثوابتها" و"ستبقى الحركة الإسلامية قائمة ودائمة برسالتها تنتصر لكل الثوابت التي قامت لأجلها، وفي مقدمتها القدس والأقصى المباركان".

أما الحراك الأبرز فكان في الشبكات الاجتماعية، ومثلا استبدل العديد من مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورتهم بكلمة "اصبر" والتي بدت مشابهة في تصميمها لكلمة اقرأ شعار جمعية "اقرأ" التي طاولها الحظر أيضاً. كما أعرب الآلاف عن استنكارهم لهذه الخطوة عبر الوسم #حظر الحركة الإسلامية، إضافة إلى ميل البعض لنشر مواد مؤرشفة من فعاليات سابقة للجمعيات التي تم حظرها.

وقد يكون حظر الحركة الإسلامية مؤثرا على المجتمع الفلسطيني في نواح تتعدى النشاط السياسي، إذ تم حظر 17 جمعية معظمها تختص في مجالات اجتماعية. فمثلا تم حظر جمعية "الإغاثة الإنسانية" والتي كانت عنوانا للمعوزين في المجتمع العربي، كما أن جمعية اقرأ كانت عنواناً للطلاب الأكاديميين وطلاب المدارس الثانوية الذين يحلمون بالوصول إلى الجامعات. أما مؤسسة "حراء" لتحفيظ القران الكريم فكانت تحوي تحت جناحها مئات الأطفال، الذين باتوا يعلمون ماذا يعني أن تكون خارجا على القانون قبل أن يعلموا ما هو القانون أصلا.

وفي اليسار الإسرائيلي، تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض، ولم يكن سبب المعارضة اقتناعا بأن الحركة الإسلامية ليس جسما مؤذيا إنما اعتراضا على اتخاذ هذه التدابير ضد الحركة الإسلامية وتجاهل الحركات اليمينية اليهودية مثل حركة "لهفا" والتي تُعرف بتحريضها على الفلسطينيين وتأييدها لحرق المساجد بل والقتل. إضافة إلى اعتراض جهاز الأمن العام "الشاباك" على القرار لأسباب عدة تدل على أن إخراج الحركة على القانون هو ما يهدد الأمن الإسرائيلي. 

(فلسطين)

اقرأ أيضاً: السكين الفلسطيني يواجه بندقية الاحتلال 

المساهمون