الحب على جدران أربيل: "نيرون أحرق روما ونيرمين أحرقت قلبي"

26 يوليو 2020
+ الخط -

 لم يكن الإمبراطور الروماني نيرون نفسه ليتخيل يوماً أن نيرمين ستنافسه بإحراق قلب محبوبها وبشهادة على أحد جدران مدينة أربيل التي قرر أكراد عراقيون استخدامها كملاذ أخير لإعلان حبهم في مجتمع محافظ.

وبخط يد متعرج كتب أحدهم، مستخدماً طلاء أزرق "نيرون أحرق روما، ونيرمين أحرقت قلبي"، لكن الفرق هنا أن الكاتب هو من أصيب بالجنون بفعل الحب. وتحمل جدران أخرى أسماء وتواريخ أو أشكال قلوب يرسمها أفراد لتخليد اسم الحبيب أو الحبيبة.

كتب آلاء زياد لحبيبته "كل عام وأنت بخير يا قلبي"، تحت أحد الجسور الفارغة والمهجورة في كبرى مدن إقليم كردستان الذي يحاول المواءمة بين التقاليد والحداثة.

ففي هذه المنطقة التي تبدو الأكثر انفتاحاً في العراق، والأكثر تطوراً عمرانياً بناطحات السحاب والفنادق الفخمة والمقاهي في أربيل أو السليمانية، تبقى المحرمات نفسها على غرار مناطق أخرى في الشرق الأوسط؛ التعبير عن المشاعر في العلن أمر مستهجن، ولا يزال ناشطون حقوقيون حتى اليوم يدينون عمليات ختان النساء في الإقليم، أو الزواج القسري، وثقل التقاليد التي تؤثر على العلاقات بين الشباب.

كذلك، باتت هذه الرومانسية عابرة للحدود، كتب أحدهم "بشوف ملامح الدنيا بعيونك، دخلك شو بتقربلك الشام؟".

ويبقى الوضع الاقتصادي والمعيشي الهاجس الأول لدى هذه الفئة، التي تعيش في بلد يشهد اليوم أسوأ أزماته المالية، خصوصاً بين ناري وباء "كوفيد-19" وانخفاض أسعار النفط.

لذلك، كتب أحدهم تعليقاً مذيلاً بتوقيع #لوفي، بالقول إنه "بمجرد أن تخبر فتاة بأنك فقير، ستصبح لديك أخت جديدة"، في إشارة إلى أن تردّي الوضع المادي يُبعد بين الأحباء.

(فرانس برس)

المساهمون