الجيش يعلن دخول يبرود و"داعش" ينسحب من شمال سوريا

14 مارس 2014
انسحاب هادئ لداعش (صالح محمود ليلى ـ Getty)
+ الخط -


 أعلن مصدر عسكري سوري لوكالة "فرانس برس"، في وقت متأخر من ليل الجمعة السبت، أن القوات النظامية السورية دخلت مدينة يبرود الواقعة شمالي دمشق، والتي تعدّ أحد آخر معاقل مقاتلي المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية قرب الحدود اللبنانية.

وقال المصدر: "دخل الجيش السوري الجمعة مدينة يبرود شمال دمشق من الجهة الشرقية وتقدم في الشارع الرئيسي للمدينة"، مشيراً الى ان مقاتلي المعارضة "يفرون في اتجاه بلدة رنكوس الى الجنوب من يبرود".

في المقابل، اعترف "مركز القيادة العسكريّة الموحّدة في القلمون"، بسقوط إحدى النقاط على محور العقبة، واستغلال الجيش النظامي لها لضرب باقي النقاط.

وقال أحد القياديين في "مركز القيادة" لـ العربي الجديد"، إن الجيش النظامي قد استغل إحدى التلال الاستراتيجية لضرب نقاط انتشار قوّات المعارضة، بالتزامن مع هجوم يشنه من ناحية مزارع ريما التي تفصل يبرود عن الاتوستراد الدولي. وأضاف القيادي "انسحب مقاتلونا إلى نقاط خلفية ووصل مقاتلون لمؤازرتنا ونحن في سياق الإعداد لشن هجوم مضاد".

في غضون ذلك، يبدو أن الأزمة المستعصية بين "جبهة النصرة" وتنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام "داعش"، وجدت طريقها إلى الحل.
ليس معروفاً إن كان الانسحاب الذي نفذه "داعش"، اليوم الجمعة، من محافظتي إدلب (شمال) واللاذقية (على الساحل السوري) جاء نتيجة مفاوضات سريّة أو اتفاقات غير معلنة. المعروف أن انسحاب التنظيم المتطرف من المدينتين السوريتين المهمتين، جاء تحت أنظار مقاتلين من "النصرة"، وتحت حمايتهم، مما يرجّح فرضيّة الاتفاق. وبالتالي يلغي مفاعيل الحرب الكلاميّة التي نشبت بين الطرفين، غداة مقتل أحد أكبر القياديين في حركة "أحرار الشام" الإسلاميّة، أبو خالد السوري، والذي اتـُّهم "داعش" بتصفيته.

يفيد انسحاب "داعش" من مناطق شمالي سوريا واتجاهها نحو محافظة الرقة (شرق)، بأن عملية تقاسم للنفوذ تجري بين التنظيمين اللذين يتبنيان فكر تنظيم "القاعدة"، وإن كان الأخير لم يخف انحيازه إلى "النصرة" عبر تبرُّئـِه من "داعش"، في بيان صدر الشهر الماضي.  

وأفاد نشطاء ميدانيون، اليوم الجمعة، بانسحاب "داعش" من محافظتي إدلب واللاذقية. ونقل التنظيم قواته نحو محافظة الرقة في الشرق وريف حلب الشرقي في الشمال. ويمهد هذا الانسحاب إلى التخفيف من حدّة المعارك بين "داعش" من جهة، ومقاتلي "الجبهة الإسلاميّة" و"جبهة ثوّار سوريا" فضلاً عن عدد من كتائب الجيش الحر من جهة أخرى. وكان القتال الذي اندلع بين الجانبين مطلع العام الحالي، قد أودى بحياة أكثر من ثلاثة آلاف شخص وأضعف الثورة ضد النظام السوري.

وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" إن "جبهة النصرة" أشرفت على الانسحاب لتصبح المحافظتان خاليتين تماما من عناصر "داعش".

وقال ناشط من إدلب إنه منذ انسحاب مقاتلي "داعش"، كان هناك هدوء حذر على كافة الأصعدة. وفي تفسيره لخطوة انسحاب "داعش"، قال مدير "المرصد السوري"، رامي عبد الرحمن، إن التنظيم "ضعف بسبب الاشتباكات والانشقاقات في المناطق التي انسحب منها". وأظهر تسجيل مصور، نشر اليوم الجمعة، اثنين من المقاتلين يتجولان فيما قالا إنها مبان مهجورة كانت الدولة الإسلامية في العراق والشام تستخدمها كمحكمة وسجن في بلدة في منطقة جبل الأكراد في الساحل السوري. وقال مقاتل إن الانسحاب تم بهدوء بعد مفاوضات بين "داعش" ومقاتلين آخرين.

على صعيد متصل، قال مصدر عسكري إن الجيش السوري قتل 20 من مقاتلي المعارضة في كمين في تلكلخ، وهي قرية تقع على بعد 40 كيلومترا غربي حمص. ويرجّح أن يكونوا من  مقاتلي المعارضة الذين اضطروا إلى الانسحاب من قرية الزارة (غرب حمص)، التي استولت عليها قوات النظام السوري وعناصر من "الشبيحة"، قبل أقل من أسبوع. وقال المصدر إن الهجوم وقع قرب نقطة للجمارك بالقرب من الحدود مع لبنان على بعد نحو أربعة كيلومترات من القرية.

إلى ذلك، طالب رئيس "الائتلاف السوري" المعارض، أحمد الجربا، اليوم الجمعة، الدول المؤثرة في مجموعة "أصدقاء سوريا" بالوفاء بوعودها بتزويد الجيش السوري الحر المعارض بالسلاح.

وقال في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي": "إنه حان الوقت كي تتراجع الجهود الدبلوماسية ولتحقيق تغيير في موازين القوى على الأرض لصالح الجيش السوري الحر".

المساهمون