الجيش العراقي ينتزع مناطق مهمة من "داعش" في الموصل

01 يناير 2017
حققت القوات العراقية تقدماً مهماً في الموصل (Getty)
+ الخط -
تمكنت القوات العراقية من إحراز تقدم ملحوظ على حساب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في ثلاث مناطق تضم أحياء مهمة تمثل خطوط دفاعاته ومنطلقا لهجماته التي كان ينفذها لعرقلة تقدم القوات العراقية في الموصل، فيما واصل طيران التحالف الدولي قصفه تجمعات التنظيم وتدمير خطوط دفاعاته.


وتسعى القوات العراقية للسيطرة على الجانب الشرقي من مدينة الموصل، وذلك بالتزامن مع تأكيد قيادات عسكرية عراقية انهيار خطوط دفاعات داعش في مناطق شرق الموصل، بعد خسارته لأحياء القدس والسادة التي كانت تمثل مركز قيادة "داعش" في الساحل الأيسر لمدينة الموصل، ومنطلقا لإدارة هجماته التي كان ينفذها لعرقلة تقدم القوات العراقية، مؤكدين تعرض تنظيم "داعش" لعملية استنزاف سريعة بعد نجاح القوات العراقية في فتح ثلاث جبهات مختلفة في وقت واحد، ما أدى الى تشتيت قوة التنظيم وإجباره على التراجع في المحاور الشمالية والشرقية.

وقال مصدر عسكري في قيادة عمليات نينوى لـ"العربي الجديد"، إن "القوات العراقية اقتنعت مؤخرا أنها لن تتمكن من إحراز حسم عسكري دون إجراء عملية إخلاء سريعة لآلاف العوائل المحاصرة داخل الأحياء الشرقية والجنوبية لمدينة الموصل، ثم الاعتماد على القوة النارية والقصف المكثف للقضاء على قوة تنظيم داعش وتمكين القوات العراقية من التقدم بشكل سريع والسيطرة على ما تبقى من مناطق في شرق الموصل".

وأوضح المصدر أن "القوات أجلت مئات العوائل من سكان مناطق الانتصار وجديدة المفتي ويارمجة والقدس والكرامة بواسطة باصات كبيرة تمت تهيئتها لهذا الغرض"، مؤكدا "سعي قوات التحالف الدولي والقوات العراقية للاعتماد على سياسة الأرض المحروقة ومضاعفة الغارات الجوية والقصف المدفعي على مناطق الموصل الشمالية والشرقية والجنوبية بعد التأكد من خلوها من المدنيين لتجاوز حالة تباطؤ العمليات وإحراز نصر عسكري بشكل أسرع".



وأعلنت قيادات عسكرية في عمليات نينوى عن تمكن قوات الجيش العراقي من السيطرة على مزيد من المناطق الواقعة في الأطراف الشمالية لمدينة الموصل، بينما أكدت قيادة قوات مكافحة الإرهاب سيطرتها على منطقة القادسية وسط الساحل الشرقي لمدينة الموصل، كما أعلنت قوات الشرطة الاتحادية التي تقاتل إلى جانب قوات الفرقة التاسعة التابعة للجيش العراقي سيطرتها على منطقة الانتصار الواقعة جنوب شرق الموصل، مؤكدة مواصلة قواتها في خوض معارك مستمرة مع عناصر "داعش" في جنوب الموصل.

وشهد المحور الشمالي لمدينة الموصل تمكن القوات العراقية من السيطرة على منطقة السادة والتقدم باتجاه الأحياء الشمالية، بمساندة طيران التحالف الدولي الذي كان له الدور الأكبر في المعارك الجارية في الجبهة الشمالية لمدينة الموصل.

من جهته، قال قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الجبوري لـ"العربي الجديد" إن "قوات الجيش العراقي من قوات الفرقة السادسة عشرة تمكنت من فرض سيطرتها على منطقتي السادة والعركوب، في المحور الشمالي لمدينة الموصل، وذلك بعد مضي ثلاثة أيام على إعادة إطلاق العمليات العسكرية في المرحلة الثانية".

وأضاف الجبوري أن "قطعات الجيش العراقي حررت معمل أدوية الحكماء، ومجزرة بعويزة جنوب تلكيف، بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات، وما زالت القطعات مستمرة بالتقدم نحو المناطق الشمالية للمدينة".

بينما أوضح الرائد من الفرقة السادسة عشرة، صادق ضبع، أن "قوات الجيش العراقي خاضت معارك طاحنة مع عناصر داعش في مناطق السادة وبعويزة والعركوب وقتلت عشرات العناصر من تنظيم داعش "، مؤكدا "تعرض قطعات الجيش العراقي لسبع عمليات انتحارية خلال تقدمها في المحور الشمالي دون أن تؤدي الى وقوع خسائر في صفوف قوات الجيش".


أما في المحور الشرقي، فقد توجهت الأنظار نحو منطقة الكرامة الواقعة وسط الجانب الشرقي لمدينة الموصل، إذ تشهد هذه المنطقة معارك طاحنة منذ ساعات الصباح الأولى بين قوات جهاز مكافحة الإرهاب وعناصر تنظيم "داعش" بعد أن تمكنت القوات العراقية من السيطرة على منطقة القدس الأولى المجاورة.


وقال صباح النعمان الناطق باسم قوات جهاز مكافحة الإرهاب لـ"العربي الجديد" إن "قوات مكافحة الإرهاب فرضت سيطرتها الكاملة على منطقة القدس، وبدأت، اليوم الأحد، باقتحام حي الكرامة".

وأضاف أن "قوات مكافحة الإرهاب التي تقود العمليات في هذا المحور تتقدم ببطء وبحذر بسبب تواجد الكثير من المدنيين في المنطقة، وأنها تخوض مواجهات ضد مقاتلي التنظيم في الحي بإسناد من طائرات التحالف الدولي".



وأكد النعمان أن "تنظيم داعش حاول وقف تقدم القوات المهاجمة من خلال إرساله عدداً من السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون، إلا أن القوات العراقية وطائرات التحالف تمكنت من تفجير المركبات المفخخة قبل وصولها إلى أهدافها".

وتخوض قوات الجيش العراقي ترافقها قوات الشرطة الاتحادية في المحور الجنوبي معارك مستمرة بين منازل المناطق الجنوبية لمدينة الموصل، في الوقت الذي أكدت فيه قيادات عسكرية عراقية تمكن القوات العراقية من استعادة حي الانتصار الواقع جنوب شرق الموصل بعد أربعة أيام من المواجهات انتهت بتراجع مقاتلي "داعش" عن الحي .

وكانت قوات الجيش العراقي قد استأنفت هجومها على المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية لمدينة الموصل، والتي تضم أحياء السلام والانتصار ويارمجة وجديدة المفتي وسومر ويونس السبعاوي، بعد تراجع قوات الجيش العراقي في الحملات العسكرية السابقة أمام هجمات وكمائن تنظيم "داعش" التي أوقعت خسائر كبيرة في صفوف قوات الجيش العراقي.

إلى ذلك أكد سكان محليون في مدينة الموصل "قيام القوات العراقية باعتقال عشرات الشبان من أحياء القادسية والكرامة لدى محاولتهم النزوح مع عوائلهم إلى خارج مناطق الاشتباكات"، وقد برر ضابط في قوات مكافحة الإرهاب عمليات الاعتقالات في المناطق المسيطر عليها بالقول إنها جاءت "لدواعٍ أمنية ولغرض التأكد من هويات سكان هذه المناطق وكشف الخلايا التابعة لتنظيم داعش".​

المساهمون