الجيش الأفغاني يصعّد عملياته ضد مسلحّي "طالبان" في هلمند

27 يوليو 2014
الجيش الأفغاني يواصل عملياته ضد "طالبان" (هارون ساباون/الأناضول/Getty)
+ الخط -
أطلق الجيش الأفغاني عملية عسكرية ضدّ مسلّحي حركة "طالبان" في مديرية سنجين، في إقليم هلمند، جنوبي البلاد، لاستعادة السيطرة على مناطق استراتيجية مهمة، لا تزال في قبضة "طالبان"، في حين قتل 4 مسلّحين في غارة جوية نفذتها طائرة أميركية بلا طيار في إقليم نورستان.

وتزامنت عملية الجيش الأفغاني مع هجوم عشرات المسلحين على مديرية ريجستان، في إقليم قندهار المجاور لهلمند، مما أدى إلى مقتل عدد من عناصر الأمن، بينهم مسؤول أمن المديرية.

وتشهد مديرية سنجين، منذ أكثر من شهر، معارك طاحنة بين قوات الجيش الأفغاني ومسلحي "طالبان"، أوقعت مئات القتلى والجرحى. وتمكنت قوات الجيش، بعد خوض مواجهات شرسة مع المسلحين، من استعادة السيطرة على بعض المناطق، التي سيطرت عليها "طالبان" قبل شهر، لكن مناطق استراتيجية في ضواحي مديرية سنجين لا تزال في يد الحركة الأفغانية.

وبهدف إخراج مقاتلي "طالبان" من تلك المناطق، أطلق الجيش الأفغاني، اليوم الأحد، عملية عسكرية في المنطقة، وذكر مصدر قبلي لـ "العربي الجديد"، أن "اشتباكات ضارية اندلعت بين الطرفين في مناطق مختلفة من مديرية سنجين"، مشيراً إلى أن "قبائل المنطقة عثرت على خمس جثث لمقاتلي (طالبان) في المنطقة، قُتلوا خلال المواجهات مع الجيش".

ولم تعلق الحكومة الأفغانية حتى اللحظة على العملية العسكرية في سنجين، لكن مصادر قبلية أشارت إلى "مقتل 3 جنود على الأقل وإصابة 5 آخرين".

وأوضحت المصادر أن "مسلحي (طالبان) لا يزالون يسيطرون على المناطق الاستراتيجية في سنجين، ويجوبون أحياء وشوارع تلك المناطق بدراجاتهم النارية والمركبات، مما يعني أنهم على أهبة تامة لخوض معركة طويلة مع الجيش الأفغاني المعزز بالدبابات والمدرعات".

من جهته، قال المتحدث باسم حركة "طالبان"، قاري يوسف أحمدي، إن "مسلّحي الحركة تمكنوا من قتل 11 من جنود الجيش منذ بدء العملية، فجر اليوم الأحد، مقابل مقتل أحد مسلحي الحركة". وأكد أحمدي أنّ "مقاتلي الحركة دمروا أربع آليات للجيش الأفغاني"، مشيراً إلى "استمرار المعارك الضارية بين الطرفين في كل من منطقة بوزكي وصاحبزاده خيلو وعبد الغني آكا".

وفي إقليم قندهار، هاجم العشرات من مقاتلي "طالبان"، مديرية ريجستان، وقال المتحدث باسم حاكم الإقليم، دوا خان مينه وال، إن "أكثر من 100 من المسلّحين، معظمهم أجانب، هاجموا المديرية الواقعة على الحدود الأفغانية الباكستانية".

وأكد مينه وال أنّ "قوات الأمن الأفغانية الموجودة في المديرية تصدت لهجوم (طالبان)، وأن تعزيزات جديدة للجيش وصلت إلى المنطقة".

وعلم "العربي الجديد" أن هجوم "طالبان" أسفر عن مقتل مسؤول أمن المديرية، بسم الله جان، وخمسة من حراسه، وعدد من عناصر الشرطة الأفغانية.

بدوره، قال المتحدث باسم "طالبان" قاري يوسف أحمدي، في بيان له إن "المعارك الطاحنة مستمرة في ريجستان، وأنها أسفرت عن مقتل 17 من عناصر الأمن الأفغاني".

في غضون ذلك، نفذت طائرة أميركية من دون طيار غارة جوية في منطقة كامديش، في إقليم نورستان، شرقي أفغانستان، وأدت الغارة إلى مقتل أربعة مسلحين بينهم قائد ميداني في "طالبان" كان ينشط في إقليم نورستان، ويدعى حكيم الله. وقال حاكم الإقليم، الحافظ عبد القيوم، إن "من بين القتلى نجل القيادي المستهدف، واثنين من رفاقه، من سكان إقليم كنر المجاور"، مشيراً إلى أن "الغارة هي الثانية من نوعها في المنطقة خلال ثلاثة أيام".

تجدر الإشارة إلى أن الطائرات الأميركية كثفت من غاراتها في إقليمي كنر ونورستان الأفغانيين، في الآونة الأخيرة، لا سيما بعد قيام الجيش الباكستاني بشنّ عملية عسكرية ضدّ "طالبان"، باكستان في مقاطعة وزيرستان القبلية.

وفي سياق متصل، لقي 4 مدنيين حتفهم وأصيب 11 آخرون في انفجار قنبلة مزروعة في دراجة نارية، وانفجرت القنبلة وسط جمع من المدنيين في مديرية مرجه، في إقليم هلمند.

المساهمون