الجيشان "الوطني السوري" والتركي ينتزعان السيطرة على تل أبيض ويصلان للطريق الدولية
وقالت مصادر من "الجيش الوطني السوري" لـ"العربي الجديد"، إن قوات الأخير تقدمت وانتزعت السيطرة، اليوم الأحد، على مدينة تل أبيض في ريف الرقة، وعلى بلدة المبروكة وقرى تل الجنب والسعدون والتويجيل وصالحة ووضحة وأبو جلود وأبو شاخات، في المحيط الغربي لمدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي بعد اشتباكات مع "قسد".
وأضافت المصادر أن "الجيش الوطني" تقدّم وانتزع السيطرة على مواقع في المحيط الشمالي لبلدة مبروكة، الواقعة شمال غربي محافظة الحسكة، على الطريق 712 الواصل بين رأس العين وتل أبيض.
وقال المتحدث باسم اللواء 144 في الفيلق الأول بـ"الجيش الوطني" صهيب الجابر لـ"العربي الجديد"، إن القوات المشاركة في العملية تقدمت صباح اليوم من ناحية الخويرة في ريف الحسكة وتوغلت لمسافة عشرة كيلومترات. وأضاف أنه تم انتزاع السيطرة على بلدة مبروكة في ريف الحسكة، حيث اقتربت قوات "الجيش الوطني" من تأمين محيط رأس العين من الناحية الجنوبية الغربية.
كذلك وصلت القوات، بحسب وزارة الدفاع التركية، إلى الطريق الدولية M4، بعمق 30 إلى 35 كيلومتراً، فيما اعترفت "قسد" بقطع الطريق الذي كانت تستخدمه في جلب الإمدادات.
Twitter Post
|
وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" إنّ القوات الأميركية، التي كانت تتمركز في مدينة عين عيسى، أخلت القاعدة من كلّ المعدات العسكرية والجنود، ونقلتهم باتجاه مدينة منبج شرقي حلب.
وأشارت إلى أن عملية الانسحاب جاءت مع وصول المعارك التي يقودها الجيش التركي و"الجيش الوطني" ضد "قسد" إلى مشارف المدينة.
وفي وقت سابق اليوم الأحد، أفادت مصادر لـ"العربي الجديد" بأن "الجيش الوطني" انتزع السيطرة على بلدة سلوك وقرى الضبعة وسعيدة والدرولية وسرد والديك الشرقي والعيساوي والجنداوي والدروبية، في المحورين الشرقي والغربي بتل أبيض.
ويأتي انتزاع السيطرة ضمن العملية العسكرية التي تشنها تركيا ضد المليشيات الكردية ومليشيات "قسد" في منطقة شرق الفرات شمالي سورية.
وحتى ظهر أمس السبت، كانت قوات "الجيش الوطني" قد سيطرت على قرابة 35 قرية ومدينة أبرزها مدينة رأس العين، وذلك منذ بداية العمليات العسكرية يوم الأربعاء الماضي.
وتستمر المواجهات أيضاً في محاور رأس العين بريف الحسكة الشمالي، تزامناً مع استقدام "الجيش الوطني" والجيش التركي مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة.
وقالت مصادر من منطقة عمليات "درع الفرات" لـ"العربي الجديد"، إن الجيش التركي أدخل تعزيزات عسكرية تضم دبابات ومدرعات وجسوراً متنقلة، دخلت من معبر جرابلس الحدودي، واتجهت إلى الجبهات في محيط مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي.
وجاءت تلك التعزيزات، بالتزامن مع حشد النظام السوري لقواته في جنوب منطقة العريمة بمحيط منبج، وسط أنباء عن نية النظام التقدم في المنطقة.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع التركية في بيان لها، إن عمليات القصف الجوي التي نفذتها طائرات من دون طيار على مواقع مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، الليلة الماضية، أدّت إلى تحييد 480 من عناصر المليشيا.
Twitter Post
|
وبدأت العملية بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي بشنّ غارات جوية من الجيش التركي وضربات مدفعية على مواقع المليشيات في منطقتي تل أبيض ورأس العين.
وطالبت الإدارة العاملة في مناطق سيطرة مليشيا "قسد" دول التحالف التي حاربت التنظيم بالتدخل السريع ووقف ما وصفته بـ"العدوان التركي"، و"إلا فسوف تقع كارثة لن يسلم من تبعاتها العالم أجمع".
ورد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ادعاءات هروب "داعش" في سورية، مؤكدا أنها "تضليل إعلامي يهدف من ورائه استفزاز الولايات المتحدة والغرب".
وشدد مرة أخرى على رفض بلاده التفاوض مع ما يصفها بـ"المنظمات الإرهابية"، والوساطة التي طرحها زعماء بلدان أخرى في هذا الإطار.
وقال أردوغان: "هناك من يعرضون الوساطة بيننا وبين التنظيم الإرهابي، كيف أصبح هؤلاء رؤساء حكومات ودول؟ هذا ما لا يمكن فهمه".
وأضاف: "متى رأيتم دولة ما تجلس إلى طاولة المفاوضات مع منظمة إرهابية؟".
والخميس الماضي، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن أمله في أن تتمكن الولايات المتحدة من "الوساطة بين تركيا والأكراد (في إشارة إلى التنظيم)".
وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" إن هناك توجهاً لفتح محور جديد للمعركة باتجاه مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب.