الجولات الخمس الأخيرة لساندرز... هل يفعلها في وجه كلينتون؟

12 مايو 2016
ساندرز يخطب في سالم بولاية أوريغون (روب كير/فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي بدأ فيه المرشح الجمهوري الوحيد لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، يحصد منفرداً ما تبقى من مقاعد للمندوبين الجمهوريين في بقية الولايات التي لم تشملها الانتخابات التمهيدية حتى الآن، فإن معركة التنافس على تمثيل الحزب الديمقراطي بين وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون والسيناتور اليساري بيرني ساندرز لا تزال حامية الوطيس، ومن غير المتوقع حسمها قبل آخر ثلاثاء كبير، في السابع من يونيو/حزيران المقبل. مع العلم أنه يتبقّى على تصفيات الحزب الديمقراطي أربعة أسابيع فقط، تجري خلالها خمس جولات للتنافس على نحو 900 مندوب في ثماني ولايات وثلاث مقاطعات.

وكان فوز ساندرز على كلينتون في ولاية فرجينيا الغربية، قد منح حملته زخماً قوياً على منافسته القوية، وجدّد له الأمل في تقليص الفارق بينهما في عدد المندوبين المنتخبين بما يكفي، لإقناع المندوبين الكبار بتغيير رأيهم لصالحه خلال انعقاد مؤتمر الحزب في يوليو/تموز المقبل.

ومن المقرر أن تجري أولى الجولات الخمس المتبقية في 17 مايو/أيار الحالي، في كل من أوريغون وكنتاكي، يتوقع المراقبون أن يواصل ساندرز فيهما تعزيز زخم تقدمه على حساب كلينتون، بحصوله على النسبة الأكبر من عدد المندوبين المخصص للولايتين (61 مندوباً لولاية أوريغون، و55 مندوباً لولاية كنتاكي).

وتُعتبر انتخابات 7 يونيو، من أبرز المحطات حسماً في المعسكر الديمقراطي، وتشمل ولايات كاليفورنيا، ومونتانا، ونيوجيرسي، ونورث داكوتا، ونيو مكسيكو، وساوث داكوتا. أهمها على الإطلاق ولاية كاليفورنيا المخصص لها 475 مندوباً (بالانتخاب)، يمثلون أكثر من نصف عدد المندوبين المتبقين للتنافس حالياً. ومن الولايات المهمة أيضاً التي تشملها الجولة قبل الأخيرة ولاية نيوجرسي المخصص لها 126 مندوباً، تشير استطلاعات الرأي العام إلى أن ساندرز يتفوق فيها على منافسته.



غير أن الفارق الحالي بين ساندرز وكلينتون يبلغ حالياً 280 مندوباً، بالتالي تستطيع كلينتون تحمّل خسائر محتملة، في حين يتوجب على ساندرز الفوز بنسب تصل إلى 60 في المائة من الناخبين على الأقلّ، فيما تبقى من الجولات، في سبيل حسم السباق لصالحه.

كما أن كلينتون لا تحتاج في الجولات المتبقية إلى أكثر من تقليص الخسارة لأكبر حدّ ممكن، لأن إضافة أصوات الناخبين الكبار، البالغ عددهم 712 مندوباً، كفيل بتجاوزها الرقم 2382، وهو عدد المندوبين المطلوب للفوز بتمثيل الحزب الديمقراطي.

وفي حال عدم حصول أي مفاجآت قوية، يبدو وضع ساندرز الحسابي أصعب من وضع منافسته، لحاجته إلى حوالي 250 مندوباً إضافياً، ليتمكن من إقناع المندوبين الكبار للتصويت لصالحه خلال مؤتمر الحزب، الذي اختيرت مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا للتصويت لصالحه.

في غضون ذلك، استبق ساندرز انعقاد مؤتمر الحزب، ليطلق رسائل علنية ذات دلائل مزدوجة إلى المندوبين المنتخبين والكبار، على حدّ سواء، من بينها قوله لهم إنه "مهما بلغ الاختلاف مع منافستنا الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون، فإن على المندوبين إلى مؤتمر الحزب أن يدركوا جيداً، أن هناك أمرا واحدا لا نختلف عليه، وهو أن علينا أن نلحق الهزيمة بدونالد ترامب".

وفي الوقت الذي فهم فيه أنصار كلينتون أن ساندرز يلمّح إلى أنه أصبح أكثر استعداداً من ذي قبل على وضع حد للتنافس معها والتحول إلى دعم حملتها، فإن معلّقين مستقلين رأوا في تصريحه دلالة أخرى، بأنه لا يزال مصرّاً على أنه الأكثر قدرة من هيلاري كلينتون على إلحاق الهزيمة بترامب، وتبعاً لذلك يتوجب على مؤتمر الحزب أن يختاره هو لتمثيل الحزب في الانتخابات المقبلة، وليس كلينتون.

ويراهن ساندرز على أن تمكنه المحتمل من التغلب، ولو بفارق بسيط، على كلينتون في عدد المندوبين المنتخبين، سيمنحه الحق في إجبار المندوبين غير المنتخبين بتحويل الدعم من كلينتون إليه، وبذلك يضمن التمثيل. لكن إن لم يتم ذلك، فإن التقارب الشديد بين المرشحين يعزز- من دون شك- من قدرة التيار الليبرالي على فرض شروطه خلال مؤتمر الحزب، وفرض جدول أعمال يتوافق مع رغبة هذا التيار الواسع، في مقابل الموافقة على دعم المرشحة الوسطية التي يأخذ عليها اليساريون أنها أكثر بعداً عنهم، وأكثر قرباً إلى التيار الجمهوري المحافظ. أما كلينتون فإنها تأمل أن يؤهلها برنامجها الوسطي إلى كسب قطاع مهم من الجمهوريين المستائين من طروحات ترامب.