تعاود هذه القراءات الممسرحة النظر إلى شخصيات تعيش انهيارها النفسي أو العقلي، سواء أكانت كاتبة هي نفسها أو كانت مجرد شخصيات في أعمال أدبية، من هنا يحضر وليم فوكنر وأنتونان آرتو وإرنست همنغواي وفرجينيا وولف وإدغار آلان بو ومارك توين وهاملت.
وتستكشف هذه العودة إلى النصوص وأصحابها وشخصياتها، التي تتواصل دورياً حتى الثامن من آذار/ مارس المقبل، الصورة التي يكوّنها الأدب عن الجنون، ومصائر الشخصيات الذهانية أو نهايات الأدباء الانتحارية.
ومن بين الأعمال التي وقع الاختيار عليها لتكون ضمن هذا الموسم: "كاليغولا" ألبير كامو، و"جنون" جليلة بكّار، و"هاملت" و"الملك لير" و"هاملت ماشين" لهاينر مولر، حيث يؤدي هذه النصوص المسرحيون أيمن مجري ومروى مناعي ومنى بن حاج ذكري، بالمحكية التونسية والإنكليزية والفرنسية.
لن تنسى هذه التظاهرة الصغيرة الإشارة هنا وهناك إلى "تاريخ الجنون" على طريقة فوكو، حيث يعود بعض المؤدين أيضاً ويتوسعون من النص وصولاً إلى مشافي الأمراض العقلية في القرون الوسطى، في محاولة لفهم الجنون كما يراه الأدب والمسرح ثم كما يراه المجتمع والمؤسسة.