الجزائر: سباق رئاسي مبكر بين أويحيى وسلال

09 سبتمبر 2015
يهاجم أويحيى (الصورة) سلال بشكل مستمر (فرانس برس)
+ الخط -
بدأت الحرب الإعلامية وكذلك صراع المواقع، مبكراً، بين أبرز شخصيتين في السلطة مرشحتين لخلافة الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، وهما رئيس الحكومة، عبدالمالك سلال، ورئيس ديوان الرئاسة أحمد أويحيى.

الأمر الذي ترجم ببدء حديث الصحف الجزائرية عن مواقف متشنجة من الرجلين ضد بعضهما بعضاً، ولا سيما بعد تسرّب مضمون لقاء سياسي عقده أويحيى مع نواب حزبه التجمع الوطني الديمقراطي في البرلمان، ووجه خلاله انتقادات حادة إلى سلال ووصفه بـ"الشعبوي والمهرج". وهو الموقف نفسه الذي كان قد عبّر عنه أويحيى مباشرة عقب إقالته من رئاسة الحكومة في 2011 وتعيين سلال خلفاً له. وقد قال يومها أويحيى لمقربين منه إنّ "الحكومة سلّمت إلى رجل مهرج يشبه ميكي ماوس".

اقرأ أيضاً رسائل سلال: نفي وقائي للطموح الرئاسي وتطويق الخلافات الحكومية


في المقابل لا يزال رئيس الحكومة الجزائرية يبحث عن جدار سياسي يستند إليه في المرحلة المقبلة. وكان قد حاول إظهار الانتماء الى حزب جبهة التحرير الوطني الذي يحوز الأغلبية في الحكومة والبرلمان والمجالس المنتخبة. لكن سلال لا يزال غير مطمئن لإمكانية أن يقوى هذا الجدار السياسي موقفه إلى درجة الدفع به لخلافة بوتفليقة، وخصوصاً أنّ حزب جبهة التحرير الوطني لا يمتلك زمام أموره وقراراته السياسية.

وكانت لافتة المواقف الأخيرة التي أعلنها سلال ومحاولته تغيير صورته الإعلامية إلى رجل كاريزمي يصارح الشعب، يخاطب بحكمة وعقلانية قوى المعارضة، ويتدخل لإلغاء قرارات اتخذها وزراء خلّفت رد فعل غضب لدى الرأي العام، على غرار قرار وزير التجارة تحرير بيع الخمور وقرار وزيرة التربية نورة بن غبريط التدريس باللغة العامية في السنوات الأولى للتعليم الابتدائي.

وبحسب بعضهم، فإنّ سلال سيحتاج الى جهد سياسي وإعلامي كبير في حال رغب في منافسة رئيس الحكومة السابق ورئيس ديوان الرئاسة الحالي، أحمد أويحيى، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، سواء كانت مبكرة أو أجريت في موعدها المقرر في عام 2019.

وعلى الرغم من بعض المواقف الشعبية من أويحيى نتيجة قرارات اقتصادية واجتماعية قاسية كان قد اتخذها عندما كان رئيساً للحكومة في فترات متقطعة منذ عام 1997، إلا أنّ رئيس ديوان الرئاسة يرسم لدى الرأي العام الجزائري صورة رجل الدولة وصاحب كاريزما سياسية جدية. ويضاف إلى ثقة مؤسسات الدولة النافذة في شخصه، وقدرته على الخطاب السياسي وإدارة الملفات الإقليمية. ما يعزز من نقاط تفوقه على سلال لدى الرأي العام.

ولم يخرج سباق الرجلان إلى العلن في فترات سابقة، إذ إنّ كلاً منهما متحفظ بشأن طموحه الرئاسي. وقد سبق أن قال أويحيى بشأن هذا الطموح إنه "التقاء رجل بقدره". من جهته أكد سلال قبل فترة وجيزة أنه "لا يملك طموحاً شخصياً، وأنّ طموحه هو خدمة الجزائريين وإنجاح عمل الحكومة وبرنامج الرئيس بوتفليقة". وعلى الرغم من ذلك يتدافع الطرفان لدى المجموعات النافذة في صناعة القرار في الجزائر، في انتظار إشارة بدء السباق الرئاسي من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يبحث عن وريث لتراثه السياسي أكثر منه خليفة لإدارة شؤون البلاد. ويؤكد مراقبون أنّ خيارات بوتفليقة تقتصر على سلال أو أويحى، على الرغم من أن حسابات الرئيس الجزائري ليست نفسها حسابات المرشحين المحتملين.
اقرأ أيضاً بوتفليقة والاستخبارات: تاريخ من الخلاف

المساهمون