عيد الجزائريين هذه السنة لم يكن عيداً سعيداً بالنسبة للكثيرين ممن يدمنون كرة القدم ويجدون فيها الفرجة والملهاة. نكسة المنتخب ومرارة إقصائه المبكر من كأس العالم، حوّلت طعم لحم الأضحية لديهم إلى طعم آخر، مع أن عدداً منهم اشتكى من تحوّل لون لحوم الأضاحي إلى الأخضر بفعل الغش والعلف الكيميائي.
صحيح أن المنتخب الجزائري أُقصي من كأس العالم، لكن السلطة التي كانت تتستر وراء نجاحاته السابقة تأهلت إلى مونديال الفساد باستحقاق وجدارة، فعلى كل اللوائح الدولية للفساد وكدر العيش والصحة والخدمات وغيرها، تحتل الجزائر مرتبة متقدمة لا تُشرّف أحداً ولا تتناسب مع مقدرات البلد. والحقيقة أن نكسة المنتخب أهون بكثير من نكسة البلد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والبلد كالجسد، جسم واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء، ونكسة المنتخب وهزال أدائه الرياضي، بما صاحبها من مهازل، لا تنفصل عن هزال البلد وإخفاقات الدولة.
لعقد كامل ظل منتخب كرة القدم الشجرة التي تُغطي غابة من الإخفاقات في الجزائر، وظل خلال تلك الفترة رهين استغلال سياسي لافت من قبل السلطة التي وجدت في انتصاراته الكروية وتأهله إلى كأس العالم عامي 2010 و2014، ملهاة كبيرة لشغل الجزائريين عن خراب سياسي كان يتأسس في تلك الفترة، وللإلهاء عن تمدد أخطبوط الفساد والكارتل المالي، وانتهى بالجزائر إلى هذا الراهن المؤلم.
في عقد الثمانينيات تأهل المنتخب الجزائري مرتين متتاليتين إلى كأس العام في إسبانيا 1982، ثم المكسيك 1986، ومع نهاية المشاركة المونديالية الثانية كانت الجزائر تغرق في أزمة انهيار النفط، وانتهت بذلك الانفجار الاجتماعي العنيف في أكتوبر/ تشرين الأول 1988. وفي العقد الحالي يتكرر المشهد نفسه، يتأهل المنتخب في مناسبتين متتاليتين، في جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014، وحالما تنتهي المشاركة الثانية تكون الجزائر تغرق في أزمة نفطية شبيهة في تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية وعلى الموازنة المالية بأزمة عام 1986.
بين نكسة ونكسة، وأزمة وأزمة، لم تحفظ السلطة ذلك الدرس ولم تنتبه إلى أن كل مقدّمات مشابهة ستؤدي إلى النتائج نفسها أيضاً. خبرنا مآلات أزمة 1986، لكن لا أحد يعرف إلى أين ستنتهي الأزمة النفطية الحالية في البلد، مع سلطة تحفظ عن امرئ القيس مقولته الشهيرة "اليوم خمر وغداً أمر".
صحيح أن المنتخب الجزائري أُقصي من كأس العالم، لكن السلطة التي كانت تتستر وراء نجاحاته السابقة تأهلت إلى مونديال الفساد باستحقاق وجدارة، فعلى كل اللوائح الدولية للفساد وكدر العيش والصحة والخدمات وغيرها، تحتل الجزائر مرتبة متقدمة لا تُشرّف أحداً ولا تتناسب مع مقدرات البلد. والحقيقة أن نكسة المنتخب أهون بكثير من نكسة البلد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والبلد كالجسد، جسم واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء، ونكسة المنتخب وهزال أدائه الرياضي، بما صاحبها من مهازل، لا تنفصل عن هزال البلد وإخفاقات الدولة.
لعقد كامل ظل منتخب كرة القدم الشجرة التي تُغطي غابة من الإخفاقات في الجزائر، وظل خلال تلك الفترة رهين استغلال سياسي لافت من قبل السلطة التي وجدت في انتصاراته الكروية وتأهله إلى كأس العالم عامي 2010 و2014، ملهاة كبيرة لشغل الجزائريين عن خراب سياسي كان يتأسس في تلك الفترة، وللإلهاء عن تمدد أخطبوط الفساد والكارتل المالي، وانتهى بالجزائر إلى هذا الراهن المؤلم.
في عقد الثمانينيات تأهل المنتخب الجزائري مرتين متتاليتين إلى كأس العام في إسبانيا 1982، ثم المكسيك 1986، ومع نهاية المشاركة المونديالية الثانية كانت الجزائر تغرق في أزمة انهيار النفط، وانتهت بذلك الانفجار الاجتماعي العنيف في أكتوبر/ تشرين الأول 1988. وفي العقد الحالي يتكرر المشهد نفسه، يتأهل المنتخب في مناسبتين متتاليتين، في جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014، وحالما تنتهي المشاركة الثانية تكون الجزائر تغرق في أزمة نفطية شبيهة في تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية وعلى الموازنة المالية بأزمة عام 1986.
بين نكسة ونكسة، وأزمة وأزمة، لم تحفظ السلطة ذلك الدرس ولم تنتبه إلى أن كل مقدّمات مشابهة ستؤدي إلى النتائج نفسها أيضاً. خبرنا مآلات أزمة 1986، لكن لا أحد يعرف إلى أين ستنتهي الأزمة النفطية الحالية في البلد، مع سلطة تحفظ عن امرئ القيس مقولته الشهيرة "اليوم خمر وغداً أمر".