الجبير في القاهرة... هل توحّد التصريحات مواقف البلدين؟

26 أكتوبر 2015
الجبير: موقف مصر والسعودية من سورية متطابق(خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من كل المؤشرات التي تفيد بأن العلاقات السعودية ــ المصرية تمرّ منذ فترة بأوقات توتر، خصوصاً على خلفية الموقف من الملفين السوري واليمني، جاءت التصريحات الخاصة بزيارة وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إلى القاهرة أمس الأحد، للتشديد على أن الموقف المصري السعودي من سورية "متطابق"، بحسب مصطلحات الجبير، على الرغم من التأييد المصري للتدخل الروسي في سورية، ومعارضته الشرسة من قبل السعودية، فضلاً عما يظهر من اختلاف كبير في المواقف من التعاطي مع مصير الرئيس، بشار الأسد. وجزم الجبير في مؤتمر صحافي عقب محادثته مع نظيره، سامح شكري، بأنه "ليس هناك تباين ولا اختلاف بين مواقف الرياض والقاهرة بشأن الأزمة السورية". كلام كرره شكري عندما أشار إلى أن "موقف مصر متطابق مع المملكة في ما يتعلق بسبل حل الأزمة في سورية".


اقرأ أيضاً: "يد السيسي الممدودة": دور شرطي المنطقة مقابل المساعدات المالية

لكن مصادر مصرية تحدثت لـ"العربي الجديد" تصرّ على وجود موقف غير موحد بين البلدين، في ظل ما ذكرته تقارير عن أن سفير السعودية لدى مصر، أحمد قطان، غادر إلى بلاده "غاضباً" أكثر من مرة خلال الشهر الماضي، كما أنه لم يلتقِ أي شخص من رموز الحكومة الجديدة في مصر، رغم أنه من المتعارف عليه، مع أي تغيير حكومي، أن يلتقي السفير السعودي مع عدد من وزراء أعضاء الحكومة، خاصة "الحقيبة الاقتصادية"، وهذا لم يحدث. ويتحدث البعض عن مشادة كلامية وقعت بين قطان وأحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، داخل منزل سفير الجزائر في مصر، نذير العرباوي، والتي وصلت إلى حد قيام الطرفين بالتراشق بزجاجات المياه. كما أنه في الفترة الأخيرة، زادت وتيرة الهجوم على السعودية من عدد من الإعلاميين المصريين، وهو ما دفع السفير قطان إلى إجراء اتصالات على أعلى مستويات مع السلطات المصرية، للاعتراض على "تجاوزات" بعض هؤلاء، بينما وصل الأمر مداه بتعيين حلمي النمنم وزيراً للثقافة، وهو المعروف بمهاجمته تيار الوهابية.
وتوقع مسؤول دبلوماسي ألا تنجح زيارة الجبير بإنهاء التوتر بين البلدين بصورة كاملة حول ملفات إقليمية، مثل إيران واليمن وسورية وحركة "حماس"، على الرغم من الدعوة المرجح أن يتم تسليمها للرئيس، عبد الفتاح السيسي، لحضور القمة العربية اللاتينية التي تستضيفها الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.


ويتحدث الدبلوماسي عينه عن خلافات بين البلدين في عدد من القضايا التي تهم دول المنطقة العربية، والتي كان يجب أن يكون عليها توافق عربي، من أبرزها الخلاف بين السعودية ومصر بخصوص الملف السوري، كذلك الملف اليمني حيث استقبلت القاهرة وفودًا يمنية من حركة الحوثيين وحزب المخلوع، علي عبد الله صالح، في خضم الحرب. كما أن السعودية عطلت مشروع السيسي في ليبيا عبر طلبها تأجيل الاجتماع الخاص بتوقيع بروتوكول القوة العربية المشتركة أخيراً.

اقرأ أيضاً: السيسي وزيارة موسكو: تصفير الدور المصري

وفى الآونة الأخيرة، زاد الحديث عن سبب تأجيل زيارة الملك سلمان للقاهرة، التي تم تحديدها أكثر من موعد خلال الشهور القليلة الماضية. ويعترف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، الدكتور طارق فهمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، بوجود أزمة في العلاقات المصرية السعودية، لا سيما في ما يتعلق بالملف السوري، والحرب اليمنية، بالإضافة إلى موقف القاهرة من التدخل الروسي على الأراضي السورية. ويتوقع فهمي أنه رغم التحسينات التجميلية في المؤتمر الصحافي بين عادل الجبير ونظيره المصري سامح شكري، إلا أنه يضعها في إطار "التقاط الصور أمام الإعلاميين"، لأن الوضع العام "يؤكد استمرار الأزمة بين الجانبين، والتي من الممكن أن تستمر خلال الفترة المقبلة"، على حد تعبيره.

اقرأ أيضاً: غيوم في العلاقات المصرية ــ السعودية... لا قطيعة
المساهمون