الجبهات الريفية... هكذا أرهقت المليشيات تعز اليمنية

02 أكتوبر 2015
معارك عنيفة تدور منذ يومين في تعز(وضاح عبدالقادر عبدالقوي/الأناضول)
+ الخط -
تأخّر فتح جبهة تعز، ولم يحصل إلا أمس الخميس، وهو ما أتاح المجال واسعاً أمام مليشيات الحوثيين ورجال المخلوع علي عبد الله صالح، لفتح جبهات جانبية جديدة في مناطق ريفية لتشتيت القوات المتواجدة في المناطق الجنوبية، من قوات الشرعية، والمقاومة الشعبية المساندة لها، وتحقيق اختراق لها عبر المديريات الساحلية، وذلك بعد فشل استراتيجيتها بتحقيق اختراق لجبهة الضباب جنوب محافظة تعز، فضلاً عن  الخسائر المتتالية لمواقعها في جبهات وسط المدينة،

اقرأ أيضاً: قوات الشرعية تتقدم بمأرب وتعزز حضورها على حدود تعز

وركّزت المليشيات على مديرية الوازعية الساحلية، التي تقع في الجنوب الغربي من محافظة تعز، وتتداخل جغرافياً معها في مناطق مدينة التربة التي تبعد عنها بـ 15 كيلومتراً جنوب تعز، وتعدّ معسكرات لقوات الشرعية الموالية للحكومة اليمنية. وتريد مليشيات الانقلاب وقواته السيطرة على تلك المناطق للوصول إلى جبل منيف، الذي يعتبر موقعاً استراتيجياً مطلاً على منطقة البريقة في محافظة عدن، ويبعد عنها 48 كيلومتراً.

ولمديرية الوازعية، بحسب خبراء عسكريين، أهمية استراتيجية في تأمين حدود محافظتي لحج الجنوبية، وعدن العاصمة المؤقتة، التي تقيم فيها الحكومة الشرعية وتمارس نشاطها.

وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، إنّ مليشيات الانقلاب سيطرت خلال اليومين الماضيين على مناطق مديرية الوازعية 55 كيلومتراً غرب تعز، التي تشكل امتداداً جغرافياً يصل المناطق الساحلية غرباً بالمناطق الواقعة في أقصى الأجزاء الجنوبية من محافظة تعز، المرتبطة بمنطقة طور الباحة شمال محافظة لحج الجنوبية، عبر مناطق "الزريقة والمقاطرة والأصابح". وتتبع هذه المناطق الجبهة الجنوبية التي يقودها الجيش الوطني في منطقة الضباب جنوب تعز.

وأوضحت المصادر التي فضلت عدم نشر اسمها، أن معارك عنيفة وغير متكافئة بين قوات الشرعية والمقاومة الشعبية من جهة، وبين مليشيات وقوات المتمردين من جهة ثانية، تدور منذ يومين، وأسفرت في بدايتها عن مقتل 9 من عناصر المقاومة وجرح 23 آخرين، وتفجير 6 منازل لشخصيات قيادية في صفوف المقاومة.

وأشارت إلى أنّ سقوط مديرية الوازعية يأتي بعدما مهدت بعض الشخصيات الاجتماعية (مشايخ قبلية) في تلك المناطق، لقوات ومليشيات المتمردين الانقلابين كي تجنّد عناصر في صفوفها، تسبّبت بسقوط معظم مناطق الوازعية، ومن بين تلك الشخصيات الاجتماعية وكيل محافظة الحديدة الشيخ عبدالجبار عايض، ورئيس فرع المؤتمر في مديرية الوازعية الشيخ عبدالجبار عبده علي.

وفي الإطار، كشفت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، أنّ مليشيات الحوثي تخبئ بين أشجار النخيل على امتداد الساحل الغربي للبحر الأحمر من منطقة النخيلة بمديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة غرب اليمن، وحتى سواحل المخا بمحافظة تعز، عتادا عسكريا ثقيلا من دبابات وراجمات كاتيوشا ومدفعية متنوعة.

وفي السياق نفسه، قال مصدر محلي إن قوات الانقلابيين تعزّز قواتها في تلك المناطق، مزودة بإمكانات ومعدات عسكرية كبيرة، وتزحف نحو المناطق الجنوبية الغربية من مدينة التربة جنوب محافظة تعز، بهدف إنشاء طوق أمني في محيط مناطق جبهة الضباب الجنوبية للوصول الى مشارف محافظة لحج جنوب اليمن.

وقال الناشط في تلك المناطق ماهر البحيري، إن طيران التحالف العربي يواصل غاراته لليوم الثالث على التوالي في مناطق مديرية الوازعية. وذكر بأن التحالف استهدف 17 موقعاً تتمركز فيها قوات ومليشيات الانقلاب بينها نقاط المجز، ووادي وابل، وطريق موزع.

بدوره، قال الكاتب الصحافي والمحلل السياسي، عبدالعزيز المجيدي، لـ"العربي الجديد"، إنّه بعد فشل الانقلابيين في اختراق جبهة الضباب جنوب المدينة عبر مناطق الربيعي، قرروا الالتفاف (على جبهة الضباب) من الخلف وقطع الشريان الوحيد، المخنوق أصلاً، وهو الطريق الواصل بين تعز وعدن. وأضاف أن المليشيات أقدمت على فتح جبهات جديدة للوصول إلى أقصى مناطق مديرية الحجرية الممتدة جغرافياً إلى آخر نقطة من مناطق الجهة الجنوبية لتعز وهي مديرية المقاطرة المرتبطة بمنطقة طور الباحة شمال محافظة لحج الجنوبية.

وأوضح المجيدي أن فتح جبهات الوازعية يعدّ الخطوة الأولى من استراتيجية المتمردين للسيطرة على مدينة التربة والمناطق المحيطة بها جنوب تعز، من أكثر من اتجاه. وقال إن ذلك يأتي بالتزامن مع تقدم اليليشيات بنفس الاتجاه من جهة الراهدة، في مديرية حيفان. وأشار إلى أن تقديرات المقاومة للمناطق الريفية، التي تشكل حزاماً أمنياً للمحافظة منخفضة جداً.

ورأى أن السيطرة على الأرياف مقدّمة للسيطرة على المدن، التي تسقط تلقائياً أحياناً، وذلك عندما يتم إحكام الحصار عليها ومنعها من التزود بأي شكل من الإمدادات. وشدّد على أنّه من دون تحرير الحزام الريفي للمحافظة، لن تنجو تعز من إجرام المليشيات. ولفت إلى ضرورة فتح جبهات ثابتة في الأرياف، المحيطة بالمدينة على الأقل، بعد ترتيب عسكري دقيق، يأخذ في الاعتبار الاحتياجات اللوجستية ومتطلبات المعركة.


اقرأ أيضاً: الشرعية اليمنية تستعيد سدّ مأرب... ومعركة "تلال" فاصلة