مئات الآلاف من القتلى قضوا بوسائل بشعة لا يمكن تخيلها، ولم تكن لتخطر على بال أحد. وأضعاف هذا الرقم من الجرحى ما زالوا يعانون من إعاقات دائمة. ما شهدته سورية أدى إلى تشرّد كثيرين هرباً من موت يلاحقهم في بلدهم، ليعرفوا معاناة من نوع آخر.
وفي ظل دمار فاق التوقعات، وإرهاب دخيل، يدخل السوريون عامهم السادس من الثورة مثقلين بالتضحيات التي قدموها للوصول إلى أهداف ثورتهم التي خرجوا من أجلها.
وعلى الرغم من الخمود الذي مر به حراك السوريين السلمي، إلا أن مجرد الشعور بأمان جزئي أثبت أن الثورة ما زالت مستمرة، وجمهورها متمسك بما خرج من أجله، وخصوصاً الحرية والخلاص من الاستبداد بكل أشكاله.
توقّف التظاهرات في المرحلة السابقة لم ينه الفعل الذي ما زال مستمراً على جميع المستويات الأخرى، من عمل إغاثي إنساني إلى عمل طبي مروراً بالعمل الجبار للدفاع المدني. كل ذلك ساهم في مساعدة من تبقى من الأهالي تحت خط النار والتخفيف من معاناتهم.
ما تعيشه المناطق السورية اليوم من وضع اجتماعي غير مسبوق، وانعدام أبسط مقومات الحياة، وما تتعرض له المدن المحاصرة من تجويع حتى الموت، وما يعيشه السوريون في مخيمات اللجوء من ظروف قاسية، ويعانيه اللاجئون من مرارة المنفى وسط عجز دولي عن تأمين أبسط احتياجاتهم، جميعها عوامل تجعل استمرار الثورة حتمياً حتى تحقيق أهدافها. ومن تحمّل خمس سنوات عجاف من القتل والتدمير والتجويع والتشريد، لا يمكن إعادته إلى بيت الطاعة والعبودية مهما بلغت قوته وجبروته. فالثورة مستمرة إلى أن يسقط الاستبداد.
اقرأ أيضاً: السوري فادي منصور عالق في المطار منذ عام كامل