الثقافة في لندن: للأغنياء فقط

إذا أراد شخصان حضور عدة نشاطات ثقافية في لندن، كزيارة معرض أو متحف أو معلم تاريخي، أو حضور حفلات أوبرا وباليه، فسيتوجب عليهما دفع ما متوسطه 257 جنيهاً استرلينياً. أما قيام شخصين بـ"رحلة ثقافية" كهذه في مدينة أوروبية رئيسية مثل وارسو، فلن يكلف سوى 70 جنيهاً. هذا ما تقترحه دراسة جديدة، نشرها "مركز سفريات المال"، خلصت إلى أن العاصمة البريطانية هي الأكثر غلاءً في أوروبا على صعيد تكاليف النشاطات الثقافية.

وأظهر المسح، الذي شمل 12 مدينة أوروبية رئيسية، تقدّم لندن على باريس، التي احتلت المرتبة الثانية، بمتوسط مالي قدره 252 جنيهاً لرحلة كهذه، في حين احتلت العاصمة البولندية المركز الأخير، مصنّفة كأرخص مدينة في ما يخص تكاليف حضور الأنشطة الثقافية التي تقدمها. وتعكس الأسعار المرتفعة في لندن مدى الإقبال عليها في العالم كمركز سياحي وثقافي.

وأظهرت أرقام أعلنت في أيار/ مايو الماضي أن أكثر من 16 مليون سائح زاروا العاصمة البريطانية العام الماضي وأنفقوا ما يزيد على 11 مليار جنيه استرليني.

ورغم ذلك، أظهر الاستطلاع الأخير أن أسعار لندن قد انخفضت مقارنة بدراسة مماثلة أجريت في العام 2009، إبان الانكماش الاقتصادي الذي عرفته المدينة إثر الأزمة الاقتصادية العالمية. ففي ذلك الوقت، زادت تكلفة الفعاليات الثقافية لتصل إلى 326 جنيهاً استرلينياً لشخصين، ما يعني انخفاضاً بنسبة 21 % حسب الأرقام التي أظهرها مسح Post Office Travel Money الأخير.

كما انخفضت تكاليف الفعاليات الثقافية في بعض المدن الأوروبية الأخرى، مثل العاصمة الإيطالية روما، التي تقل أسعار نشاطاتها بما نسبته 36% عن لندن، في حين تنخفض التكاليف إلى ما نسبته 27% في العاصمة النمساوية فيينا.

وقارن الباحثون أسعار النشاطات الثقافية وكذلك تكاليف أفضل العروض التي تقدمها كل مدينة. فالفعاليات الثقافية في بودابست تكلف شخصين ما قيمته 80 جنيهاً استريلينياً، فيما تكلف براغ 102 جنيه إسترليني، ودبلن 93 جنيهاً، بينما احتلت برشلونة الإسبانية المركز الثالث بعد العاصمتين البريطانية والفرنسية بـ 242 جنيهاً، تليها أمستردام بـ 223 جنيهاً. وشهدت العاصمة الهولندية الارتفاع الأعلى فيما يخص تكاليف النشاطات الثقافية، بنسبة وصلت إلى أكثرمن 37%.