لا يمكن لأحد في عصرنا الحاضر أن يتجاهل الثورة الحقيقية التي شهدها عالم الاتصال نتيجة التطوّر التكنولوجي المهم والانتشار المكثّف لشبكة الإنترنت في كافة أرجاء المعمورة.
هذه التقنيات الاتصالية الحديثة اختصرت المسافات بين بلدان العالم بأسرها، وجعلتها منفتحة على بعضها بعضاً، فمجرّد إبحارك في مواقع التواصل الاجتماعي يمنحك فرصة تبادل الآراء والمهارات والرسائل في أسرع وقت ممكن.
هذا العالم المغري، إن ولجت داخله فإنك لا ترغب في الابتعاد عنه أو مغادرته، باعتباره يوفّر لك إمكانية متابعة آخر المستجدّات في أي نقطة على وجه البسيطة، عالم يمنحك كل المعلومات التي تبحث عنها بمجرّد الضغط على زر واحد، أو كتابة بعض الأحرف والكلمات على الحاسوب.
ولعل تجربتي الشخصية جعلتني أقتنع بالدور الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي، نتيجة ما تمنحه للشباب من فرص لبناء علاقات وصداقات، إضافة إلى قدرتها على اختصار المسافات بين المغتربين وعائلاتهم.
غير أن هذا لا يمنع الكثير من الناس من استخدام هذه المواقع، على اعتبارها مضيعة للوقت نتيجة إدمان الشباب على استخدامها وما ترتّب على هذا السلوك من انزواء وانطواء على النفس داخل العالم الافتراضي، مقابل تدهور العلاقات الأسرية.
فالوقت الذي يقضيه الشباب في تصفح هذه المواقع، أثّر بصفة سلبية على المردود الدراسي لديهم، وصارت شغلهم الشاغل يجدون فيها الحضن الدافئ لميولهم.
هذا بالإضافة إلى كثرة الشائعات والأخبار الزائفة التي تمسّ بسمعة الآخرين إذ يعمد بعض المستخدمين لهذه المواقع الاتصالية، إلى نشر بعض المحتويات التي تشهر بالآخرين وتقدح في حياتهم الشخصية.
ولكن هذا لا يمنعني من اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي، مثلها مثل غيرها من الاختراعات العلمية تمتلك من الإيجابيات ما يحجب سلبياتها، شريطة بث مزيد من الوعي لدى الشباب خاصّة لاستخدام هذه الوسائل الاستخدام الصائب والواعي.