التنويم المغناطيسي... كل ما تحتاجون معرفته حول طريقة عمله وأسراره

11 سبتمبر 2018
يشبه التنويم الاستغراق في فيلم أو كتاب (Stock Montage/Getty)
+ الخط -
لطالما أظهرت السينما والدراما تلك المشاهد التي يخضع فيها شخص ما للتنويم، يتلقى كلمات متتالية من طبيب ثم يغط في نصف نوم بشكل مدهش. لكن تساؤلات تُطرح عما إذا كان حقيقياً أم محض خيال، وعمّا ينطوي عليه التنويم المغناطيسي بالضبط؟ وكيف يعمل؟ وهل له فوائد فعلاً على الجسم؟ لذا نشر موقع مجلة "تايم" الجواب العلمي.

 

يتفق الخبراء على أن ممارسة التنويم المغناطيسي تنطوي على مرحلتين، والتي يشار إليها عادة باسم "التحريض" و"الاقتراح".


كيف يتم التنويم المغناطيسي؟ 

أثناء "التحريض" عادة ما يُطلب من المريض أن يسترخي، يمكن أن تستمر هذه المرحلة من بضع ثوانٍ إلى 10 دقائق أو أطول، هدفها تهدئة العقل وتركيز انتباهه على صوت المعالج ومستشاره وتوجيهه.

تتضمن مرحلة "الاقتراح" التحدث إلى الشخص المنوم من خلال أحداث افتراضية وسيناريوهات تهدف إلى التصدي لها، أو مواجهة السلوكيات والعواطف غير المفيدة. يكون المرضى مدعوين لتجربة الأحداث الخيالية كما لو كانت حقيقية وتعتمد نوع الاقتراحات المستخدمة على المريض وتحدياته الخاصة.


التنويم المغناطيسي مثل الاستغراق في فيلم أو كتاب

في بعض الطرق، يمكن مقارنة التنويم المغناطيسي بالتأمل الموجَّه. الفكرة هي وضع الأحكام العادية والتفاعلات الحسية جانباً، والدخول في حالة أعمق من التركيز والتقبل.

يقارن التنويم المغناطيسي بفقدان الذات والاستغراق في كتاب أو فيلم، تلك الأوقات التي يتلاشى فيها العالم الخارجي وينحصر عقل الشخص تماماً في ما يقرأه أو يشاهده.

يخشى معظم الناس فقدان السيطرة خلال التنويم المغناطيسي، إلا أن الخبراء يؤكدون في الواقع أنه وسيلة لتعزيز السيطرة على العقل والجسم. فبدلاً من السماح للألم أو القلق أو الحالات غير المفيدة الأخرى بالسيطرة، يساعد التنويم المغناطيسي الناس على ممارسة المزيد من التحكم في أفكارهم وتصوراتهم.

كيف يفعل التنويم المغناطيسي كل هذا؟

أظهرت الأبحاث أن التنويم المغناطيسي يؤثر في مناطق متعددة من الدماغ، بما في ذلك بعضها المرتبط بإدراك الألم والتنظيم. كما يتدخل التنويم المغناطيسي في أجزاء من الدماغ تشارك في المعالجة الحسية والاستجابة العاطفية.



خلاف العلماء حول التنويم المغناطيسي

ومع ذلك، هناك الكثير من الجدل حول كيفية عمل التنويم المغناطيسي. في الأصل، افترض فرويد أن التنويم المغناطيسي يضعف الحاجز بين الوعي واللاوعي، لكن هذه النظرية تم التخلي عنها إلى حد كبير.

وبينما يعزو البعض قوة التنويم المغناطيسي إلى تأثير الدواء الوهمي، إلا أن هناك نظرية أخرى هي أن التنويم المغناطيسي يدفع الناس إلى الدخول في حالة "تغيّر في الوعي"، ما يجعلهم مستجيبين للغاية لاقتراحات المنوِّم، ولا يوجد فقدان للوعي أو فقدان للذاكرة.

ولا يستفيد الجميع بالتساوي من التنويم المغناطيسي. حوالي 20 في المئة من الأشخاص يُظهرون استجابة "كبيرة" له، في حين أن النسبة نفسها من الأشخاص لا تستجيب على الإطلاق. ما تبقى، من 50 إلى 60 في المئة، يستجيبون بمستويات مختلفة، وعادة ما يميل الأطفال إلى أن يكونوا أكثر تنويماً.

لكن حتى الأشخاص الذين يسجلون تدنياً في قياس القابلية للتنويم المغناطيسي يمكن أن يستفيدوا منه، فهو مكمِّل للأشكال الأخرى من العلاج، وبحسب المتخصصين، هو شيء يجب تجربته فقط بالترافق مع العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج النفسي أو أي نوع آخر من العلاج.

المساهمون