تعتبر السياحة رافعة للاقتصاد العالمي، على الرغم من معوقات الأزمة الاقتصادية وحالة التوتر السياسي وعدم الاستقرار، في مناطق عديدة من العالم، حيث تساهم بنسبة 15 % من مجموع الناتج الداخلي العالمي، وتخلق سنويا 10 % من فرص العمل. وقد عززت تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تطور القطاع السياحي العالمي، وأفرزت تغييرات كثيرة في بنيته الاقتصادية والخدمية، فأصبحت التكنولوجيا ميزة تنافسية في مجال الأعمال السياحية.
والجدير بالذكر أن القطاع السياحي متعدد الروافد، يلتقي فيه فاعلون كثر وتتقاطع بداخله مصالحهم، والمقصود هنا، المؤسسات الرسمية متمثلة في الوزارة الوصية بالسياحة، المؤسسات الفندقية، المنعشون العقاريون، المسثتمرون الماليون كالمصارف والصناديق الاستثمارية، وكالات الأسفار، معاهد التكوين السياحي والفندقي، المرشدون السياحيون ومؤسسات النقل الجوي. وبذلك أضحت التكنولوجيا حلقة الوصل، للضبط والربط بين اختصاصات وتداخلات هؤلاء الفاعلين في صناعة السياحة.
وفي هذا السياق، تستحوذ السياحة على حصة الأسد من حجم التجارة الإلكترونية، وقارب دخلها 150 مليار دولار سنة 2014، واعتمد مليار و235 مليون سائح على الخدمات السياحية الإلكترونية، إما للاستفسار أوللحجز والسفر، كما يستأثر القطاع السياحي على 45 % من عائدات الإعلانات الإلكترونية، ونجد أن نسبة السياحة الإلكترونية من مجمل القطاع، وصلت في فرنسا إلى 85 % و 70 % في اسبانيا و66 % في تركيا.
وعلى هذا النحو، توفر تكنولوجيا المعلومات والاتصال، إمكانية إنجاز وترويج الخدمات السياحية عبر شبكات التجارة الإلكترونية، وتستعمل في إرساء كيانات سياحية معتمدة على إدارة المعرفة، كالفنادق الذكية التي تتبنى النظم المعلوماتية الحديثة، المخفضة للتكاليف والمربحة للوقت، والتطبيقات المركبة المقوية للتنافسية. بالإضافة إلى التسويق الإلكتروني للعرض السياحي القادر على جلب السائحين، والمؤسس للمناخ الاستثماري الملائم والداعم لترويج السفر.
تقدم السياحة الإلكترونية عروضاً مرنة وموجهة حسب حاجات الزوار، من خلال مد جسور التواصل معهم لمعرفة رغباتهم وميولهم فيما يتعلق بوسيلة التنقل، درجة ومكان الفندق، الأماكن المتاحة للزيارة وكذلك أنواع المطاعم ومحلات التسوق. ناهيك عن إسهامات تكنولوجيا التواصل في تقريب المسافة من السياح، دون الحاجة إلى وسطاء، حيث تمكنهم من البحث عن الخدمات السياحية المعبرة عن حاجياتهم الفعلية، ومرافقتهم عبر النصح والإرشاد، كما تسهل عليهم أداء فواتير الزيارة من خلال الأداء ببطاقات الائتمان الدولية.
وعلى هذا الأساس، فالسياحة اليوم هي سوق افتراضية تتأثر بفعل التطور التكنولوجي، ويظهر ذلك بوضوح عبر مستويين، الأول يهتم بالمحتوى الرقمي الذي يتطلب تجميع المعلومات السياحية عن المؤشرات، العروض، الأسعار ورقمنة ونشر المعلومات السياحية، عبر شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج للخدمات السياحية.
أما المستوى الثاني، فتبرز فيه الطفرة التكنولوجية في صناعة السياحة التي أفرزت زيادة في الفاعلين بالقطاع، واتساعاً لنسيجه الاقتصادي بظهور مؤسسات جديدة ترتبط بالخدمة عبر الإنترنت، الاتصالات والوساطة الإلكترونية، محركات البحث السياحي، وكذلك المصارف الإلكترونية المساعدة على الحجز وصرافة العملة.
تتجلى أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات في القطاع السياحي، في تداخلها مع مسار العملية السياحية من التخطيط إلى التعاقد مرورا بالحجز والتسويق والترويج، وتبين الاتجاهات المستقبلية للسياحة الإلكترونية، أن تغييرات جذرية ستطرأ على القطاع من خلال بوادر بدأت تلوح في الأفق، كالاستعانة بالحجوزات المباشرة عبر الإنترنت بدلاً من وكالات الأسفار ومكاتب الطيران، ترويج المنتج السياحي من خلال الهواتف الذكية والأجهزة التفاعلية. وكذلك، اللجوء إلى الأفلام الترويجية عبر الإنترنت، والتي تدخل السائح في تجربة حية بالمنطقة التي يود زيارتها. ونتيجة لكل ما تقدم، فمهام تكنولوجيا المعلومات ستتجسد في تعزيز الشراكات الاستراتجية بالقطاع السياحي، والارتقاء بالقطاعات السياحية الصاعدة كالسياحة الطبية، السياحة الثقافية والسياحة الرياضية.
(باحث و أكاديمي مغربي)
إقرأ أيضا: سوق الصيرفة: منبع السيولة في الاقتصادات العربية
وفي هذا السياق، تستحوذ السياحة على حصة الأسد من حجم التجارة الإلكترونية، وقارب دخلها 150 مليار دولار سنة 2014، واعتمد مليار و235 مليون سائح على الخدمات السياحية الإلكترونية، إما للاستفسار أوللحجز والسفر، كما يستأثر القطاع السياحي على 45 % من عائدات الإعلانات الإلكترونية، ونجد أن نسبة السياحة الإلكترونية من مجمل القطاع، وصلت في فرنسا إلى 85 % و 70 % في اسبانيا و66 % في تركيا.
وعلى هذا النحو، توفر تكنولوجيا المعلومات والاتصال، إمكانية إنجاز وترويج الخدمات السياحية عبر شبكات التجارة الإلكترونية، وتستعمل في إرساء كيانات سياحية معتمدة على إدارة المعرفة، كالفنادق الذكية التي تتبنى النظم المعلوماتية الحديثة، المخفضة للتكاليف والمربحة للوقت، والتطبيقات المركبة المقوية للتنافسية. بالإضافة إلى التسويق الإلكتروني للعرض السياحي القادر على جلب السائحين، والمؤسس للمناخ الاستثماري الملائم والداعم لترويج السفر.
تقدم السياحة الإلكترونية عروضاً مرنة وموجهة حسب حاجات الزوار، من خلال مد جسور التواصل معهم لمعرفة رغباتهم وميولهم فيما يتعلق بوسيلة التنقل، درجة ومكان الفندق، الأماكن المتاحة للزيارة وكذلك أنواع المطاعم ومحلات التسوق. ناهيك عن إسهامات تكنولوجيا التواصل في تقريب المسافة من السياح، دون الحاجة إلى وسطاء، حيث تمكنهم من البحث عن الخدمات السياحية المعبرة عن حاجياتهم الفعلية، ومرافقتهم عبر النصح والإرشاد، كما تسهل عليهم أداء فواتير الزيارة من خلال الأداء ببطاقات الائتمان الدولية.
وعلى هذا الأساس، فالسياحة اليوم هي سوق افتراضية تتأثر بفعل التطور التكنولوجي، ويظهر ذلك بوضوح عبر مستويين، الأول يهتم بالمحتوى الرقمي الذي يتطلب تجميع المعلومات السياحية عن المؤشرات، العروض، الأسعار ورقمنة ونشر المعلومات السياحية، عبر شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج للخدمات السياحية.
أما المستوى الثاني، فتبرز فيه الطفرة التكنولوجية في صناعة السياحة التي أفرزت زيادة في الفاعلين بالقطاع، واتساعاً لنسيجه الاقتصادي بظهور مؤسسات جديدة ترتبط بالخدمة عبر الإنترنت، الاتصالات والوساطة الإلكترونية، محركات البحث السياحي، وكذلك المصارف الإلكترونية المساعدة على الحجز وصرافة العملة.
تتجلى أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات في القطاع السياحي، في تداخلها مع مسار العملية السياحية من التخطيط إلى التعاقد مرورا بالحجز والتسويق والترويج، وتبين الاتجاهات المستقبلية للسياحة الإلكترونية، أن تغييرات جذرية ستطرأ على القطاع من خلال بوادر بدأت تلوح في الأفق، كالاستعانة بالحجوزات المباشرة عبر الإنترنت بدلاً من وكالات الأسفار ومكاتب الطيران، ترويج المنتج السياحي من خلال الهواتف الذكية والأجهزة التفاعلية. وكذلك، اللجوء إلى الأفلام الترويجية عبر الإنترنت، والتي تدخل السائح في تجربة حية بالمنطقة التي يود زيارتها. ونتيجة لكل ما تقدم، فمهام تكنولوجيا المعلومات ستتجسد في تعزيز الشراكات الاستراتجية بالقطاع السياحي، والارتقاء بالقطاعات السياحية الصاعدة كالسياحة الطبية، السياحة الثقافية والسياحة الرياضية.
(باحث و أكاديمي مغربي)
إقرأ أيضا: سوق الصيرفة: منبع السيولة في الاقتصادات العربية