أعاد فيديو كليب إليسا الأخير "عكس اللي شايفينها" فتح ملفّ انتحار الراقصة اللبنانية الشهيرة داني بسترس. الراقصة التي أنهت حياتها برصاصة واحدة، عاشت حياة مضطربة وتعيسة انتهت بالانتحار، مثلها مثل نجمات أخريات لقين نفس المصير. نسرد هنا التفاصيل المأساوية لحياة هؤلاء النجمات، والتي انتهت باليأس التام من الحياة والسعادة فاخترن الانتحار.
البداية من قصة داني بسترس، وهي الراقصة اللبنانية التي ولدت في كنف عائلة بسترس البرجوزاية الغنية في منطقة الأشرفية في بيروت. اختارت داني أن تحترف الرقص، ضاربة عرض الحائط بمعارضة عائلتها، التي قاطعتها تماماً. لاحقت شغفها بالرقص، وتزوّجت وأنجبت ابناً وحيداً، قبل أن تنفصل عن زوجها. لكن السعادة لم تبتسم لها، في العام 1994 مات ابنها الوحيد غرقاً. غرق الابن ورحل، لتغرق الأم بعدها بكآبة لم تُشفَ منها، رغم تقديمها لأعمال ناجحة بعدها، أبرزها مشاركتها ملحم بركات مسرحية "ومشيت بطريقي الشهيرة".
لكن النجاح لم يتغلب على اليأس، فانتحرت في كانون الأول/ديسمبر 1998، برصاصة أطلقتها في رأسها. وبعد الانتحار خرجت إلى العلن تفاصيل إضافية عن الحزن والعذاب في حياتها، بينها علاقتها المتوترة مع حبيبها السعودي، الذي تردّد أنه كان يعنّفها...
برصاصة واحدة هربت داني بسترس من جحيم الحياة، وبالأدوية المهدئة اختارت داليدا الطريق نفسه. الـ"ديفا" التي سحرت الملايين حول العالم لم تعرف السعادة أيضاً. نجاح مهني تخطى كل الحدود. ألفا أغنية بلغات متعددة، و120 مليون نسخة من أغانيها بيعت حول العالم.... ورغم كل ذلك، لم تذق السعادة الحقيقية في حياتها الشخصية سوى مرات قليلة جداً. من اعتقال والدها الإيطالي في مصر من قبل الانتداب الإنكليزي، ثم وفاته بجلطة دماغية، وصولاً إلى انتحار أو موت أغلب الرجال الذين أحبّتهم في حياتها: زوجها الأول لوسيان موريس، ثمّ حبيبها الإيطالي لويدجي تنكو الذي كانت داليدا أول من رأى جثّته، كذلك انتحر حبيبها السابق ريشار شانفري... وبينما توالى انتحار من أحبّتهم، اكتشفت بعد علاقة مع شاب إيطالي أنها حامل، فقرّرت الإجهاض بسرية تامة، ما أدى إلى مضاعفات أدت إلى عقم دائم، ما زاد من كآبتها. وفي العام 1987، أخذت جرعة زائدة من الحبوب المهدئة تاركة رسالة فيها جملة قصيرة تختصر كل معاناتها "سامحوني، الحياة لم تعد تحتمل".
وبين داني بسترس وداليدا، تبقى قصة انتحار مارلين مونرو، من أكبر الألغاز في تاريخ المشهد الفني الحديث. أيقونة الإغراء العالمية، كانت حلم كل الرجال حول العالم، ونموذجا تقتدي به أغلب النساء الغربيات، من ناحية اللباس وتصفيف الشعر وغيرها... لكن هي أيضاً لم تعرف السعادة الحقيقية، فعاشت طفولتها التعيسة تتنقل بين عائلات رعاية مختلفة بسبب وضع والدتها المضطرب نفسياً وتعرضت خلال تلك الفترة لتحرش جنسي لم تتكلم عنه. ثم هربت من كل هذا الاضطراب لتتزوّج وهي في السادسة عشرة من عمرها. وبعد فشل الزواج، تعددت علاقاتها الفاشلة، بينما كانت مسيرتها الفنية تعرف نجاحاً غير مسبوق... لكن الاضطرابات لم تتأخر لتعصف بحياتها الشخصية والمهنية، وأبرزها علاقتها بالرئيس الأميركي جون كينيدي وشقيقه روبرت كينيدي. لا الشهرة ولا المال أنقذا مونرو من الكآبة التي ترافقت مع تراجع كبير في نجوميتها في هوليوود، لتقتل نفسها بجرعة زائدة من الأدوية عام 1962، فاتحة الباب أمام نظريات المؤامرة حول قتلها من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه".
(العربي الجديد)
اقــرأ أيضاً