لم تكد تمر ساعات على إفشال انقلاب تركيا، حتى كتب صديق على "تويتر": فشل الانقلاب لأن تركيا أنفقت على التعليم أضعاف ما أنفقته على الجيش.
كانت الجملة الموجزة بالغة التعبير عن الحال الذي دفع المواطنين الأتراك إلى رفض قاطع لانقلاب عسكري، سبق أن عايشوا نتائجه في أربعة انقلابات سابقة. رفض لم يحتج البحث عن تبريرات أو تأويلات، حتى هؤلاء الذين يعارضون النظام الحاكم رفضوا الانقلاب دون تردد.
تورد مصادر أخبار تركية أن ميزانية التعليم في البلاد تتجاوز 109 مليارات دولار، وأن ميزانية الجيش أقل من 20 مليار دولار، ما يعني في حال صحة تلك المعلومات، أن الإنفاق على التعليم يتجاوز خمسة أضعاف الإنفاق على التسليح، علما أن الجيش التركي أحد أكبر وأقوى جيوش العالم، وفقا لتقارير دولية.
يجادل صديق آخر بأن التعليم مهم، لكن إفشال الانقلاب كان بالسلاح؛ هو يرى أن ولاء الشرطة والمخابرات للنظام، وولاء جزء من الجيش أيضاً، هو ما أفشل الانقلاب، وهو يقلل من قيمة الوعي الشعبي الذي ظهر واضحاً في الساعات الأولى من خلال تصدي مئات المدنيين بصدورهم العارية للدبابات في الشوارع.
لم أرغب في الاختلاف مع صديقي، لكني نبهته إلى الفكرة الأساسية في القصة، وهي فكرة الوعي، وأحلته إلى مشهد اقتحام المدنيين مع الشرطة لمبنى التليفزيون الذي كان يحتله مشاركون في الانقلاب، وكيف كان عناصر الجيش والشرطة بكامل أسلحتهم وعتادهم، ورغم ذلك لم يطلق أيهم رصاصة واحدة.
عاجلني بسرد تفاصيل مشهد آخر أطلق فيه عناصر الجيش الرصاص على المواطنين العزل المعترضين على الانقلاب، بل ومشهد ثالث دهست فيه دبابة مواطنا.
أصبحنا مختلفين، أنا أرى أن الوعي الجمعي للأتراك كان السبب في حماية البلاد من مخاطر الانقلاب، وأعتبر أن هذا الوعي الجمعي سببه الرئيس التعليم، بالأحرى جودة التعليم، وهو يرى أن قدرة أردوغان وحكومته على تكوين ولاءات واضحة داخل الجهاز الأمني هي سبب إفشال الانقلاب.
بعد تفكير اكتشفنا أننا لسنا مختلفين في المعنى وإنما في التسميات، فالجميع، في الجيش والشرطة والمخابرات، تلقوا تعليماً جيدا في المدارس التركية قبل الالتحاق بالتعليم المتخصص والانضمام إلى تلك الأجهزة، وهو نفس التعليم الذي تلقاه المواطنون أيضاً.
قلت لصديقي: تعال نتناقش في تأثير التعليم العربي، الرديء في معظمه، على الوعي الجمعي العربي، فرد بضحكة صاخبة لها طعم العلقم، وقال: دع العرب في وعيهم المزيف، إياك أن تحاول تغيير مفاهيمهم أو معلوماتهم، فلو أدركوا حقيقة ما هم فيه لانتحر معظمهم كمداً.
اقــرأ أيضاً
كانت الجملة الموجزة بالغة التعبير عن الحال الذي دفع المواطنين الأتراك إلى رفض قاطع لانقلاب عسكري، سبق أن عايشوا نتائجه في أربعة انقلابات سابقة. رفض لم يحتج البحث عن تبريرات أو تأويلات، حتى هؤلاء الذين يعارضون النظام الحاكم رفضوا الانقلاب دون تردد.
تورد مصادر أخبار تركية أن ميزانية التعليم في البلاد تتجاوز 109 مليارات دولار، وأن ميزانية الجيش أقل من 20 مليار دولار، ما يعني في حال صحة تلك المعلومات، أن الإنفاق على التعليم يتجاوز خمسة أضعاف الإنفاق على التسليح، علما أن الجيش التركي أحد أكبر وأقوى جيوش العالم، وفقا لتقارير دولية.
يجادل صديق آخر بأن التعليم مهم، لكن إفشال الانقلاب كان بالسلاح؛ هو يرى أن ولاء الشرطة والمخابرات للنظام، وولاء جزء من الجيش أيضاً، هو ما أفشل الانقلاب، وهو يقلل من قيمة الوعي الشعبي الذي ظهر واضحاً في الساعات الأولى من خلال تصدي مئات المدنيين بصدورهم العارية للدبابات في الشوارع.
لم أرغب في الاختلاف مع صديقي، لكني نبهته إلى الفكرة الأساسية في القصة، وهي فكرة الوعي، وأحلته إلى مشهد اقتحام المدنيين مع الشرطة لمبنى التليفزيون الذي كان يحتله مشاركون في الانقلاب، وكيف كان عناصر الجيش والشرطة بكامل أسلحتهم وعتادهم، ورغم ذلك لم يطلق أيهم رصاصة واحدة.
عاجلني بسرد تفاصيل مشهد آخر أطلق فيه عناصر الجيش الرصاص على المواطنين العزل المعترضين على الانقلاب، بل ومشهد ثالث دهست فيه دبابة مواطنا.
أصبحنا مختلفين، أنا أرى أن الوعي الجمعي للأتراك كان السبب في حماية البلاد من مخاطر الانقلاب، وأعتبر أن هذا الوعي الجمعي سببه الرئيس التعليم، بالأحرى جودة التعليم، وهو يرى أن قدرة أردوغان وحكومته على تكوين ولاءات واضحة داخل الجهاز الأمني هي سبب إفشال الانقلاب.
بعد تفكير اكتشفنا أننا لسنا مختلفين في المعنى وإنما في التسميات، فالجميع، في الجيش والشرطة والمخابرات، تلقوا تعليماً جيدا في المدارس التركية قبل الالتحاق بالتعليم المتخصص والانضمام إلى تلك الأجهزة، وهو نفس التعليم الذي تلقاه المواطنون أيضاً.
قلت لصديقي: تعال نتناقش في تأثير التعليم العربي، الرديء في معظمه، على الوعي الجمعي العربي، فرد بضحكة صاخبة لها طعم العلقم، وقال: دع العرب في وعيهم المزيف، إياك أن تحاول تغيير مفاهيمهم أو معلوماتهم، فلو أدركوا حقيقة ما هم فيه لانتحر معظمهم كمداً.