التطورات الميدانية السورية اليوم... خرق روسي لهدنة إدلب ومعارك بديرالزور
وأفاد الناشط عامر الهاشمي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن الطيران الحربي الروسي استهدف بالقنابل العنقودية والصواريخ منازل المدنيين في بلدات حيش والهبيط، والبارة ومعرة النعمان في ريف إدلب، ما أسفر عن أضرار مادية جسيمة.
وأكدت مصادر عسكرية، في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، لـ"العربي الجديد"، أنّه تم التوصل إلى اتفاق ينص على وقف إطلاق النار في محافظة إدلب والشمال السوري، بعد عشرة أيام من التصعيد الروسي المستمر، الذي قضى إثره نحو 150 شخصاً.
ونص الاتفاق، وفق المصادر، على وقف القصف الروسي وكافة الأعمال القتالية عند الساعة الثانية عشرة منتصف ليل الخميس بالتوقيت المحلي.
وفي حين أكد رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري، أحمد رمضان، لـ"العربي الجديد"، دخول الاتفاق حيز التنفيذ عند منتصف ليل الخميس، لم يصدر بعد أي بيان رسمي عن النظام أو روسيا في هذا الشأن.
إلى ذلك، ذكر "مركز إدلب الإعلامي" أن مدينة جسر الشغور تعرضت، صباح اليوم، لغارة من الطيران الروسي، بينما قتل ثلاثة مدنيين، هم امرأتان وطفل، وجرح آخرون، نتيجة غارة جوية روسية على بلدة التمانعة بعد منتصف الليل.
وفي السياق، أفاد مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، بأن المجتمع التربوي التابع للمعارضة في مدينة جسر الشغور أعلن تعليق العمل بالدوام المدرسي بعد تعرض مدارس في المدينة لغارات بشكل مباشر.
من جهته، أعلن المجلس المحلي في بلدة بداما، في بيان له، أن البلدة وما حولها باتت منطقة منكوبة، جراء التصعيد الجوي الروسي والصاروخي من قوات النظام.
وفي الشأن ذاته، شن الطيران الحربي الروسي، اليوم، أكثر من عشر غارات على مدن وبلدات الشّغر والغسانية وبداما ومعرزيتا وبزابو والبارة وكفرروحين وكفركرمين في ريف المدينة، بحسب ما أفاد به مركز إدلب الإعلامي.
وأضاف المركز متحدثا عن مقتل امرأة وجرح مدنيين بغارة روسية استهدفت منازل المدنيين في بلدة كفرجالس، شمال محافظة إدلب، تزامنا مع غارات على محيط بلدة مرديخ وأطراف بلدة ترمانين.
ويشن الطيران الروسي غارات مكثفة على ريف إدلب وريف حلب الغربي منذ عشرة أيام بشكل مستمر، أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى من المدنيين وعناصر من "فيلق الشام" المنضوي في صفوف المعارضة السورية المسلحة.
وفي حلب، قتل أربعة مدنيين بقصف جوي من الطيران الروسي على مناطق في الريف الغربي، اليوم الجمعة، في حين أعلن مجلس شرعي عن تعليق أداء صلاة الجمعة في المنطقة بسبب القصف.
وأفاد الدفاع المدني السوري في حلب عن مقتل ثلاثة مدنيين جراء غارتين جويتين بصواريخ فراغية وقنابل عنقودية على بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي.
وفي غضون ذلك، أصيبت طفلة وامرأة جراء غارة على بلدة كفر ناصح، غربي حلب، في حين ضربت الغارات مدن وبلدات حريتان وكفر حمرة وخان العسل، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية فقط.
من جانبه، أعلن "المجلس الشرعي في محافظة حلب" عن تعليق أداء شعائر صلاة الجمعة في ريف حلب الغربي، وذلك حفاظا على سلامة المدنيين، نتيجة حملة القصف المتواصلة التي تتعرض لها المنطقة من الطيران الروسي وقوات النظام السوري.
ويشار إلى أن ريف حلب الغربي ضم مع محافظة إدلب إلى مناطق خفض التوتر في سورية، وتم الحديث، مساء أمس، عن إعادة تفعيل هدنة في المنطقة، إلا أن الطيران الروسي خرقها فور سريانها.
اشتباكات دير الزور
بموازاة ذلك، تحدثت مصادر محلية عن معارك عنيفة تدور بين مسلحي تنظيم "داعش" وقوات النظام إثر هجوم معاكس تعرضت له الأخيرة بعربة مفخخة على محور قرية مظلوم، شمال دير الزور، بالتزامن مع هجوم على محور بلدة مراط وقعت على أثره خسائر بشرية بين الطرفين.
في غضون ذلك، شن الطيران الروسي عدة غارات على محيط محاور الاشتباك مستهدفاً بلدات وقرى خشام وحطلة والشحيل والزباري والموحسن والطوب، شرق دير الزور، بأكثر من ثلاثين غارة، موقعاً ثلاثة قتلى وجريحين في بلدة الشحيل.
وقالت مصادر محلية إن غارات جوية من طيران مجهول يعتقد أنه تابع للتحالف الدولي، استهدفت منازل في محيط المدرسة الصناعية بمدينة البوكمال، ومناطق المصرف الزراعي والصيدلية الشاملة في الشارع العام في مدينة الميادين، شرق دير الزور، وأسفرت عن ضحايا لم يتبين عددهم بعد نتيجة بقائهم تحت أنقاض الدمار الناتج عن القصف.
وفي سياق متصل، استمرت المواجهات بين تنظيم "داعش" وقوات النظام في محور بلدتي الشولا وكباجب، جنوب دير الزور، بعد سيطرة التنظيم على البلدتين إثر هجوم مباغت، أمس الخميس.
وذكرت "شبكة ديري نيوز" أن ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺬﻩ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺗﻨﻈﻴﻢ داعش ﻋﻠﻰ مواقع ﻗﻮﺍﺕ النظام ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺩﻳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺭ ــ ﺗﺪﻣﺮ، وﺗﻤﺖ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ (ﺍلشوﻻ ﻭﻛﺒﺎﺟﺐ)، ﺗﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﻮﺭ ﺑﻠﺪﺓ ﺣﻤﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﺮﻕ الأخرى ﻓﻲ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ، وقد انطلق مسلحو داعش ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺑﺄﻋﺪﺍﺩ ﻛﺒﻴﺮة.
وقالت مصادر محلية إن تنظيم "داعش" استعاد السيطرة على عدة تلال في محيط مدينة السخنة بريف حمص الشمالي الشرقي على طريق دير الزور، من بينها جبل الطنطور الاستراتيجي المطل على المدينة.
من جهة أخرى، بسطت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الجمعة، سيطرتها الكاملة على بلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، على الطريق المؤدي إلى حقل العمر النفطي، بعد معارك مع تنظيم "داعش".
وذكر الناشط عامر هويدي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" بدعم من التحالف الدولي ضد "داعش"، سيطرت بشكل كامل على بلدة الصور، بعد معارك استمرت ثلاثة أيام.
كما استمرت المواجهات بين الطرفين في محور قرية الهرموشية، في ريف دير الزور الشمالي الغربي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، بينهم قيادي في مجلس دير الزور العسكري.
كذلك، سجلت اشتباكات عنيفة بين "داعش" وقوات النظام في بلدة مراط بريف دير الزور الشمالي الشرقي، في محاولة تقدم من الأخيرة بغطاء ودعم روسي على الضفة الشمالية لنهر الفرات باتجاه الطريق الواصل إلى حقل العمر.
ويشهد ريف دير الزور تسابقا بين مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" وقوات النظام، للسيطرة على أكبر موارد النفط والغاز في البلاد.
من جهة أخرى، أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، عن اغتيال القيادي في تنظيم "هيئة تحرير الشام" في منطقة الدانا بريف إدلب، ولفتت إلى أن القيادي يدعى أبو خديجة الليبي.