التطبيع الإماراتي مع إسرائيل يهدد بتغيير الوضع القائم بالأقصى

31 اغسطس 2020
(فايز أبو رميلة/ فرانس برس)
+ الخط -

بعد الهرولة الإماراتية نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والاحتفاء الرسمي في أبوظبي بذلك، حذر تقرير لمنظمة غير حكومية إسرائيلية من أن الخطوة، التي تلاقي رفضاً شعبياً في فلسطين وخارجها، ستكون لها تداعيات خطيرة على الوضع الحساس للمجسد الأقصى.
واعتبر تقرير صادر عن مركز "القدس الدنيوية" أن البيان المشترك للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الذي تم بموجبه كشف اتفاق التطبيع، يحمل في طياته تغييراً للوضع الخاص بالمسجد الأقصى وتهديدا للمقدسات الإسلامية.
وأضاف المصدر ذاته أن البيان، الذي لقي تنديداً من قبل الفلسطينيين بكافة انتماءاتهم السياسية، ورد فيه ما يلي: "كل المسلمين الذين يأتون في سلام قد تكون بوسعهم زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، وباقي الأماكن المقدسة في القدس ينبغي أن تظل مفتوحة في وجه من يمارسون طقوسهم الدينية بسلام من كل الديانات".

و يرى مركز "القدس الدنيوية"، المعني بتوثيق التطورات في القدس التي من شأنها التأثير على المسارات السياسية أو أن تؤدي لنشوب العنف، أن العبارات التي تم استخدامها في البيان المشترك لترامب ونتنياهو وبن زايد هي محاولة متعمدة لفتح مصلى قبة الصخرة أمام اليهود لممارسة طقوسهم الدينية، ما يعني تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.
وجاء في تقرير "القدس الدنيوية": "لم يفت الأوان بعد على القيام بتغيير صيغة البيان والتشديد على التزام جديد، وغير مبهم في عباراته، سواء من لدن إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية، بخصوص التأويل التاريخي للوضع القائم، وبالأخص ما يتعلق بصلاة اليهود في قبة الصخرة".
وشدد التقرير على أن البيان المشترك حول اتفاق التطبيع يتحدث عن الولوج لـ"المسجد الأقصى" بدل الحديث عن الحرم الشريف، في وقت يحدد فيه الاحتلال الإسرائيلي الأقصى بكونه مبنى المسجد، فيما يحدده المسلمون بكافة باحة الحرم الشريف.
"نتيجة لذلك، فإن إسرائيل (والولايات المتحدة الأميركية على ما يبدو) ترى أي شيء على الهضبة وليس جزءا من مبنى المسجد يحدد على أساس أنه (جزء من باقي الأماكن المقدسة بالقدس)، وبالتالي فهو للصلاة أمام الجميع، بمن فيهم اليهود"، يورد التقرير.
من جانب آخر، لفتت المنظمة غير الحكومية الإسرائيلية الانتباه إلى أن البيان المشترك لم يتطرق إلى الوقف الإسلامي بالقدس، الذي يرعى المسجد الأقصى، ولم يتحدث عن تبعية الوقف للوصاية الهاشمية، ما قد يعتبر محاولة لسحب البساط من تحت أقدام أي وصاية إسلامية على الأقصى.

وفي وقت لاقت فيه خطوة التطبيع الإماراتية ردود فعل منددة من الفلسطينيين، شعباً وقيادة، ووصفوها بـ"الخيانة" و"الطعنة في الظهر"، شدد تقرير "القدس الدنيوية" على أن التطبيع قد تكون له تداعيات جد وخيمة على الأماكن المقدسة والتاريخية بالقدس.
وختم التقرير بالإشارة إلى أنه "لا يمكن أبدا أن نتفادى أن هؤلاء المهتمين بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ستوجه لهم الاتهامات بالمساهمة في خسارة العالمين العربي والإسلامي للقدس". 

ومن شأن هذه التطورات البالغة الخطورة أن تؤدي لتقسيم الحرم القدسي والسماح للمتطرفين والمستوطنين اليهود بممارسة طقوسهم في قبة الصخرة أو "الهيكل" المزعوم، وذلك بموافقة صريحة من دولة عربية، الإمارات، التي هرولت نحو التطبيع متناسية ما قد يتسبب به من هضم للحقوق الفلسطينية والإسلامية والعربية، ما ينسف الذرائع التي تواصل ترديدها بشأن مساعيها لـ"تحقيق السلام"، الذي يسير حتى الآن وفق أهواء رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

المساهمون