القضاء التركي يحقق في دعوة ممثل شهير لـ"الحرب الداخلية" والانقلاب على أردوغان

23 ديسمبر 2018
أكبنار أدلى بالتصريحات لقناة معارضة (تويتر)
+ الخط -

فتح الادعاء العام التركي في إسطنبول تحقيقا بحق الممثل التركي المخضرم والشهير ماتين أكبنار، عقب تصريحات أدلى بها في قناة معارضة، هدد فيها بأن الوضع الحالي في تركيا قد يستدعي "حربا أهلية"، وأن "كل من اتجه إلى روسيا واجه الانقلاب"، ملمحا إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان "قد يكون الهدف القادم".

ووجه المدعي العام في إسطنبول إسماعيل أوجار، بحسب الإعلام التركي، تعليمات من أجل التحقيق في قضية التحريض على الانقلاب، والحرب الداخلية، وفق الأقوال التي أدلى بها أكبنار، وذلك ابتداءً من أمس السبت.

ويبلغ الفنان أكبنار 77 عاما، واشتهر في تركيا من خلال أدائه أدوار البطولة في عشرات الأفلام والمسلسلات التي شارك فيها خلال العقود الأخيرة، وخاصة في الأدوار الكوميدية، وهو من الأسماء الداعمة لحزب الشعب الجمهوري الكمالي العلماني.

والجمعة الماضية، شارك أكبنار في برنامج على قناة "هالك تي في"، التي يملكها حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، ويقدمه الصحافي المعارض أوغور دوندار، متحدثا عن الوضع السياسي في البلاد، فذكر أنه "إذا لم نصل إلى الديمقراطية، فمن الممكن تعليق الزعيم من رجليه، أو ربما يموت مسموما، وربما يعيش نهاية سيئة كما عاشها زعماء آخرون"، ما اعتبر دعوة إلى "الحرب الأهلية".

واستهل أكبنار حديثه بالقول: "أعتقد أن عاقبتنا لن تكون جيدة إذا لم نتجاوز الاستقطاب في البلاد"، متحدثا عن قواعد حزب العدالة والتنمية بقوله: "زيادة القواعد يشبه فيروس وحيد القرن، فقطيع وحيد القرن في البلاد هم بالأساس متدينون، وهم يعتمدون على التمييز، وبهذا بات هناك جيل جديد من هؤلاء وفق هذه الأسس"، مؤكدا أن الاستقطاب والانقسام في تركيا سببه حزب العدالة والتنمية، وقواعده، مبينا أن التصدي لهم يكون عبر "الوقوف بوجههم صفا واحدا كبشر لتحييدهم، فلا خيار آخر، وعلى عكس هذا، دعوا الخروج للشوارع، نذهب وصولا إلى الحرب الداخلية".

ولم يكتف أكبنار بذلك، بل واصل متحدثا عن الانقلابات ومصير الزعماء السابقين والانتخابات السابقة واللاحقة، بقوله إن "الحل الوحيد للخروج من الاستقطاب والاختلاط هو الديمقراطية، فإن وصلنا لها فإننا نخرج من هذا الوضع دون صراع وضجيج، وإن لم نصل ربما يُعلق الزعيم من رجليه (يقصد أردوغان)، أو يتم تسميمه، أو تكون نهايته سيئة". 

وأضاف: "كل من توجه إلى روسيا، باستثناء مصطفى كمال (مؤسس الجمهورية التركية)، رحل عن الحكم، فعدنان مندريس مجرد طلبه لموعد منهم حصلت ثورة ضده، وسليمان دميرل بنفس الشكل عندما توجه شمالا واجه الثورة، لننظر العقبى لمن تكون"، قاصدا الانقلاب ضد أردوغان في أقواله. 

أردوغان يردّ: إلى القضاء لتدفع ثمن ما قلته

ولم يتأخر رد أردوغان على كلام ماتين أكبنار، إذ قال في كلمة له خلال افتتاح مشاريع خدمية في إسطنبول، اليوم الأحد، في معرض انتقاداته للمعارضة، وخاصة حزب الشعب الجمهوري: "الآن عبر وسائل إعلامهم سيذهبون بي إلى حبل المشنقة، ويلعبون هذا بقناع الفنانين، وإن التف الفنانون حولكم فما أهمية ذلك؟".

وزاد: "يريدون أخذي لحبل المشنقة، ولكن هل هذا حدّكم؟ نحن أناس خرجنا للاستشهاد، ونحن مستعدون ومرتاحون لدفع أي ثمن"، مؤكدا أن "هؤلاء (يقصد أكبنار) سيدفعون الثمن، عندما تقوم من أجل تعليق رئيس البلاد بالحبل فلتذهب الآن إلى القضاء لتدفع ثمن ما قلته".