كيشا و"دكتور لوك"
آخر هذه القضايا كان ما أثارته المغنية الأميركية كيشا روز سيبرت، التي بدأت مسيرتها الغنائية رسمياً في سنّ الثامنة عشرة. فعام 2005 وقّعت عقدها الأول مع شركة المنتج لوكاس غوتوالد، المعروف بـ Dr Luke، والتي تملكها شركة "سوني للترفيه الموسيقي".
وحتى يومنا هذا، ما زالت كيشا تتعامل مع الشركة ذاتها، لكن هذه المرة ليس بإرادتها.
إذ قررت المغنية أن تكسر صمتها، فتقدّمت بطلب فسخ العقد الغنائي إلى القضاء الأميركي أواخر عام 2015، متهمةً لوك باغتصابها عندما كان عمرها تسعة عشر عاماً، والتحرّش بها جنسياً، والذي على حدّ قولها قائم حتى اليوم. تقول كيشا إن اعترافها، ولو أن عمره عشر سنوات، جاء في وقت لم تعد تحتمل فيه مواجهة المعتدي عليها، ولا السكوت عمّا حصل معها، وباتت مسيرتها الغنائية مهددة.
وقد صدر عن محامي كيشا في طلب إبطال العقد أنها "تواجه قراراً حاسماً: إما أن تعمل مع مغتصبها، أو أن ترى حياتها المهنية تنتهي دون أن تقدر على الخروج من الأزمة. كيشا بحاجة إلى مساعدة المحكمة، لأن عقدها الغنائي لا يتحقق إلا بإصدارها ثلاثة ألبومات إضافية مع شركة غوتوالد، مما يعيق سير عملها خارج الشركة المذكورة".
وطبعاً، نفى المنتج حصول الاعتداء، وادعى أنّ المغنية تفتعل المشاكل للاستفادة من عائدات مناقشة إبطال العقد المالية، أو لتبرير وصول مسيرتها إلى ركود مهنيّ، ويقول أنه استثمر حوالى 60 مليون دولار في مسيرتها الغنائية بالإضافة إلى "غياب الأدلة الطبية على أي اعتداء". الحجج السابقة كانت كافية لتحكم القاضية برفض طلب إبطال العقد بعد أن قالت إنّ حدسها يقع في تنفيذ ما هو صائب تجارياً.
سرعان ما انتشر وسم #FreeKesha أي "حرّروا كيشا" على مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدم عدد من المغنين منصة تويتر لإظهار دعمهم للمغنية، من بينهم ديمي لوفاتو، آريانا غراندي، ليلي آلين، كيلي كلاركسون، آدم لامبرت، وغيرهم، حتى أنّ تايلور سويفت تبرّعت بمبلغ 250 ألف دولار لكيشا كي تعيل نفسها في وقت محنتها.
ليدي غاغا
لكن الدعم الأكبر جاء من النجمة العالمية الأشهر ليدي غاغا التي غرّدت داعمةً كيشا، مؤكدة أنها فخورة بها وبشجاعتها. المغنيتان البالغتان من العمر تسعة وعشرين عاماً هما ناجيتان من اعتداء جنسي عليهما عندما كانتا في السنّ نفسه، ولم تفصحا عن الموضوع إلا أخيراً.
وأخذت ليدي غاغا على عاتقها، منذ إعلانها عن تعرّضها للاعتداء الجنسي، إيصال صوت الناجيات من التجربة نفسها، وهذا بالضبط ما فعلته في أدائها خلال حفل توزيع الأوسكار. إذ غرّدت لكيشا قبل الصعود على المسرح، قائلةً إنها ستبقى في بالها خلال غنائها، وسيبقى الجميع إلى جانبها حتى تصبح حرة وسعيدة لأن الجميع يستحق ذلك.
مادونا وباميلا اندرسون وأخريات
شجاعة كيشا وليدي غاغا سبقتها اعترافات أخرى، لنجمات أخريات اعترفن بتعرضهن للتحرش الجنسي، وأبرز هؤلاء النجمة العالمية مادونا، والممثلة الشهيرة باميلا اندرسون التي اعترفت أنها تعرضت للاغتصاب في فترة طفولتها ولمدة 4 سنوات.
في العالم العربي
في العالم العربي نادراً ما يتمّ الحديث عن هذا الموضوع، باستثناء اعترافات بعض النجمات بتعرضهن لتحرش جنسي هنا أو هناك في الشارع، إن كان لفظياً، أو محاولة تحرش جسدي. لكن لعلّ النجمة العربية الوحيدة التي تحدّثت عن الموضوع بشكل واضح كانت سهير رمزي التي قالت إنها تعرضت لمحاولة اغتصاب حقيقية، لكنها نجت منها. أما إلهام شاهين فتعرضت لمحاولة تحرش على الهواء، من قبل أحد المعجبين لكنها أنبته بشكل حاد. إلى ذلك فإن الممثلة والمغنية اللبنانية نيكول سابا اعترفت بدورها، أنها أثناء مراهقتها، وبينما كانت عائدة من المدرسة حاول سائق سيارة أجرة التحرش بها.
اقرأ أيضاً: فن الواو :غناء الصعيد "الجواني"