وقال زعيم "المجلس الأعلى الإسلامي"، عمار الحكيم، خلال خطبة صلاة العيد في إحدى حسينيات بغداد، والتي حضرها المئات من أبناء الطائفة الشيعية، إنّ "الأداء الحكومي يعاني من التلكؤ وضعف إرادة الإصلاح بشكل كبير"، مؤكّداً أنّ "هذا التلكؤ قد تفرضه الظروف الصعبة التي نمر بها أحياناً، ولكنّه قد يكون أحياناً أخرى بسبب غياب القرارات الواضحة والحاسمة وضعف الإرادة لدى الحكومة في الإصلاح والتغيير".
ودعا الحكيمُ الحكومة إلى "إعادة بناء هياكل الدولة والتخلص من البيروقراطية ومكافحة الفساد الإداري والمالي، والعمل على إنهاء ظاهرة التعيينات بالوكالة لأنّها أساس الفشل الحكومي والإقصاء السياسي".
وعدّ "مطالب تغيير النظام السياسي في العراق من برلماني إلى رئاسي مثيرة للاستغراب"، مضيفاً "وكأننا لم نتعظ من الدكتاتورية وسلطة الرجل الخارق الذي يهيمن على شعبه".
من جهةٍ ثانية، دافع الحكيم عن التدخّل الإيراني بشدّة، مؤكّداً أنّ "الجمهورية الإسلامية الإيرانية بلد حليف للعراق وحان الوقت لكي ينتهي التشويش وخلط الأوراق والاتهامات الموجهة للعراق إزاء هذه العلاقة التي تخدم المصلحة الوطنية بوضوح".
من جهته، رأى المحلل السياسي فراس العيثاوي، أنّ "استغلال منابر الحسينيات من قبل قادة التحالف الوطني وخطب العيد للتحشيد ضد العبادي، هو بادرة خطيرة تعكس عمق الاختلاف داخل كتل التحالف".
وقال العيثاوي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الدعم الشيعي للعبادي يبدو أنّه لن يستمر طويلاً، وإنّ الحكيم له تأثير كبير في الوسط الشيعي، وانتقاده للعبادي اليوم يعدّ صفحة جديدة تنبئ بخطر محدق يعترض طريق حكومة العبادي".
وأشار إلى أنّ "التحالف الوطني كان متكاتفاً من قبل، لكنّ الاختلاف والانقسام الحاد داخل كتله وعجزها عن انتخاب رئيس له، بالإضافة إلى سياسات العبادي التخبطية أمنياً وسياسياً، فتحت الباب أمام هذه الهجمة التي يواجهها اليوم من أقوى أنصاره".
وأضاف، أنّ "الحكيم لم يوجّه من قبل أيّ انتقاد للعبادي، وأنّ هجومه اليوم لم يأت من فراغ، بل هو انعكاس لكتل التحالف الوطني التي بدأت تتخلّى تباعاً عن العبادي".
وعدّ، أنّ "هذه الخطوة خطيرة للغاية على مصير حكومة العبادي، وأنّ إسقاطها خلال هذه الفترة لا يصب في صالح البلاد، فهي على ضعفها أفضل من سيطرة المليشيات بشكل علني على مفاصل صنع القرار، الأمر الذي سيجر العراق إلى حرب طائفية لا تعرف عواقبها".
يشار إلى أنّ التحالف الوطني (الشيعي) يعاني انقساماً خطيراً، بسبب عدم إمكانية قادة كتله على التوصل لاختيار رئيس له، ويأتي هذا الانقسام في وقت يشن فيه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، حملة تحريض ضد العبادي محاولاً إسقاطه.
اقرأ أيضاً: مخطط لإسقاط العبادي عبر نقل الصراع لجنوب العراق