دعا التحالف العربي، الذي تقوده السعودية في اليمن، مساء الخميس، الأمم المتحدة إلى تولي إدارة مطار صنعاء الدولي، عقب تعالي المطالبات الدولية بإعادة فتح المطار، بالتزامن مع ذكرى مرور عام على إغلاقه.
وأوضح المتحدث الرسمي للتحالف، العقيد تركي المالكي، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية، أن "قيادة القوات المشتركة للتحالف تابعت ما نشره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية باليمن بشأن إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية"، حيث كان الأخير قد طالب بإعادة فتح المطار، وأشار إلى المعاناة الإنسانية التي تسبب بها الإغلاق للشعب اليمني.
ودعا المتحدث "الأمم المتحدة للمساهمة في استئناف تسيير الرحلات التجارية ونقل الركاب لمطار صنعاء، من خلال إدارة أمن مطار صنعاء العاصمة، وضمان مخاوف الحكومة اليمنية الشرعية"، وأكد أنه "في حال توفر عوامل حسن إدارة المطار، وضمان أمن وسلامة الطائرات التجارية، وإيقاف عمليات التهريب، فإن قيادة التحالف على أتم الاستعداد لفتح حركة الملاحة الجوية أمام الطائرات التجارية".
وبرر التحالف إغلاق مطار صنعاء، "واقتصاره على الرحلات الإغاثية"، بأنه "جاء بسبب المخاوف على سلامة الطائرات المدنية والرحلات التجارية المتجهة للمطار، وبسبب ممارسات المليشيا الحوثية المسلّحة من خلال عمليات تهريب الأسلحة"، وأضاف أنه بسبب ذلك "تم تخصيص المطارات اليمنية بالمناطق المحررة والآمنة كمطارات بديلة، وبطلب من الحكومة اليمنية الشرعية".
وذكر متحدث التحالف أنه "لا يمكن وصف اتخاذ إجراءات احترازية لسلامة الطائرات المدنية والركاب، وكذلك الأطقم الجوية العاملة عليها، والمتجهة لمطار صنعاء، بالمعاناة للشعب اليمني".
وكانت منظمات دولية قد طالبت، أمس الأربعاء، بفتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية في ذكرى مرور عام على إغلاقه من قبل التحالف يوم 9 أغسطس/آب 2016.
ولا تزال العاصمة اليمنية، صنعاء، خاضعة لسيطرة تحالف جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحزب الرئيس المخلوع رغم ضربات التحالف منذ نحو عامين، ولم يتأثر الحوثيون بإغلاق المطار، بل فاقم القرار معاناة اليمنيين وحول سفرهم إلى قصة معاناة .
وطالبت 15 منظمة إغاثة الأطراف المتحاربة في اليمن بإعادة فتح مطار العاصمة صنعاء، وقالت في رسالة مفتوحة إن إغلاقه تسبب في وفاة نحو عشرة آلاف يمني من المرضى، الذين كانوا بحاجة للمغادرة إلى العلاج خارج البلاد.
وفيما يبرر التحالف الإغلاق بتهريب السلاح، يرد مسؤولون في صنعاء على ذلك بأن الرحلات قبل إغلاق المطار رسمياً منذ عام كانت تتعرض للتفتيش في أحد المطارات السعودية، ويتم تسييرها بتصريح من التحالف.
وقال مسؤولون في المطار لـ"العربي الجديد": "إن إغلاق مطار صنعاء الدولي تسبب بخسائر فادحة لكثير من الجهات العاملة في المطار، كشركات الطيران الوطنية والخدمات الأرضية وخدمات الوقود وأصحاب محال السوق الحرة، بالإضافة إلى تضرر العاملين".
ويخدم مطار صنعاء ملايين اليمنيين في العاصمة، ومناطق وسط وشمال وغرب البلاد التي تتميز بكثافة مرتفعة، إذ يشكلون ما يزيد عن 65% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 26 مليون نسمة.