أسبوعان ويتولى الرئيس دونالد ترامب السلطة في أميركا وتحديداً في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
ويأتي ترامب للبيت الأبيض بأفكار انعزالية ووسط اضطرابات سياسية داخل وخارج أميركا. ولكن ما يهم الاستقرار العالمي وأسواق المال وأصحاب المال والاستثمار، أن "النظام العالمي" الذي تم تأسيسه في أعقاب الحرب العالمية وما تلاه من اتفاقيات تجارية و"عولمة" نفذتها أميركا خلال العقدين الأخيرين باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة.
كما أن التحالفات القديمة التي بناها النظام الرأسمالي والديمقراطيات الغربية بما تحمله من ليبرالية وانفتاح وحريات وحقوق وحرية حركة، بدأت تتخلخل. فالعالم يتغير بسرعة والقوى الليبرالية التقليدية التي كانت تقود أوروبا الغربية تعيش فترة وهن شديد شبيه بالانهيار.
وفي المقابل يواصل ترامب مهاجمته للأحزاب وللبناء التجاري والمالي والاقتصادي في أميركا وأوروبا ويقف مناصراً للتيارات الشعبوية وقياداتها، مثل نايجل فاراج في بريطانيا، والعديد من القيادات اليمينة في دول الاتحاد الأوروبي.
ويرى العديد من خبراء المال، أن "النظام العالمي"، كما يعرفه العالم الرأسمالي، يتمزق، ومن غير المعروف كيف سيتشكل "النظام البديل" في سنوات ترامب التي قد تمتد لفترة ثماني سنوات، إذا نجحت سياساته في بناء "عظمة أميركا" مجدداً، كما وعد الناخبين خلال الحملة الرئاسية.
ويرى خبراء وعلى رأسهم رئيس البنك الدولي السابق، روبرت زوليك، أن مؤسسات التجارة والنقد والتمويل الدولية التي أسسها العالم خلال العقود الستة الأخيرة ضمن "النظام العالمي" بعد الحرب العالمية الثانية، تواجه مخاطر البقاء تحت حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصعود التيار اليميني الشعبوي في أوروبا.
ومن بين المؤسسات التي ستكون أكبر عرضة لضربات الرئيس دونالد ترامب، هي منظمة التجارة العالمية، التي تعد من أهم إنجازات العولمة وتحرير التجارة العالمية في السنوات الأخيرة، التي تلت انهيار الإمبراطورية الشيوعية وصعود أميركا، كقوى عظمى منفردة بقيادة العالم.
ويلاحظ أن ترامب جعل من قضية إغلاق أميركا تجارياً أمام الانسياب الحر للبضائع والخدمات العالمية، قضية محورية في حملته الانتخابية وهاجم ما اعتبره صفقات سيئة أبرمتها الولايات المتحدة مع دول عديدة على رأسها الصين.
كما هدد بفرض رسوم جمركية مرتفعة على المكسيك والصين بمجرد تسلمه السلطة يوم 20 يناير/ كانون الثاني.
ويقول خبراء إن هذه الرسوم التي ينوي الرئيس المنتخب فرضها ستقود إلى نزاع تجاري، لأنها لا تتوافق مع قوانين حرية التجارة التي أقرتها منظمة التجارة العالمية.
ولا يستبعد خبراء في أميركا، أن يقود ذلك إلى "حرب تجارية". بين الصين وبعض أنصارها في دول "بريكس" والولايات المتحدة.
ولا تزال أميركا تعتقد أن قوة الدولار وهيمنته على تسوية الصفقات التجارية ستحميها.
وحتى الآن أعد الرئيس ترامب لفتح معركة تجارية مع الصين، عبر تصريحاته العدائية أثناء الحملة الانتخابية وتعيين فريق تجاري يكن العداء الشديد للصين وعلاقاتها التجارية مع أميركا. وفي صدد العداء التجاري المتوقع مع الصين، عين ترامب "بيتر نافارو"، الخبير الاقتصادي الذي يدعو لاتخاذ موقف متشدد بشأن التجارة مع الصين، رئيساً لمجلس التجارة الوطني المشكل حديثاً في البيت الأبيض.
ونافارو، أكاديمي ومستشار استثماري سابق ألف عدداً من الكتب الشهيرة وصنع فيلماً يصف تهديد الصين للاقتصاد الأميركي ورغبة بكين في أن تصبح القوة الاقتصادية والعسكرية المهيمنة في آسيا.
ويبدي فريق ترامب إعجاباً بأفكار نافارو ويصفونه بالخبير الاقتصادي "صاحب الرؤية" الذي "سيطور سياسات تجارية تقلص العجز التجاري وتوسع النمو وتوقف نزوح الوظائف من أميركا".
ويلاحظ أن نافارو ليس وحده في الفريق التجاري الذي يعادي الصين، فهنالك روبرت لايتهايزر الذي عينه ترامب في منصب نائب الممثل التجاري الأميركي فهو متخصص في قضايا مكافحة الإغراق وكسب عدة قضايا لشركات أميركية. وهو معروف كذلك بعدائه للصين.
وفي منصبه الجديد كممثل تجاري لترامب سيلعب لايتهايزر دوراً أساسياً في تنفيذ سياسة متشددة قد تشعل التوترات مع الصين وشركاء تجاريين أساسيين آخرين للولايات المتحدة. أما رجل الأعمال المثير للجدل "ويلبر روس" الذي اختاره لتولي منصب وزير التجارة في الإدارة الجديدة، فهو الآخر ينادي بمحاصرة الصين.
وفي المقابل، فإن الصين تتحاشى استعداء الولايات المتحدة وترغب في التعامل بهدوء مع الرئيس دونالد ترامب.
في هذا الصدد قال النائب السابق لرئيس البنك الدولي وكبير الاقتصاديين بالبنك، جوستين ييفو لين، يوم الخميس، إن الصين والولايات المتحدة لديهما إمكانات كبيرة للتعاون في مجالي البنية التحتية والتجارة في العام الجديد لدفع النمو الاقتصادي. والاقتصادي لين قريب من السلطة الحاكمة في بكين.
وقد جاءت تصريحات لين، وهو أيضاً العميد الفخري للكلية الوطنية للتنمية في جامعة بكين، في خطاب رئيسي ألقاه خلال اجتماع استضافته اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية - الصينية ومركز الصين للبحوث الاقتصادية التابع لجامعة بكين في نيويورك.
وقال لين إن "الصين تستخدم البنية التحتية كأسلوب دوري مضاد وذلك بشكل فعال منذ حدوث الأزمة المالية الأسيوية، وستواصل البلاد تطبيق ذلك، ليس فقط على المستوى المحلي، وإنما أيضا على المستوى الدولي".
وذلك في تلميح واضح إلى أن الصين تؤيد بعض سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
اقــرأ أيضاً
ويأتي ترامب للبيت الأبيض بأفكار انعزالية ووسط اضطرابات سياسية داخل وخارج أميركا. ولكن ما يهم الاستقرار العالمي وأسواق المال وأصحاب المال والاستثمار، أن "النظام العالمي" الذي تم تأسيسه في أعقاب الحرب العالمية وما تلاه من اتفاقيات تجارية و"عولمة" نفذتها أميركا خلال العقدين الأخيرين باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة.
كما أن التحالفات القديمة التي بناها النظام الرأسمالي والديمقراطيات الغربية بما تحمله من ليبرالية وانفتاح وحريات وحقوق وحرية حركة، بدأت تتخلخل. فالعالم يتغير بسرعة والقوى الليبرالية التقليدية التي كانت تقود أوروبا الغربية تعيش فترة وهن شديد شبيه بالانهيار.
وفي المقابل يواصل ترامب مهاجمته للأحزاب وللبناء التجاري والمالي والاقتصادي في أميركا وأوروبا ويقف مناصراً للتيارات الشعبوية وقياداتها، مثل نايجل فاراج في بريطانيا، والعديد من القيادات اليمينة في دول الاتحاد الأوروبي.
ويرى العديد من خبراء المال، أن "النظام العالمي"، كما يعرفه العالم الرأسمالي، يتمزق، ومن غير المعروف كيف سيتشكل "النظام البديل" في سنوات ترامب التي قد تمتد لفترة ثماني سنوات، إذا نجحت سياساته في بناء "عظمة أميركا" مجدداً، كما وعد الناخبين خلال الحملة الرئاسية.
ويرى خبراء وعلى رأسهم رئيس البنك الدولي السابق، روبرت زوليك، أن مؤسسات التجارة والنقد والتمويل الدولية التي أسسها العالم خلال العقود الستة الأخيرة ضمن "النظام العالمي" بعد الحرب العالمية الثانية، تواجه مخاطر البقاء تحت حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصعود التيار اليميني الشعبوي في أوروبا.
ومن بين المؤسسات التي ستكون أكبر عرضة لضربات الرئيس دونالد ترامب، هي منظمة التجارة العالمية، التي تعد من أهم إنجازات العولمة وتحرير التجارة العالمية في السنوات الأخيرة، التي تلت انهيار الإمبراطورية الشيوعية وصعود أميركا، كقوى عظمى منفردة بقيادة العالم.
ويلاحظ أن ترامب جعل من قضية إغلاق أميركا تجارياً أمام الانسياب الحر للبضائع والخدمات العالمية، قضية محورية في حملته الانتخابية وهاجم ما اعتبره صفقات سيئة أبرمتها الولايات المتحدة مع دول عديدة على رأسها الصين.
كما هدد بفرض رسوم جمركية مرتفعة على المكسيك والصين بمجرد تسلمه السلطة يوم 20 يناير/ كانون الثاني.
ويقول خبراء إن هذه الرسوم التي ينوي الرئيس المنتخب فرضها ستقود إلى نزاع تجاري، لأنها لا تتوافق مع قوانين حرية التجارة التي أقرتها منظمة التجارة العالمية.
ولا يستبعد خبراء في أميركا، أن يقود ذلك إلى "حرب تجارية". بين الصين وبعض أنصارها في دول "بريكس" والولايات المتحدة.
ولا تزال أميركا تعتقد أن قوة الدولار وهيمنته على تسوية الصفقات التجارية ستحميها.
وحتى الآن أعد الرئيس ترامب لفتح معركة تجارية مع الصين، عبر تصريحاته العدائية أثناء الحملة الانتخابية وتعيين فريق تجاري يكن العداء الشديد للصين وعلاقاتها التجارية مع أميركا. وفي صدد العداء التجاري المتوقع مع الصين، عين ترامب "بيتر نافارو"، الخبير الاقتصادي الذي يدعو لاتخاذ موقف متشدد بشأن التجارة مع الصين، رئيساً لمجلس التجارة الوطني المشكل حديثاً في البيت الأبيض.
ونافارو، أكاديمي ومستشار استثماري سابق ألف عدداً من الكتب الشهيرة وصنع فيلماً يصف تهديد الصين للاقتصاد الأميركي ورغبة بكين في أن تصبح القوة الاقتصادية والعسكرية المهيمنة في آسيا.
ويبدي فريق ترامب إعجاباً بأفكار نافارو ويصفونه بالخبير الاقتصادي "صاحب الرؤية" الذي "سيطور سياسات تجارية تقلص العجز التجاري وتوسع النمو وتوقف نزوح الوظائف من أميركا".
ويلاحظ أن نافارو ليس وحده في الفريق التجاري الذي يعادي الصين، فهنالك روبرت لايتهايزر الذي عينه ترامب في منصب نائب الممثل التجاري الأميركي فهو متخصص في قضايا مكافحة الإغراق وكسب عدة قضايا لشركات أميركية. وهو معروف كذلك بعدائه للصين.
وفي منصبه الجديد كممثل تجاري لترامب سيلعب لايتهايزر دوراً أساسياً في تنفيذ سياسة متشددة قد تشعل التوترات مع الصين وشركاء تجاريين أساسيين آخرين للولايات المتحدة. أما رجل الأعمال المثير للجدل "ويلبر روس" الذي اختاره لتولي منصب وزير التجارة في الإدارة الجديدة، فهو الآخر ينادي بمحاصرة الصين.
وفي المقابل، فإن الصين تتحاشى استعداء الولايات المتحدة وترغب في التعامل بهدوء مع الرئيس دونالد ترامب.
في هذا الصدد قال النائب السابق لرئيس البنك الدولي وكبير الاقتصاديين بالبنك، جوستين ييفو لين، يوم الخميس، إن الصين والولايات المتحدة لديهما إمكانات كبيرة للتعاون في مجالي البنية التحتية والتجارة في العام الجديد لدفع النمو الاقتصادي. والاقتصادي لين قريب من السلطة الحاكمة في بكين.
وقد جاءت تصريحات لين، وهو أيضاً العميد الفخري للكلية الوطنية للتنمية في جامعة بكين، في خطاب رئيسي ألقاه خلال اجتماع استضافته اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية - الصينية ومركز الصين للبحوث الاقتصادية التابع لجامعة بكين في نيويورك.
وقال لين إن "الصين تستخدم البنية التحتية كأسلوب دوري مضاد وذلك بشكل فعال منذ حدوث الأزمة المالية الأسيوية، وستواصل البلاد تطبيق ذلك، ليس فقط على المستوى المحلي، وإنما أيضا على المستوى الدولي".
وذلك في تلميح واضح إلى أن الصين تؤيد بعض سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب.