البيت الأبيض: "الإخوان المسلمين" ملتزمة بنبذ العنف منذ عقود

02 ديسمبر 2014
العريضة في موقع البيت الأبيض (العربي الجديد)
+ الخط -

قلل مراقبون من أهمية عريضة توقيعات يعود تاريخها إلى منتصف العام الماضي، تطالب بإعلان جماعة "الإخوان المسلمين" منظمة إرهابية في الولايات المتحدة. لكن مصدراً مسؤولاً في البيت الأبيض أكد، لـ"العربي الجديد"، صحة تعليق البيت الأبيض على العريضة بأن جماعة "الإخوان المسلمين" ملتزمة بنبذ العنف منذ عقود طويلة، و"لا توجد أية أدلة يمكن الوثوق بها بأن الجماعة تخلت عن هذا الالتزام".

وأوضح المصدر أن العريضة مضى على وجودها ما يقارب الثمانية عشر شهراً على صفحة التواصل الاجتماعي، التي يخصصها البيت الأبيض لتلقي العرائض والآراء العامة، وخلال هذه الفترة الطويلة نسبياً وقع عليها إلكترونياً عدد يزيد عن المائتي ألف زائر، أي أكثر من ضعف الرقم المحدد بمائة ألف توقيع للحصول على رد رسمي.

واعتبر مراقبون مستقلون في تعليقات أولية أن العريضة لم تكن سوى واحدة من القضايا الجدلية العديدة على صفحة التواصل الاجتماعي، خصصها البيت الأبيض للقضايا ذات البعد المحلي بالدرجة الأولى، مستبعدين أن يكون توقيت الرد على العريضة مرتبطاً بأي تطور في الأحداث يتطلب إبداء موقف جديد في السياسة الخارجية، بل كان الرد تأكيداً لما هو مؤكد.

تجدر الإشارة إلى أن البيت الأبيض يوزع مباشرة على الصحافيين والمراسلين البيانات والتصريحات، التي يوليها اهتماماً خاصاً وينشرها في خانة مخصصة للبيانات والتصريحات على موقعه الرسمي، وهو ما لم يتم في ما يتعلق برده على العريضة المنشور مضمونها على صفحة التواصل الاجتماعي. وعلى الرغم من أن الرد جاء متأخراً جداً على مضمون العريضة، إلا أن خروجه للعلن في هذا التوقيت دفع بعض المحللين إلى الربط بين توقيت رد البيت الأبيض وصدور أحكام قضائية في مصر مثيرة للجدل، جرى فيها تبرئة الرئيس السابق، حسني مبارك، ورجاله من أعمال العنف، التي مورست في أثناء ثورة 25 يناير. واعتبر متابعون هذا الموقف الأميركي بمثابة رسالة امتعاض، من الإدارة الأميركية، من نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، باعتبار أن الأحكام القضائية كانت مسيسة وصادرة عن السيسي لا عن القضاء المصري.

ولوحظ في رد البيت الأبيض على العريضة أن البيت الأبيض لجأ إلى التحوط لنفسه من الانتقاد بسبب الرد المنصف لجماعة "الإخوان المسلمين"، بأن شدد على أن الولايات المتحدة لن تتغاضى عن مرتكبي العنف السياسي من أي نوع، وستستمر في الضغط على مختلف الأطراف للانخراط في العملية السياسية. كما شدد تعليق البيت الأبيض على التزام الولايات المتحدة بالعمل على إجهاض أعمال الجماعات الإرهابية، التي تشكل خطراً على المصالح الأميركية وعلى مصالح الشركاء.

أما العريضة ذاتها، المؤرخة في السابع من يوليو/تموز 2013، فقد تضمنت مزاعم بأن تنظيم "الإخوان المسلمين" له تاريخ طويل من عمليات القتل والعنف وترويع المعارضين، وأن الجماعة لها علاقات مباشرة مع "معظم الجماعات الإرهابية" مثل حركة "حماس". واعتبرت العريضة أن كتاب "معالم في الطريق"، لواحد من أبرز رموز الجماعة (الإمام الراحل) سيد قطب، هو "الإنجيل المقدس لكل الجماعات الإرهابية".

كما زعمت العريضة أن الجماعة كشفت، في الآونة الأخيرة، عن استعدادها للانخراط في العنف وقتل المدنيين الأبرياء من أجل بث الرعب في قلوب الخصوم. وجاء في ختام العريضة:

"إننا نطالب الحكومة الأميركية بإعلان (الإخوان المسلمين) جماعة إرهابية من أجل مستقبل أكثر أمناً بالنسبة إلينا جميعاً".