البنك المركزي الأوروبي: قوة العملة مبعث قلق لمنطقة اليورو

 قال رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي، عقب اجتماع لجنة السياسة النقدية في البنك مساء الخميس إن قوة اليورو "مبعث قلق شديد". وأضاف دراجي، وفق وكالة رويترز، وإن البنك "يشعر بارتياح" بخصوص اتخاذ مزيد من الاجراءات لدعم النمو ورفع التضخم في اجتماعه في يونيو /حزيران المقبل.

ودفعت هذه التصريحات اليورو إلى الهبوط بشدة. لكن كثيرين من الاستراتيجيين والمتعاملين في لندن شككوا في ما إذا كان هذا يكفي لوضع حد نهائي للاتجاه الصعودي لليورو الذي هيمن على أسواق العملة الرئيسية حتى الآن هذا العام.

وهبط اليور في تعاملات صباح اليوم الجمعة  0.1 بالمائة مقارنة مع سعره في نهاية التعاملات الأميركية أمس الخميس. وسجلت العملة الأوروبية الموحدة يوم الخميس أعلى مستوى لها منذ أكتوبر /تشرين الأول 2011 ،حيث بلغ سعر صرفه 1.3995 دولار.

ويذكر أن "العربي الجديد" نسبت الى  الاقتصادي في جامعة هارفارد جورج اف بيكر نصحه للبنك المركزي الاوروبي بإضعاف سعر صرف اليورو عبر التدخل المباشر في اسواق الصرف الدولية ببيع اليورو وشراء سلة من العملات. وكان اقتصاديون أوروبيون قد حذروا منطقة اليورو من الانزلاق إلى الركود مرة أخرى، إذا لم تعالج الخلل في معدلات النمو وتحفيز الصادرات.

وقال البروفسور الأميركي في نصيحته للمركزي الأوروبي، التي وجهها عبر مقال على موقع "بلفور انستيتيوت"، إذا كان البنك الأوروبي يرغب في خفض سعر صرف اليورو، فعليه التدخل مباشرة في سوق الصرف العالمي ببيع اليورو وشراء سلة من العملات الرئيسية. وأشار إلى أن سياسة "التحفيز الكمي"، التي أعلن عنها المركزي الأوروبي، لن تخفض سعر صرف العملة الأوروبية بدرجة تسمح لها برفع تنافسية بضائع منطقة اليورو.

وتوقع البروفسور بيكر أن ينمو اقتصاد منطقة اليورو في المتوسط بأكثر قليلاً من واحد في المائة خلال العام الجاري. وهذا معدل نمو خطر يهدد بانزلاق اقتصادات المنطقة إلى الركود في أية لحظة. وحتى ألمانيا، أكبر وأقوى اقتصاد في منطقة اليورو، قال بيكر "ليس من المتوقع أن تنمو بأكثر من 2.0%". ويواصل الناتج المحلي الاجمالي الانخفاض في كل من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا. وقال البروفسور بيكر إن معدل النمو الضعيف في منطقة اليورو رفع معدل البطالة في دولها إلى 12% في المتوسط.