شهد البرلمان الفرنسي أمس الجمعة جلسة استثنائية حول "الاعتراف بالدولة الفلسطينية" من خلال المواقف التي أُطلقت باتجاه فلسطين، وضرورة وضع حد لمعاناة الفلسطينيين. وتحدث خلال الجلسة 11 نائباً من أحزاب مختلفة من اليسار واليمين.
وتضمنت توجيه سلسلة من الرسائل والإشارات، أبرزها ما ورد في خطاب وزير الخارجية لوران فابيوس، والذي أراد وضع الفلسطينيين والإسرائيليين على المستوى نفسه، مؤكداً "أن فرنسا هي أولاً واخيراً صديقة للإسرائيليين وصديقة للفلسطينيين، وأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يخدم السلام مع إسرائيل وأمنها".
وتوقف فابيوس مطوّلاً عند التواريخ والمهل التي أعطيت لمفاوضات السلام، وتم تأجيلها وتعثرها وفشلها، مشدداً "على أنه لا يمكن بقاء الوضع على ما هو عليه"، معلناً أن "فرنسا مستعدة لإصدار قرار مع نظرائها في مجلس الأمن والتحضير لمؤتمر دولي، مع جدول زمني محدد لسنتين للتوصل إلى تسوية".
وأكد فابيوس أن "ذلك سيتم بالتنسيق مع الدول الخمس الكبرى ومع الجامعة العربية"، مشدداً على أن "فرنسا ستعترف بالدولة الفلسطينية، وهذا ليس خدمة، بل هو حق، ولكنها ستختار اللحظة".
من جهتها، شددت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان إليزابيت غيغو، في خطاب لها على ضرورة وضع حد للعنف القائم.
كما أكد نائب جمعية الصداقة الفرنسية الفلسطينية فرانسوا أسنسي، "ضرورة تحقيق خطوة الاعتراف". وقال:" لقد تم أخذ كل شيء من الفلسطينيين، باستثناء روحهم ونضالهم".
أما بالنسبة لنواب اليمين، فقد أحدث النائب عن حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" أكسل بونيياتوفسكي مفاجأة حين قال "سأصوّت لمصلحة القرار، فالاعتراف هو مسألة حق وتاريخ".
في المقابل، جاء بعض نواب اليمين، والذين لم يكن عددهم كبيراً، لتسجيل معارضة للقرار. وألقى بعضهم خطابات هاجموا فيها "حماس"، واعتبروا أن "الاعتراف سيعزز وضع الإسلاميين وحماس وسيزيد الارهاب".
وحضر المناقشة السفير الفلسطيني في باريس هايل فاهوم ونجل القيادي في حركة "فتح" الأسير مروان البرغوثي، قسام البرغوثي.
وأكد فاهوم لـ"العربي الجديد" بعد الجلسة "أن البرلمان دخل في حوار جاد وطرح كافة النقاط الخاصة بموضوع الحل الفلسطيني"، مشيراً الى أن غالبية من النواب تحدثت بهذا الموضوع "الأمر الذي أدى إلى خلق انطباع بأن لا استقرار ولا سلام من دون الاعتراف بالفلسطينيين وإقامة دولة مستقلة".
من جهته، قال البرغوثي لـ"العربي الجديد"، "عندما أرى البرلمان الفرنسي يناقش الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فهذا شيء يعطيني أملاً بالمستقبل، وبالحلم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف البرغوثي: "إن شاء الله في يوم التصويت، سنحمل أخباراً سارة لأهلنا في فلسطين لتكون هذه بارقة أمل لمستقبل أفضل للأجيال القادمة".
اما النائب أكسيل بونياتوفسكي، وهو من أبرز شخصيات حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، فلفت في حديث لـ"العربي الجديد" الى أن "طرح فابيوس عقد مؤتمر دولي هو خلاصة جيدة خصوصاً من ناحية إعطاء فرصة للسلام"، متوقعاً "أن تعترف الحكومة الفرنسية بالدولة الفلسطينية ولكن ببطء ومع الوقت".
جلسة المناقشة والتي ستليها عملية التصويت الثلاثاء، وضعت الأمور في نصابها بالنسبة لفلسطين، وأكدت على أسس ومواقف الدبلوماسية الفرنسية.