تحضّر قوى سياسية عراقية، ضمن المعسكر المقرب من طهران، والرافضة لمخرجات زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، لعقد جلسة برلمانية لبحث الزيارة والاتفاقيات التي وقّعها هناك، ومساءلة الكاظمي بشأن تفاصيلها، في خطوة سياسية لتعطيل تلك التفاهمات.
ووفقا لعضو في البرلمان العراقي، فإن "القوى السياسية الرافضة لمخرجات زيارة الكاظمي بدأت حراكا لتعطيلها من خلال البرلمان"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "تلك القوى تسعى لعقد جلسة برلمانية تناقش فيها جميع التفاهمات والاتفاقات، وأن تتم فيها استضافة الكاظمي للاستيضاح منه بشأن تفاصيلها".
وأكد أن "تحالفي الفتح ودولة القانون يخوضان حراكا باتجاه الكتل الأخرى لإقناعها بعقد الجلسة، على اعتبار أن البرلمان لا يمثل جهة سياسية بعينها، وأن له القدرة على الاعتراض على أي اتفاقيات لا تصب في صالح البلاد".
ورجح أنه في حال نجح الحراك في جمع نصف أعضاء البرلمان، بما يحقق النصاب، سيتم عقد الجلسة الأسبوع المقبل.
وأبرم الكاظمي، خلال زيارته التي التقى فيها عددا من المسؤولين الأميركيين، على رأسهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اتفاقيات كبيرة، أبرزها مع شركات طاقة ونفط أميركية، فضلاً عن الاتفاق على عودة برامج وكالة التنمية الأميركية "يو أس إيد" إلى العراق، إضافة إلى تفاهمات بشأن انسحاب القوات الأميركية من العراق في غضون 3 سنوات، وتشكيل لجان فنية لمتابعة الملف. كما شملت التفاهمات استمرار التنسيق الأمني الثنائي والتعاون بين قوات الأمن العراقية والتحالف الدولي لهزيمة تنظيم "داعش".
في حال نجح الحراك بجمع نصف أعضاء البرلمان، بما يحقق النصاب، سيتم عقد الجلسة الأسبوع المقبل
وبدت ملامح الرفض واضحة تجاه تلك التفاهمات، من قبل بعض القوى العراقية، إذ أكد "تحالف الفتح"، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، أنه لا يمكن للحكومة تجاوز قرار البرلمان بإخراج القوات الأميركية من البلاد.
وقال النائب عن التحالف فاضل الفتلاوي، إن "المهلة التي وضعها ترامب لانسحاب الجيش الأميركي من البلاد طويلة وتحمل نوعا من التسويف لحسم هذا الملف"، مؤكدا، في تصريح صحافي، أن "قرار البرلمان بإخراج القوات الأميركية ملزم للجميع، وعلى حكومة الكاظمي تنفيذه من دون تسويف".
وأكد أنهم "بحاجة إلى استمرار عقد جلسات البرلمان، من أجل مناقشة الكثير من الملفات، ومن أهمها ملف التفاهمات بشأن التواجد الأميركي في البلاد، الذي نرفضه بشكل قاطع"، مشددا "نسعى لتوحيد الكلمة من أجل اتخاذ القرارات التي تخدم البلد".
فيما كشف النائب عن تحالف "سائرون"، صباح العكيلي، الاثنين، عن وجود مطالبات سياسية ونيابية باستضافة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للاطلاع على بنود الاتفاقيات التي وقّعها مع الولايات المتحدة.
وقال العكيلي، في إيجاز صحافي، إن "الاتفاقيات التي وقعها العراق مع واشنطن لا تنعكس إيجابا عليه، خصوصا أن هناك الكثير من الاتفاقيات الأميركية لم تكن واضحة ولم تكن فيها أي فائدة"، مشيرا إلى أن "الاتفاق مع شركة إلكترك للطاقة خير دليل، والمسألة ليست بهذه السهولة، خاصة أن غالبية الاتفاقيات التي وقعها الكاظمي تصب في مصلحة الجانب الأميركي".
تحالف "النصر"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وهو تحالف داعم للكاظمي، حذّر من أزمات سياسية وأمنية تنتظر البلاد بسبب التفاهمات مع واشنطن.
وقال القيادي عن التحالف، عقيل الرديني، إن "أزمات سياسية وأمنية وغيرها ستكون بانتظار الكاظمي عند عودته من واشنطن، بسبب رفض نتائج الزيارة من قبل بعض الأطراف السياسية والفصائل المسلحة"، مؤكدا "قد يكون هناك تصعيد كبير في عمليات قصف واستهداف الأهداف والمصالح الأميركية في العراق، لكن هذا يعتمد على تعامله مع تلك الأطراف وقدرته على تهدئة تلك الجهات".