البرلمان العراقي يستعدّ للتصويت على حكومة الكاظمي: كمامات وقفازات ومقاعد متباعدة

05 مايو 2020
بدأ أعضاء البرلمان بالتوافد إلى العاصمة (فرانس برس)
+ الخط -
بدأ أعضاء البرلمان العراقي بالتوافد إلى العاصمة بغداد، منذ ليل أمس الاثنين، عبر مطاري أربيل والبصرة، ضمن استعدادات عقد جلسة خاصة للتصويت على حكومة رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، على الرغم من عدم اتضاح أي ملامح اتفاق نهائي بين القوى السياسية حيال دعم الحكومة، إذ إن كتلتي "دولة القانون" وائتلاف "الوطنية"، بزعامة كلّ من نوري المالكي وإياد علاوي، ما زالتا مصرتين على موقفهما المعلن من رفض التصويت لصالح الحكومة أو دعمها، بسبب ما تعتبرانه إخلالاً من قبل الكاظمي بآلية تشكيل الحكومة، وما تم الاتفاق عليه.

وفي ساعة متأخرة من ليل أمس، قرّر رئيس البرلمان تحديد يوم غد الأربعاء موعداً لجلسة التصويت على الحكومة في الساعة التاسعة مساءً. وبحسب المتحدث باسم رئيس البرلمان العراقي شاكر حامد، فإن استعدادات عقد جلسة منح الثقة للحكومة الجديدة متواصلة، مبيناً أن توجيه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بتواجد النواب في بغداد اعتباراً منذ يوم الاثنين، هو لهذا الغرض.

ومن المقرّر أن يخوض رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، اليوم الثلاثاء، جولة مباحثات جديدة تهدف لحسم حصوله على أغلبية النصف +1 بحسب الدستور النافذ بالبلاد، لحصول الحكومة على ثقة البرلمان.

وبحسب مصادر سياسية في بغداد، فإن خارطة الكتل المؤيدة للكاظمي حتى الآن أكثر من تلك الرافضة له، لكنه على الرغم من ذلك، يواصل حراكه، في مسعى منه لكسب المزيد من الأصوات الداعمة له، وتحسباً من تقلبات غير متوقعة لكتل سياسية، على غرار تبديل كتلة "الوطنية" بزعامة إياد علاوي موقفها الداعم للكاظمي إلى رافض له.

والثلاثاء، رهن تحالف "الفتح"، بزعامة هادي العامري، تمرير الكابينة الوزارية للكاظمي بتغيير بعض المرشحين في حكومته.
وبحسب النائب عن التحالف سناء الموسوي، فإن بعضاً من أسماء الوزراء المرشحين عليه شبهات واتهامات بارتباطات خارجية، مؤكدة أن "الكتل السياسية لن تمرر الكابينة الوزارية ما لم يتم تغيير بعض المرشحين"، بحسب ما أفادت به لوكالة الأنباء الرسمية العراقية (واع).

وفي بيان مقتضب اليوم الثلاثاء، قال مكتب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي إن الأخير اجتمع مع رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، وبحثا في المنهاج الوزاري والجلسة المرتقبة للتصويت على الحكومة، ونُقل عن الجانبين تطلعهما لتشكيل حكومة قوية تلبي طموحات الشعب العراقي.


في المقابل، تواصل إدارة البرلمان العراقي أعمال تهيئة مستلزمات عقد الجلسة التي من المفترض أن يحضر فيها سفراء دول غربية وعربية وممثل بعثة الأمم المتحدة في العراق وقضاة ومسؤولون سابقون، كما جرت العادة بالسنوات الماضية في مثل هذه المناسبات.

ووفقاً لمسؤول في الدائرة القانونية بالبرلمان تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن الاستعدادات مستمرة وكأن الجلسة مؤكدة الانعقاد، وفقاً لتعبيره، مبيناً أنه تم تعقيم مبنى البرلمان بالكامل من الداخل والخارج، بما فيه الكراسي والطاولات، كما تم إعداد القاعة الكبرى التي تسع لأكثر من 500 شخص من أجل عقد الجلسة فيها، لإفساح المجال أمام ترك مسافة بين نائب وآخر، كما تم تجهيز قفازات وكمامات عند الباب لمن يأتي من دونها، بينما جرى تهيئة مكان خاص للصحافيين يضمن أيضاً لكل صحافي مكاناً مريحاً وغير متلاصق مع زميله.

وحول الإجراءات الجارية في البرلمان في ظل تفشي وباء كورونا بالعراق الذي سجل قرابة 2500 إصابة ونحو 100 وفاة، قال النائب عن تحالف القوى رعد الدهلكي، إن إجراءات تأمين سلامة الجلسة صحياً أمر ضروري لانعقادها، مضيفاً أنه "توجد إجراءات وقائية مثل تعفير مبنى المجلس والقاعات والأروقة، والالتزام بالتوصيات المتعلقة بالتباعد وارتداء الكمامات وغيرها"، معتبراً أن "العملية السياسية بين مد وجزر في الحالات الاعتيادية، فكيف إذا كان هناك وجود لوباء يهدد الجميع، فبالتأكيد الاحتياطات واجبة".

وكشف، في حديث مع "العربي الجديد"، عن وجود رسائل اطمئنان تتعلق بتمرير حكومة الكاظمي، لكن عليه ألا يعول كثيراً عليها، لأن المتغيرات تكون في لحظة، وإذا تضاربت المصالح تتغير الأنفس والمزاجيات"، مؤكداً أنه لغاية الآن أكثر من 85 بالمائة من حكومة الكاظمي مكتملة، لكن هناك بعض العقد ويعمل الكاظمي على حلها، مستدركا بالقول "لكن المفاجآت موجودة".

في المقابل، يقول النائب عن تحالف "سائرون" سلام الشمري، لـ العربي الجديد"، إن "العراق يمرّ في منعطف خطير جداً، وعلى أعضاء مجلس النواب أن يكونوا عازمين على حضور جلسة طارئة لتمرير الحكومة حتى ينتشل العراق من المنحدر الخطير الذي يمرّ به في ظل جائحة كورونا، والأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد، وكذلك الوضع الأمني الذي تشهده المحافظات العراقية".

المساهمون