استمع إلى الملخص
- الزعماء القبليون يتهمون الحكومة والجيش بعدم التدخل لوقف الحرب، بينما يعاني المستشفى المحلي من نقص في الأدوية والمعدات الطبية بسبب إغلاق الطرقات.
- النزاع يتفاقم بسبب تدخلات خارجية، حيث يتهم كل طرف الآخر بتلقي دعم عسكري من جهات خارجية، مما يعقد جهود وقف إطلاق النار.
قتل على الأقل 35 شخصا وأصيب أكثر من 100 آخرين، جراء مواجهات طائفية بين القبائل شمال غربي باكستان، وتحديدا في منطقة كرم القبلية. واندلعت المواجهات بين أسرتين، إثر نزاع على قطعة أرض قبل خمسة أيام، ولكن لاحقا وخلال اليومين الماضيين امتدت إلى كل القبائل السنية والشيعية، فيما تشهد المنطقة حربا شاملة بين الطرفين. وقال الزعيم القبلي محمد حسن، من المنطقة لـ"العربي الجديد" إن عدد القتلى من الطرفين قد وصل إلى 35 قتيلا وأكثر من 150 جريحا، والطرفان يستخدمان أسلحة ثقيلة وخفيفة، والاشتباكات متواصلة لليوم الخامس بين كل الأحياء والقرى.
واتهم الزعيم القبلي الحكومة بأنها "تتفرج على ما يحدث ولا تتدخل من أجل وقف الحرب"، مؤكدا أن قوات الجيش أيضا موجودة في المنطقة وأعلنت الحكومة المحلية أن وقف إطلاق نار قد تم التوافق عليه، ولكنه ادعاء غير صحيح، لأن الحرب مستمرة بين الطرفين. من جانبه، قال رئيس المستشفى المركزي في منطقة كرم الدكتور مير حسن جان، في تصريح لوسائل الإعلام مساء اليوم، إن المستشفى استقبل حتى الآن 28 قتيلا وأكثر من 100 جريح من الطرفين. وأضاف حسن جان أنه بسبب إغلاق الطرقات الرئيسية في المنطقة يواجه المستشفى قلة في الدواء والمعدات الطبية، "ونطلب من الحكومة اتخاذ خطوات عاجلة من أجل توفير الدواء والمعدات الطبية".
وعلى منصات التواصل الاجتماعي يتهم الناشطون في القبائل السنية القبائل الشيعية باستخدام الصواريخ وقذائف الهاون الإيرانية التي وصلت إليها، وأن السلاح الإيراني يصل إليهم، وهي تستخدمه ضد القبائل السنية. في المقابل، يدعي الناشطون في القبائل الشيعية أن طالبان الباكستانية والأفغانية بدأت تساند القبائل السنية، وتوصل إليها الأسلحة والمعدات العسكرية. وتعليقا على ذلك، يقول زعيم حركة الحماية عن البشتون منظور بشتين، في بيان له، إن الحكومة والجيش يتفرجان، وإن الحكومة "دائما لا تهتم بما تواجهه القبائل البشتونية، لأن دم البشتون عندها رخيص، بالتالي هي لم تهتم بالقضية أصلا". وتسعى الزعامات القبلية من أجل وقف إطلاق النار، لكن إصرار كل طرف على الانتقام، والتدخلات من جهات خارجية والدعم بالسلاح الذي يصل إلى القبائل تعقد الأمور.
يذكر أن مقاطعة كرم القبلية التي يعيش فيها السنة والشيعة معا، شهدت على مر العقود الماضية حربا طائفية، وكانت لقبائل طوري الشيعية قوة كبيرة فيها سياسيا وقبليا وعسكريا، ولكن بعد ظهور طالبان في أفغانستان ولاحقا في باكستان بدأت قوة القبائل الشيعية تتدهور وتتقوى قوة القبائل السنية مقابل ذلك.