في تطور بارز للأزمة الأوكرانية، صوت البرلمان الأوكراني على عزل رئيس البلاد فيكتور يانوكوفيتش، وحدد الخامس والعشرين من مايو/ ايار موعداً لتنظيم الانتخابات الرئاسية. وفي وقت سابق، قالت مستشارة الرئيس الأوكراني انه لا ينوي الاستقالة وانه يعتبر ما حدث في البرلمان "انقلابا".
من جهته، قال الجيش الأوكراني انه لن يتدخل في الصراع السياسي الدائر في البلاد. ولاحقا، صرح يانوكوفيتش ان سيارته تعرضت لإطلاق نار. وكان البرلمان الاوكراني اختار الكسندر تورتشينوف رئيسا جديدا له في جلسة طارئة له اليوم السبت. كما تم تعيين ارسين افاكوف وزيرا للداخلية بالوكالة. وجرت تسمية افاكوف بغالبية 275 صوتا من اصل 324 نائبا ادلوا باصواتهم. وافاكوف هو مساعد زعيمة المعارضة الاوكرانية يوليا تيموشينكو.
وكان أحد قادة المعارضة الأوكرانية، فيتالي كليتشكو، اعلن اليوم السبت، أمام النواب في البرلمان، أن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش غادر كييف، فيما استقال رئيس البرلمان الأوكراني، فولوديمير ريباك، المنتمي إلى حزب الرئيس بداعي المرض.
وبينما كانت أوساط الرئيس تتحدث عن مغادرة يانوكوفيتش إلى خاركوف لعقد اجتماع عاجل مع ممثلين عن حزب الأقاليم الحاكم، لم تؤكد السلطات في مطار خاركوف وصوله، فيما أشارت المعارضة إلى أنها لا تعرف وجهة مغادرته.
وأفادت آخر الأنباء عن سيطرة أنصار المعارضة الأوكرانية على مقر الرئاسة، بعدما أفاد مراسل وكالة "فرانس برس" أن متظاهرين كانوا على بعد 50 متراً من مدخل المقر الرئاسي في وسط العاصمة. وكان صحافيون في القناة الأوكرانية الخامسة أوردوا، في وقت سابق، أنهم دخلوا بسهولة منزل الرئيس في ضاحية كييف الذي يخضع عادة لحراسة مشددة.
من جهتها، ذكرت وسائل إعلام روسية أن نائب رئيس البرلمان الأوكراني، روسلان كوشولينسكي، أفاد في بداية جلسة البرلمان المنعقدة في كييف، اليوم السبت، بأن رئيس البرلمان قدم استقالته من منصبه. بدوره، قدم النائب الأول لرئيس البرلمان إيغور كاليتنيك استقالته.
وتأتي هذه التطورات في وقت من المقرر فيه أن يناقش البرلمان الأوكراني، اليوم السبت، مشروع قانون يحدد موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة في 27 أبريل/ نيسان المقبل.
وأحال البرلمان مشروع قانون عودة العمل بدستور عام 2004، الذي يحدّ من صلاحيات الرئيس، إلى الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، اليوم أيضاً، ليوقّع عليه بعدما صادق عليه البرلمان الجمعة بغالبية.
ووقع الرئيس الأوكراني وقادة المعارضة، أرسيني ياتسينيوك وفيتالي كليتشكو وأوليغ تياغنيبوك، أمس الجمعة، على اتفاق لوضع حدّ للأزمة في البلاد، وذلك بحضور موفدين من الاتحاد الاوروبي، بعدما شهدت كييف أعمال عنف عدّت الأسوأ منذ حصلت البلاد على استقلالها في العام 1991.
وينص الاتفاق على تقديم الرئيس تنازلات كبيرة للمعارضة، بينها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتشكيل حكومة ائتلافية واجراء تعديلات دستورية، فضلاً عن إطلاق سراح المعارضين وفي مقدمتهم يوليا تيموشينكو التي أٌفرج عنها بالفعل، مساء اليوم الجمعة (https://www.youtube.com/watch?v=4EzDnQV2YDc). ويخشى يانوكوفيتش من أن تشكل مصادقته على هذه القوانين مقدمة لعزله من منصبه.
يأتي ذلك في الوقت الذي لا تزال فيه القوى المتشددة في ميدان "ساحة الاستقلال"، في العاصمة الأوكرانية كييف، تواصل احتجاجاتها.
وناشد زعيم قطاع اليمين الأوكراني، ديمتري ياروش، الذي يوحّد القوى المتشددة الموجودة بين المتظاهرين، كل المحتجين عدم وقف كفاحهم ونضالهم ضد السلطة حتى تتحقق مطالبهم كافة.
وأكد أنهم لن يتركوا السلاح من أيديهم طالما لم يتم اعتقال كل القيادات الأمنية وغير الأمنية التي أعطت أوامر استخدام القوة ضد المحتجين، بمَن فيهم وزير الداخلية، فيتالي زهارتشينكو، مطالباً باستقالة رئيس البلاد.
وكان الرئيسان، الاميركي باراك أوباما، والروسي، فلاديمير بوتين، دعيا في اتصال هاتفي إلى وضع الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين السلطة والمعارضة في أوكرانيا الجمعة موضع التنفيذ "سريعاً".
وقال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن المكالمة الهاتفية بين الرئيسين، التي جرت بمبادرة من أوباما، كانت "بنّاءة"، وأن الرئيسين اتفقا خلالها على "وجوب أن يطبّق الاتفاق سريعاً، وعلى أنه من المهم جداً تشجيع كل الأطراف على الامتناع عن اللجوء إلى العنف".
ونقل المسؤول الأميركي عن بوتين قوله: "إن روسيا تريد أن تبقى مشاركة في عملية تطبيق" الاتفاق.