البحرين وإرادة التغيير السلمي

24 فبراير 2015
+ الخط -

التغيير والإصلاح الشامل للمساهمة في تشييد دولة القانون والمؤسسات وفصل السلطات، واحترام رأي الشعب عبر صناديق الانتخاب، أمنية كل مواطن، لينعم الجميع بالعدالة الاجتماعية والحرية والتعددية.
شعب البحرين الأصيل أكثر شعوب المنطقة حباً للسلام والتعايش السلمي ورفضاً للعنف، لهذا نجد البحرين تتميز بالتنوّع الديني والمذهبي والعرقي، واحترام التعددية بشكل حقيقي، وبفضل تميز شعبها بحب العلم والتعلّم والمعرفة، فالبحرين تعد مثالاً في الانفتاح والتقدّم والتحضر.
عندما اندلعت شرارة الثورة، أو الربيع العربي، في تونس، وقف الشعب البحريني مسانداً وداعماً للشعوب العربية الثائرة المتعطشة للتغيير والعدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية، من دون تمييز، وهذا ليس غريباً، فالشعب البحريني دائماً مع الحق العربي، وبالخصوص القضية الفلسطينية ومع الحركات الثورية، وفي 14 فبراير/شباط 2011، تم الإعلان الرسمي لثورة الشعب البحريني.
نجحت الأنظمة الحاكمة في أغلب الدول التي شهدت ثورات شعبية في تحويل مسار الثورات إلى العنف والدموية، في سبيل القضاء على الثورة، أو جعلها فوضى. الثورة التونسية هي الوحيدة التي استطاعت النجاح، إلى الآن، في تحقيق تغيير حقيقي، واختيار الحكومة والنظام عبر صناديق الانتخاب وتداول السلطة بشكل سلمي.
البحرين هي الدولة العربية الوحيدة التي لم يستجب شعبها الثائر لعنف النظام الذي جلب قوات أمنية من الخارج لحماية نظامه أمام شعبه، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل هدمت الحكومة مجسم اللؤلؤة الذي تحول إلى رمز الثورة البحرينية، ولم يتوقف النظام عند هذا الحد، بل مسح ميدان اللؤلؤة من الوجود، في 18 مارس/آذار 2011.
ومن غرائب الثورة البحرينية أنها الثورة العربية الوحيدة التي لم تجد أي دعم من الإعلام العربي، بل تم تهميشها وتشويهها وتزييف شعاراتها، وللأسف، صدقت الشعوب العربية إعلام الأنظمة الرافضة للتغيير في التعامل مع ثورة الشعب البحرينية المسالمة. ووصل الأمر إلى اعتقال ومحاكمة الأمين العام لجمعية الوفاق، أكبر معارضة في البحرين، الشيخ علي سلمان، وهو شخصية معروفة بتبني المنهج السلمي ورفض العنف. ولإصراره، والقيادات الشعبية الأخرى على هذا المنهج، حافظت الثورة البحرينية على الحراك السلمي، بالإضافة إلى محاكمة شخصيات سياسية وحقوقية، منها الناشط نبيل رجب، رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، الشخصية المعروفة بالمنهج السلمي.
تمسك الشعب البحريني بالحراك السلمي، ورفض العنف لتحقيق مطالبه، على الرغم من سقوط ضحايا كثيرين، ووصل الأمر إلى اعتقال عدد من النساء مع أطفالهن الرضع، موقف يستحق تقدير الشعوب العربية الحرة والشريفة، والتضامن والمساندة والدعم.
حلّ أزمة البحرين يكمن في الرجوع إلى الشعب الذي هو مصدر التشريع، وفي احترام إرادة الشعب، وتحقيق مطالبه التي من أجلها خرج وتظاهر منذ 2011، ويواصل الحراك بالشكل السلمي.

avata
avata
علي آل غراش (العراق)
علي آل غراش (العراق)