أفغنة اليمن
والتعبير عن الفرح وإيجاد المبررات لتفجير المساجد لقتل المصلين، أو المتاحف أو المواقع العامة لقتل الناس، والتجييش الطائفي من مجموعة تحمل أفكارا تكفيرية قاعدية، طالبانية، داعشية، عمل لا يقل بشاعة عمن قام بالجريمة الدموية البشعة.
اليمن، الملقب بالسعيد، منذ عقود يبحث عن السعادة المفقودة، وعلى الرغم من ظروفه القاسية والصعبة، ووجود السلاح بيد الشعب لم يدخل في حرب أهلية، وعلى الرغم من تدخل الدول المجاورة في شؤونه الداخلية، وتعاملها معه كأنه الحديقة الخلفية لبلدانها، فإن اليمن وشعبه لم يتدخلا في شؤون تلك الدول، المصرة على التدخل بشؤونه، وعدم المساهمة في التنمية الحقيقية في المجالات كافة، على الرغم من أنها دول غنية جدا، بل ساهمت هذه الدول في تخدير اليمن وتفاقم أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية.
ومهما حدث ويحدث من اختلاف، والبحث عن المصالح بين فئات الشعب اليمني، ستبقى الحلول ممكنة. لكن، بعيداً عن التدخلات الخارجية العبثية، على ناشطي الشعب اليمني من جميع الاتجاهات والفئات أن يتعاملوا بحكمة، وأن يبحثوا عن مصالح بلادهم وشعبهم، وأن يبتعدوا عن السلاح، وعدم الوقوع فريسة، ثم ذبيحة، على طاولة من ساهم في وصول اليمن إلى هذه الحالة الخطيرة، وينبغي الحذر من عودة الشخصيات والأحزاب التي تبحث عن مصالحها الشخصية على حساب الشعب والوطن. حان الوقت لإنكار الذات والأنانية والنفس القبلي المريض والطائفي البغيض التي كان لها دور في عدم تطور اليمن، بل لا بد من تغليب مصلحة الوطن لبناء دولة حضارية تمثل الشعب.
الخطير أن اندلاع الحرب في اليمن لن يكون ضد حزب وتيار وفئة محددة فقط، ولن يكون كذلك في مصلحة تيار ما، بل ستكون ضد اليمن واليمنيين كافة، وفي مصلحة أعداء اليمن، وسيصبح اليمن مثل أفغانستان أو الصومال القريب. وحينها لن تسلم دول الجوار، ولكم في الصومال عبرة.