جدّد رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، اليوم السبت، تمسكه بإجراء استفتاء الانفصال عن العراق في موعده المحدد يوم الإثنين المقبل، فيما طالب برلمانيون الحكومة العراقية بفرض سيطرتها على الإقليم.
ورفض البارزاني، خلال مقابلة إذاعية، ما قال إنه "لغة التهديد" من أية دولة، معتبراً أن كردستان والعراق يمكن أن يكونا جارين جيدين متعاونين من دون أية خلافات.
وأضاف "كفى أن نكون أسرى لسايكس بيكو وسعد آباد ولوزان، صحيح أننا نقع في هذه الجغرافية لكن الآن ليس كما سنوات الستينيات والسبعينيات، حان الوقت كي نقرر مصيرنا، ولن نقبل بعد الآن أن يرسم الآخرون خارطتنا، ونحن مستعدون للموت من أجل ذلك"، منتقداً الموقف الأميركي الرافض للاستفتاء.
وتابع: "قلنا لممثلي الولايات المتحدة وجهاً لوجه إن الموقف الأميركي مثير للاستغراب بالنسبة لنا، نحن لا نعلم ما هو الذنب الذي اقترفناه، نحن نطالب بحقنا، ونحن نعد هذا الموقف غريباً"، مؤكداً الحصول على عدد من المقترحات كبدائل للاستفتاء لكنها لم ترق لتحل محل الاستفتاء.
وأشار إلى أن الاستفتاء لا يعني نهاية العالم، وأن المفاوضات ستبدأ بعد إجرائه، مضيفاً أن "الأكراد لن يقبلوا بالتبعية لا الآن ولا في المستقبل".
وأكد أن إقليم كردستان يصر على الاستفتاء، لكنه يفتح أبواب الحوار بعد إجراء الاستفتاء، مبيناً أن المفاوضات يمكن أن تتم بين بغداد وأربيل تحت مراقبة المجتمع الدولي من أجل ترتيب أوضاع الحدود والمياه والنفط والغاز وجميع المسائل الأخرى.
ووجّه رئيس إقليم كردستان انتقادات لاذعة لحكومة بغداد، قائلاً إن "المسؤولين العراقيين يصغون للمتحدث باسم الولايات المتحدة، فإذا ما تحدث بلهجة شديدة تشددوا هم أيضاً، وإذا ما تحدث بمرونة كانوا مثله".
في مقابل الإصرار الكردي على الاستفتاء، دعا عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، إسكندر وتوت، خلال تصريح صحافي، الحكومة العراقية إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه إقليم كردستان عقب إصدار مجلس الأمن قراراً يدعم وحدة العراق، معتبراً أن رئيس الإقليم مستمر في أعماله العدوانية ضد بغداد.
وأضاف وتوت أن "قرار مجلس الأمن بشأن وحدة البلاد يعد تاريخياً، ويمثل نقطة تحول في العلاقات بين بغداد وأربيل"، مشدداً على ضرورة فرض الحكومة سلطتها المطلقة على أربيل، بعد القرار الدولي الذي يدعم السلطات العراقية في جهودها بحفظ الأراضي العراقية من أي عدوان.
واعتبر أن تمسك البارزاني بالاستفتاء يضعه أمام المساءلة القانونية الدولية، ويحرج القضية الكردية بشكل كبير، مبيناً أن هذا الأمر قد يضيّع ما حصل عليه الأكراد خلال السنوات الماضية.
تصعيد تركي
في غضون ذلك، جدّد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، رفض بلاده إجراء استفتاء الانفصال في إقليم كردستان العراق، مشيراً إلى أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة للتعامل مع الموقف بما في ذلك الخيار العسكري.
وفي رده على كون القيام بعملية عسكرية على الجانب الآخر أحد الخيارات المطروحة على الطاولة، قال يلدريم: "إن هذا طبيعي للغاية، الخيارات الأمنية والاقتصادية والسياسية موجودة، لكن أياً منها سيدخل حيز التنفيذ هي مسألة توقيت، سيحددها تطور الظروف".
من المنتظر أن يقوم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، بزيارة طهران، لمناقشة استقلال إقليم كردستان العراق، حيث سيعقد رئيس الأركان خلوصي أكار لقاء مع نظيره الإيراني، محمد باقري، لتنسيق التدابير التي سيتخذها الطرفان لإجراء الاستفتاء.
في هذه الأثناء، وصل رئيس أركان الجيش العراقي، عثمان الغانمي، إلى تركيا، بحسب وسائل إعلام تركية، إذ من المقرر أن يلتقي الغانمي نظيره التركي خلوصي أكار.
وسيبحت الطرفان موضوع إقامة إقليم كردستان العراق استفتاء الانفصال، والتدابير التي سيتم اتخاذها لحماية وحدة الأراضي العراقية، وكذلك التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
ومن جهتها، رفعت الأركان التركية من مستوى المناورات التي بدأها الجيش التركي على الحدود العراقية، في منطقة سيلوبي التابعة لولاية شرناق، والتي تواجه منطقة زاخو في إقليم شمال العراق.