واستولى مستوطنون إسرائيليون، صباح اليوم الإثنين، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، على عقار ضخم مكون من أربع شقق سكنية يقع في حي الصوانة إلى الشرق من البلدة القديمة من القديمة من القدس يعود لعائلة المحضر المقدسية، تم تسريبه بواسطة أحد أفرادها ويدعى إيهاب نافذ المحضر.
وفور الاستيلاء على هذا العقار، شرع المستوطنون بإخراج محتوياته، فيما أغلقت قوات الاحتلال المنطقة ومنعت المواطنين من الاقتراب من موقع العقار، والذي استولى عليه المستوطنون بحراسة أمنية خاصة.
وفي أعقاب الاستيلاء على العقار، أصدرت عائلة المحض بيانا استنكرت فيه عملية تسريب العقار، وأعلنت براءتها من المتورط بتسريبها للمستوطنين.
وجاء في البيان: "نحن أبناء عائلة المحضر من سكان وادي الجوز أبناء الأستاذ محمد المحضر، نستنكر وبشدة ما تناولته الأخبار صباح هذا اليوم، بأن العقار الموجود في منطقة الصوانة والذي تعود ملكيته للمدعو إيهاب نافز المحضر، قد تم الاستيلاء عليه من قبل المستوطنين اليهود".
وتابعت: "نحن كأبناء المحضر عامة، نشير ونعلن أن المدعو إيهاب نافذ المحضر، لا تربطنا به أي علاقة وليست لنا أي دراية، وأي معرفة عنه".
وتقول مصادر محلية مقربة من العائلة لـ"العربي الجديد": "إن العقار كان سُرب منذ فترة طويلة، قبل أن يتم الاستيلاء عليه اليوم على نحو مفاجئ، علماً بأن العقار يقع ملاصقاً تماماً للبؤرة الاستيطانية المسماة (بيت أوروت) والتي تضم نحو أربع بنايات ضخمة، تضم 32 شقة سكنية على ما مساحته ثلاثة دونمات، ومبنى قديما كان سرب قبل نحو عشرين عاماً، كإضافة إلى المدرسة الدينية المتطرفة والكنيس اليهودي المجاور والذي يحمل الاسم ذاته، والذي يعتبر بؤرة استيطانية تنشط في مشاريع التهويد التثقيفي والاستيطاني منذ سنين، المدعوم من قبل المليونير اليهودي الأميركي (موسكوفيتش)".
ووفقاً لمصادر موثوق بها، فإن المدعو إيهاب المحضر، كان حصل قبل اثني عشر عاماً على قرض من أشخاص قيل إنهم روس، رغم تحذيرات عائلته له واستعدادها لحل ضائقته المالية في حينه، إلا أنه أصر على الاقتراض، ليتبين فيما بعد أن ملكية العقار نقلت إلى جمعيات استيطانية بعد عدم تمكنه من سداد قرضه المذكور.
وبالسيطرة على هذا العقار، تكون جمعيات الاستيطان اليهودية، قد عززت من سيطرتها على شريط من المواقع شمال البلدة القديمة من القدس، وفي غربها وجنوبها، تنفيذاً لمخطط قديم يقضي ببناء سبعة عشر حياً استيطانياً حول البلدة القديمة كان طرح مطلع التسعينيات.
كذلك، شيد المستوطنون بتمويل من موسوكوفيتش حيّاً استيطانياً تحت اسم "معاليه هزيتيم"، مقام على جبل الزيتون في حي رأس العامود، قبالة المسجد الأقصى من الجهة الشرقية الجنوبية، إضافة إلى البؤرة الاستيطانية جنوب المسجد الأقصى المسماة "مركز الزوار- عير دافيد، والتي تديرها جمعية (العاد الاستيطانية)".
كما نجحت تلك الجمعيات في بناء حي استيطاني على حساب البيوت المقدسية في حي وادي الجوز وحي الشيخ جراح شمالي البلدة القديمة بالقدس تحت اسم "نحالات شمعون"، بالإضافة إلى محاولة الاستيلاء على عقارات وبيوت في حي المصرارة، قبالة باب العامود- أحد الأبواب الرئيسية للبلدة القديمة بالقدس من جهة الشمال.
ويضاف إلى ذلك الحي الاستيطاني والمركز التجاري في الجهة الغربية من البلدة القديمة بالقدس بالقرب من باب الخليل، تحت اسم "حي ماميلا"، بمعنى أن الاحتلال يطوق الأقصى والبلدة القديمة بالقدس من الجهات الأربع بطوق استيطاني تهويدي.