وقبلها بأيام خطب قادة الأمم العالم من على منبر الأمم المُتحدة، وغيّبوا كل المبادئ التي قامت عليها الهيئة الأُممية من سلام وعدل وإنسانية. وتولى الرئيس الأميركي قيادة الرأي العام العالمي بشكل هستيري باتجاه الحروب. حرب نووية ضد كوريا الشمالية، وحرب إسقاط أنظمة في أميركا الجنوبية، وحرب كونية ضد الإرهاب والتطرف التي لم تُنتج حتى اليوم وبعد 17 عاماً على إطلاقها إلا المزيد من التطرف والإرهاب. ويبقى أخطر ما في رؤية ترامب أنه يملك كل الأدوات العسكرية اللازمة لتحويل التهديد إلى حرب. وإن كان خصمه الكوري الشمالي أقل تطوراً منه بالمعنى العسكري، إلا أن إرادة التحدي والقدرة على شن الحرب مُشتركة بين الطرفين. ومن مفارقات القدر أن يمتلك مفاتيح الصواريخ النووية الأكبر في الكوكب شخصان يتبادلان الاتهامات بالحُمق والغباء.
وإن احتاج اليمين المُتشدد في أوروبا إلى سنوات عديدة ليحوز على نسبة تمثيل أعلى في البرلمانات تؤهله لتغيير السياسات العامة وهو الأمر المُتوقع، فإن محوراً جديداً للدول المُتطرفة بات منظوراً بين أوروبا اليمينية وأميركا الجمهورية.
أوروبا المُتألمة من هجمات الذئاب المُنفردة ورثة "داعش" الإرهابي الذين يطعنون ويدهسون في أكثر الدول أمناً واستقراراً، وأميركا التي انتقلت من الهرولة في عهد بوش الابن إلى الركض باتجاه الحروب في شرق آسيا في عهد ترامب. قد تذكر كتب التاريخ يوماً أن حصول حزب "البديل لألمانيا" على 89 مقعداً في البرلمان كأحد الأسباب غير المباشرة للحرب العالمية المقبلة، فاستعدوا.