الانتحار: الإحصائيات والعلامات التحذيرية والمنع

10 أكتوبر 2017
+ الخط -

وفق مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (CDC)، يحاول مليون إنسان الانتحار، كل عام. ووفق منظمة الصحة العالمية (WHO)، يلقى 800000 إنسان حتفهم سنويًا جراء الانتحار.

قال جون كامبو، رئيس قسم الطب النفسي والصحة السلوكية في المركز الطبي التابع لجامعة ولاية أوهايو: "لأسباب لا نفهمها تمامًا، يصل بعض الأشخاص لدرجات عميقة من الشعور باليأس والألم تجعلهم يبدؤون في الاعتقاد بأن الموت أفضل حالاً".

بالرغم من أن الانتحار غالبًا ما يبدو غامضًا ولا يمكن الوقاية منه، يمكن إيقافه، كما يقول الخبراء. يمكن للتكلم بصراحة حول الأفكار الانتحارية التي تراود الأشخاص وابقائهم بعيدًا عن الوسائل القاتلة انقاذ حيواتهم.

يمكن لتحسين تشخصيات حالات الصحة النفسية المساعدة أيضًا. قد لجأ أغلب الأشخاص الذين انتحروا إلى طبيب خلال السنة الأخيرة لهم، لكن لم يُشخص العديد منهم بالإصابة باضطراب سيؤدي إلى موتهم نهاية المطاف.


إحصائيات الانتحار ومعدلاته
وفق المؤسسة الأميركية للوقاية من الانتحار (AESP)، يحاول أكثر من 44000 إنسان الانتحار سنويًا في الولايات المتحدة. في عام 2015، كان الانتحار السبب الثاني من الأسباب المؤدية إلى الوفاة لدى الأشخاص البالغة أعمارهم من 15 إلى 35 عامًا، ووفق مراكز مكافحة الانتحار واتقائها، كان السبب الثالث من الأسباب المؤدية إلى الوفاة لدى الأطفال البالغة أعمارهم من 10 إلى 14 عامًا.

الرجال أكثر عرضة للانتحار من النساء بأربع مرات، و77% من حالات الانتحار في الولايات المتحدة يقوم بها رجال. ويرجع هذا التفاوت إلى اختيار الرجال وسائل أشد فتكًا لقتل انفسهم: ينتحر 56% منهم باستخدام سلاح ناري. أما النساء فهن أكثر عرضة لمحاولة الانتحار باستخدام مواد سامة.
قال جون كامبو "النساء أكثر عرضة لمحاولات الانتحار، والرجال أكثر عرضة لتنفيذ الانتحار".


علامات تحذيرية
وفق التحالف الوطني بشأن بالأمراض النفسية (NAMI)، تمثل محاولة الانتحار السابقة أهم عامل خطر للانتحار. الغالبية العظمى ممن انتحروا بالفعل كانوا يعانون من اضطراب نفسي. أكثر من 90% من نسبة المنتحرين كانوا يعانون من اضطراب نفسي أو اكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب أو بعض التشخيصات الأخرى.

تمثل إساءة استعمال المواد المخدرة عامل خطر آخر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الأدوية والكحول يقللان من الموانع أو الشعور بالردع؛ ما يسهل على الأشخاص العمل على أفكارهم الانتحارية والتفاعل معها.

ويعد الأشخاص ذووا تاريخ عائلي من الانتحار أو الذين تعرضوا لصدمة في مرحلة الطفولة أو الذين يعانون من سلوكيات عدوانية اندفاعية أكثر عرضة للانتحار. بالنسبة للأشخاص المصابين باضطرابات نفسية كامنة، يمكن أن يزيد تعرضهم لمواقف عصيبة (مثل التنمر أو حدوث صراع في علاقة أو البطالة) من خطر الانتحار. يمكن أن يمكن للانتحار أن يكون معديًا أيضًا، ولذلك تنصح مجموعات الوقاية من الانتحار تقارير وسائل الإعلام حول الانتحار بتجنب الإثارة أو الشروحات المفصلة لفعل الانتحار.

تتضمن علامات التحذير المباشرة بأن شخص ما معرض لانتحار محتمل:

مشاعر اليأس او الاكتئاب
الأرق
نوبات الهلع
العزلة الاجتماعية
سرعة الانفعال
الغضب
الشعور بأنه عبء


المنع
يوافق اليوم العالمي لمنع الانتحار العاشر من سبتمبر كل عام. في حين أن هذا اليوم مهم للتوعية، فإن أي يوم آخر مناسب لمساعدة الآخرين ممن يعانون من أفكار يائسة أو اكتئاب. وفق المؤسسة الأميركية للوقاية من الانتحار (AFSP)، يتكلم ما بين 50% و70% من الأشخاص الذين حاولوا الانتحار عن أفكارهم الانتحارية ومشاعرهم وخططهم قبل الإقدام عليه.

يعاني العديد ممن يحاولون الانتحار من التناقض، ومن الضروري توجيههم نحو المساعدة. قال جون كامبو "إنهم يودون الحياة، ويودون الموت، فهم أناس في مأزق. يعانون من ألم فظيع. وأهم شيء بالنسبة لهم أن يفهموا أن هذه المعاناة لن تدوم".

توصي المؤسسة الأميركية للوقاية من الانتحار بالتحدث فورًا وبانفتاح مع الأشخاص الذين يحاولون الانتحار. يرى العديد من الناس أن الانتحار موضوعًا مُحرّمًا، ويقول كامبو أنه كثيرًا ما يتعين عليه أن يسأل المرضى مرارًا وتكرارًا عن الانتحار قبل اعترافهم بالتفكير فيه أو التخطيط له.

السؤال عن الأفكار الانتحارية يدسها داخل رؤوس الأشخاص، لذا اكتشاف ما إذا كان لديهم خطه محددة أمرًا ضروريًا. قالت كارولين فينكل، طبيبة نفسية في أكاديمية نيوبورت، مراكز معالجة للمراهقين الذين يعانون من مشكلات الصحة النفسية واضطرابات الأكل وإساءة استعمال المواد المخدرة "تأكد أن صديقك يشعر بارتياح للتكلم والتواصل معك بانفتاح. اطرح أسئلة وتجنب إصدار أحكام" وأضافت "الإنصات يشكّل عاملاً أساسيًا لبناء جسر بينك وبين صديق. ويأتي الحب والتفاهم في المقام الأول. يساعد كلا من الفهم والتقمص الوجداني وتجنب إصدار الأحكام كثيرًا. ويجب تشجيعهم للتحدث إلى شخص بإمكانه مساعدتهم في التعبير عما يشعرون به. ولا يوجد مانع من إخبار البالغين بما يجري إذا شعرت أن ذلك قد ينقذ حياة صديقك".

بالإضافة لذلك، لا تترك شخصًا لديه ميول انتحارية بمفرده، وتخلص من الأدوية والأداوت الحادة والأسلحة النارية. لأن الوصول إلى وسائل مميتة في أثناء النوبات الانتحارية يُمثل عامل خطر رئيسي للانتحار.

المساهمون