الاغنية الجزائرية ..خارج الحدود

10 أكتوبر 2015
فضيل (فيسبوك)
+ الخط -
استطاعت بعض الأغاني الجزائرية أن تتخطى حاجز المحلية الذي يحاصر غيرها في المشهد الفني الجزائري، وأن تتحول إلى أيقونات في سماء الفن العربي، بعد أن نالت شهرة واسعة، وخرجت من بيئتها ليتغنى بها عدد كبير من المطربين حول العالم.


ومن هذه الأعمال نجد أغنية "يا الرايح وين مسافر" التي تعود إلى نجم الفن الشعبي الراحل دحمان الحراشي الذي غناها وكتب كلماتها ولحنّها أيضا، والتي تغنى بها بعده نجوم معاصرون، منهم علاء زلزلي ورشيد طه، كما تم سرقة لحنها في الهند قبل فترة، وتروي الأغنية معاناة الشباب المهاجر والآلام النفسية التي يعانيها، وقد كانت هذه الثيمة مشهورة جدا في الفن الجزائري، بسبب عبور شباب كثيرين للعمل في فرنسا منذ الأربعينات وحتى اليوم، ولا توازيها شهرة في هذا الموضوع إلا أغنية محلية بعنوان "يا المنفي" لا يعرفها كثيرون في العالم العربي، ولكنها تبقى من أجمل الأعمال التي اشتهرت في أوروبا، حيث وصفت عذاب المعتقلين بسجون فرنسا في فترة الاستعمار؛ والتي تعتبر جزءا من التراث والتاريخ.






وغير بعيد عن أجواء الموسيقى الشعبية الجزائرية، نجد أغنية من الأجواء الصوفية، وهي "عبد القادر يا بوعلام" التي تعد من أشهر أعمال الفن الجزائري، وهي بالأصل قصيدة لشاعر شعبي جزائري يدعى عبد القادر بطبجي، توفي ودفن في مدينة مستغانم غرب الجزائر، وكان قد كتب قصيدة طويلة، عدد فيها أسماء كثيرة جدا لمن يعتبرون آباء الطرق الصوفية في الجزائر؛ فالمقصود في الأغنية بكلمة "سيدي عبد القادر" هو الإمام عبد القادر الجيلاني الذي يوجد ضريحه في بغداد، أما "سيدي عبد الرحمن" فهو الولي الأمازيغي عبد الرحمن الثعالبي الذي يعرف أيضا كحارس روحي لمدينة الجزائر، حيث له مدفن شهير قرب ساحة الشهداء، أما "سيدي بومدين" الذي يتكرر كثيرا في الأغنية فهو الولي المعروف باسم بومدين الغوث الذي لقبه ابن عربي بشيخ الشيوخ، ويقع ضريحه في مدينة تلمسان، ولهذا فإن هذه الأغنية تعتبر نوعا من الإنشاد الديني الذي تحول إلى أغنية صاخبة تغنى على أكبر المسارح العالمية.
ومن الأغاني التي نالت شهرة واسعة أيضا نجد أغنية "وهران وهران" للفنان أحمد وهبي، والتي غناها بعده الشاب خالد وآخرون، والتي تتحدث عن مناقب مدينة وهران التي تلقب بالباهية، وكيف طاول الزمن معالمها ورحل عنها سكانها الأصليون، كما نجد أغنية وهرانية أخرى بعنوان "ديدي" للشاب خالد، والتي نالت شهرة عالمية تخطت حدود الجزائر لتصبح واحدة من كلاسيكيات الفن الجزائري.





أما على صعيد الأغنيات الأمازيغية فنجد أغنيتين هما "اسندو" التي تعتبر مناجاة ما قبل النوم بين طفل وأمه، و"آفافا ينوفا" التي تحكي قصة فتاة تتحدى الحياة، وقد أثبتت الأغنيتان أن الموسيقى تتخطى حدود اللغة، ويمكن ان تسحر جمهورا واسعا لا يعرف حتى ماذا تقول كلماتها.

أقرأ أيضًا:حكيم : الشاب خالد سبب تأخر "نجم الشعب"
دلالات
المساهمون